المحتوى الرئيسى

عندما يتسلل التلاعب إلى الملاعب!

01/20 02:33

على النقيض من نسخها السابقة، انطلقت بطولة أستراليا المفتوحة لكرة المضرب هذا العام وسط فضيحة فساد مدوية، بعد اتهامات بالتلاعب في مباريات شملت 16 لاعبا من أفضل خمسين من المصنفين في العالم، بينهم فائزون ببطولات الغراند سلام.

فبعد فضائح تعاطي المنشطات في ألعاب القوى، وقضايا الفساد التي هزت عرش الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جاء الدور على كرة المضرب (التنس).

وكشفت شبكة تقارير إعلامية عن أن 16 لاعبا من المصنفين في المراكز الخمسين الأوائل في العالم في العقد الأخير كانت تحوم حولهم شبهات التلاعب بنتائج المباريات لمصلحة مكاتب مراهنات.

وذكر موقع "باز فيد" أن المتلاعبين قدموا مبالغ قدرها خمسون ألف دولار أو أكثر للاعبين من أجل التلاعب بنتائج المباريات، حتى أن بعضهم زار آخرين في غرف فنادقهم.

وأماطت التقارير اللثام عن تحقيقات تتعلق بمباراة أقيمت عام 2007 بين الروسي نيكولاي دافيدنكو الذي خسر وقتها أمام مارتن فاسالو أرغويلا المصنف 87 حينها، لكن التحقيقات لم تعثر على أي شيء ملموس، ولم توجه الاتهام لأي من اللاعبين.

لكن رئيس اتحاد اللاعبين المحترفين كريس كرمود رفض أي تهم بالتغطية على أي مخالفة تتعلق بالتلاعب في المباريات، وقال "وحدة النزاهة بالتنس ومسؤولو التنس يرفضون بشكل قاطع أي تكهنات بتجاهل أدلة التلاعب بالنتائج لأي سبب أو عدم التحقيق فيها".

واقترن غالبا التلاعب بنتائج مباريات بشركات مراهنات عبر العالم تنشط في العديد من الرياضات، منها لعبة كرة القدم، والغرض الأساسي منها هو الربح المالي.

فقد اقتحمت عملية المراهنة عالم كرة القدم بقوة في العقود الأخيرة، ومعها بزغ مصطلح "التلاعب بنتائج المباريات"، تلك الظاهرة التي أفسدت ولا تزال متعة البطولات الرياضية.

وبغرض تأمين أكبر ربح مادي ممكن وتجنب الخسائر، تعمد شركات المراهنات إلى الاطلاع على نسبة المراهنة على لقاء ما، ومقدار الربح الذي ستجنيه في كل الحالات الممكنة، فتختار الخيار المناسب، وتعمل على تطبيقه، عبر تقديم رشى ضخمة لأحد الأطراف، التي بإمكانها إنجاح هذه العملية، مثل حكم المباراة أو مدرب فريق أو رئيس ناد أو لاعب مؤثر، ويكون غالبا قائد الفريق أو حارس المرمى.

وتعد الدوريات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية بجميع درجاتها من أبرز الدوريات التي تدخل ضمن المراهنات، إلى جانب كأس العالم والبطولات القارية المختلفة.

وأظهرت تحقيقات جرت في أنحاء القارة الأوروبية عمليات تلاعب ضخمة في نتائج مباريات كرة القدم حققت أرباحا غير مشروعة تصل إلى ثمانية ملايين يورو ( 11 مليون دولار).

وقال رئيس الشرطة الأوروبية روب فاينرايت في فبراير/شباط 2013 إن تحقيقا أظهر تلاعبا في 380 مباراة في بطولات كبرى، أهمها تصفيات كأس العالم وكأس أوروبا وبطولات الدوري الممتاز في عدة دول أوروبية.

وأضاف أنه تم تفكيك شبكة إجرامية تضم نحو 425 متهما من لاعبين وحكام ومسؤولي أندية.

وقبل ذلك، وفي عام 2005 تحديدا، اعترف الحكم روبيرت هويزة بتعامله مع المافيا الكرواتية لترتيب نتائج مباريات بالدرجات الدنيا بالكرة الألمانية.

بدورها، لم تكن آسيا في منأى عن الظاهرة، حيث عرف عام 2011 التهديد بإلغاء الدوري الكوري بعد تدخل شركات مراهنات بتوزيع أموال على لاعبين للتلاعب بالمنافسات.

ولم يسلم العالم العربي من الظاهرة، حيث كان لبنان صاحب العنوان الأبرز، فقد اعتقل ثلاثة من حكامه في سنغافورة بتحقيق في تلاعب في مباراة بكأس الاتحاد الآسيوي، وتعاملهم مع عصابة من مكاتب المراهنات في البلاد.

في كتاب نشره مؤخرا، يذكر السنغافوري ويلسون راج بيروما أحد مسؤولي شبكة للمراهنات أنه نجح في التلاعب بنتيجة مباراة ودية بين مصر وأستراليا في 2011 برشوة الحكم البلغاري.

وفي العام الماضي، أعلنت الشرطة السنغافورية ووكالة مكافحة الفساد في البلد الآسيوي أن رجل الأعمال المشتبه رقم واحد في فضائح التلاعب بنتائج المباريات عبر العالم دان تان يساعد السلطات في تحقيقاتها بعد اتهامه بالتلاعب في 32 مباراة كروية في ثلاث دول تشمل المجر وإيطاليا وفنلندا.

وأصبح دان تان مشتبهاً فيه رئيسياً بحسب وكالة "يوروبول" الأمنية كأبرز متلاعب بمئات المباريات حول العالم لمصلحة مكاتب المراهنات.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل