المحتوى الرئيسى

«سبكتر» لسام مانديز.. بوند الجديد خارج الترّهات الرقمية

01/20 01:51

بوند الجديد «شبح» (Spectre) لسام مانديز لم ينتظر، أو أنّه تجنّب منافسة أفلام جماهيريّة مُقبلة في موسم عيد الميلاد ـ رأس السّنة 2015. لكنّه أثبت حضوراً لافتاً للانتباه على شبّاك التذاكر بين أفلام ضخمة بحشدٍ هائلٍ من النجوم، الذين غزوا دور العرض قبيل إطلاقه ومعه، كـ Crimson Peak لغيلّيرمو دل تورو، و Our Brand Is Crisis لديفيد غوردون غرين، و»جسر الجواسيس» لستيفن سبيلبيرغ.

في الأيام الـ 10 الأولى لعروضه التجارية الدولية (بدءاً من 6 تشرين الثاني 2015)، حقّق «شبح» أرباحاً تجاوزت 130 مليون دولار أميركي بقليل. لكن، ما يعكّر صفو هذا «الانتصار» الهام على شبّاك التذاكر كامنٌ في أنّ سابقه «سكايفول» (2012) لمانديز أيضاً ـ من سلسلة بوند نفسها ـ تجاوز هذا الرقم في الفترة ذاتها بـ 30 مليون دولار أميركي.

قرارات خطرة يتّخذها «النافذون» في استديوهات «كولومبيا» و MGM بشكل عام، وسام مانديز بشكل خاص. تحوّلات كبرى تأخذ مجراها في السياق الكلاسيكي، الذي اعتاده جمهور العميل 007. تغييرات تبدأ في نوع الـ «أكشن» والحركة التي يقدّمها الفيلم عادة، وتنتهي برسم شخصية جيمس بوند بأدوات وألوان لم يجرؤ أحدٌ سابقاً على استخدامها لهذا الـ «كاركتر».

سام مانديز ـ المصرّ على كلاسيكيّة التصوير بالفيلم الخام (35 ملم) بعيداً عمّا أسماه «التّرهات الرقميّة» ـ يتمرّد على الكلاسيكيّة الـ «جيمس بونديّة» في «شبح»، كما فعل في «سكايفول»، فيأخدنا إلى زوايا حميمة جدّاً في شخصيّة جيمس بوند، شارحاً ماضيه ودوافعه الذاتية التي تتعدّى العمل الاستخباري المحترف إلى ما يحرِّض العميل 007 عاطفياً، كهوس فقدان الأشخاص الذين يحبّهم. هوس تفشّى بعد موت M في «سكايفول»، التي كانت بمثابة «أمّه» الّتي لم يحظَ بها يوماً.

توجّه واضح قيد الاستعادة في هوليوود، وهو شخصية الشرير الذي يسعى إلى السيطرة المطلقة على العالم، أو على نظام عالميّ ما، وهذا ما تجنّبته الأفلام الأخيرة لبوند، فرسمت أشراراً بأهداف محدّدة على نطاق محليّ ـ كما في «كمّ من العزاء» (2008) لمارك فورستر ـ أو على نطاق لا يتعدّى تصفية الحسابات الشخصية (سكايفول). منظمّة متشعّبة خاضعة لسيطرة مطلقة من قِبَل شخص واحد، وصراع أسير نظرية المؤامرة، ما يدفع إلى رسم أقدار بوند على مدى الأجزاء الـ 4 الأخيرة التي يؤدّي دانيال كريغ بطولتها، ما ندركه من حوارات تقدّم منعطفات كثيرة للحبكة على طبق من فضّة. عن شخصية Blofeld أتحدّث هنا، شرير بضعة أجزاء باكرة من السلسلة، لكن هذه المرة بتعريف وأهداف مختلفة، وبـ «كاركتر» هادئ أكثر من اللازم في مشاهد كثيرة. كريستوفر فالتز أدّى الشخصيّة، لكنّه لم يرتقِ بها إلى مستوى الشخصيات المهيمنة والسادية التي يؤدّيها في السينما الأميركية، أو أنه تأطّر ضمن هذه الشخصيات، بقرار منه أو من مخرجين لم يروا فيه غير نمط معيّن، ممّا سرّع في استنفاد أدواته، فانعكس الأمر هنا.

يدور جيمس بوند حول العالم ليصفّي آخر الحسابات. ينتصر بشقّ النفس بعد عمل جماعيّ مع حلفائه ورفاقه، في حبكة موازية تصبّ في الصراع نفسه، مع أن العمل الجماعي أيضاً ليس ما نراه دائماً في سلسلة أفلام بوند، ما يزيد وضوح أنسنة الشخصيّة التي يتمّ العمل على تطويرها أو تشويهها، كما يسمّي الجمهور الذي لم يسحر بفيلم «شبح».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل