المحتوى الرئيسى

ما الذي نعرفه عن برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية؟ - ساسة بوست

01/20 12:09

منذ 5 دقائق، 20 يناير,2016

قامت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا بفرض عقوبات على 11 شركة وشخصًا بسبب توفيرهم معدات لبرنامج الصواريخ البالستية الإيرانية، في خطوة قال المحللون إنها تأخرت لمدة أسبوعين حتى لا تعرض الإدارة الأمريكية الاتفاق الخاص بإطلاق سراح سجناء أمريكيين في طهران.

وكانت إيران قد أجرت اختبارًا لصاروخ باليستي موجه بدقة وقادر على حمل رأس نووي فيما اعتبر انتهاكًا للحظر الذي فرضته الأمم المتحدة في شهر أكتوبر الماضي.

وفي أعقاب دخول الاتفاق النووي الإيراني حيز التنفيذ منذ أيام قليلة ورفع العقوبات الدولية عليها نتيجة برنامجها النووي، فتتبقى هناك مسألة حاسمة عالقة بين إيران والغرب والتي تشمل مسألة قدرات الصواريخ الباليستية، والتي تتمسك إيران بأنها غير مشمولة ضمن إطار الاتفاق النووي.

بدأت إيران في تطوير منظومتها الصاروخية في فترة ما قبل الثورة الإسلامية، فقد اتفق الشاه مع إسرائيل على تطوير صواريخ قصيرة المدى بعدما رفضت واشنطن منحه صواريخ لانس. قدمت إيران التمويل وقدمت إسرائيل التكنولوجيا. في ذلك الوقت كانت إيران هي القوة العسكرية الجوية الأكبر في منطقة الخليج بامتلاكها 400 طائرة مقاتلة. لكن في فترة ما بعد الثورة الإسلامية ونتيجة للقيود الغربية، فقد بدأت إيران تركز على تطوير الصواريخ. هذا الأمر تم بوضوح منذ الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي.

وتمتلك إيران بالفعل واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية في منطقة الشرق الأوسط، إن لم تكن هي الأكبر بالفعل. وتمكنت إيران من تطوير قدرتها على إطلاق الأقمار الصناعية لتكون واحدة من بين دولتين، الثانية هي إسرائيل، في منطقة الشرق الوسط التي تملك هذه القدرات المتطورة. وإن كانت إسرائيل تتفوق في قدرات الصواريخ الباليستية، لكنها تملك كمية صواريخ أقل مما تملكه إيران.

غالبية الصواريخ الباليستية مصدرها من خارج البلاد، وتحديدًا من كوريا الشمالية. وأعلنت إيران مسبقًا أن سقف قدرات صواريخ أرض-أرض التي تملكها يبلغ حوالي 2000 كيلومتر. هذا المدى يتخطى بكثير المدى اللازم لوصول الصواريخ لإسرائيل والذي يبلغ 1200 كيلومتر فقط. بهذا أصبحت إيران الدولة الوحيدة التي تقوم بتطوير صاروخ باليستي بهذا المدى دون أن تملك قدرات تسليح نووي.

ورغم أن قادة إيرانيين نفوا صراحةً أي مصلحة لإيران في تطوير الصواريخ بعيدة المدى، ومن بينها الصواريخ العابرة للقارات التي يصل مداها إلى 5500 كيلومتر، لأنها لا تندرج في إطار العقيدة العسكرية الإيرانية، لكن بعض الأدلة تشير لعكس هذا.

فقد أعلن العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية الإيرانية، أن إيران لم تتوقف عند مدى 2000 كيلومتر، وأنها استمرت في تطوير صواريخ ذات مدى أبعد دون أي قيود. كما ذكر في مناسبة أخرى أن إيران سترد على أي عدوان عليها “ليس فقط من خلال تدمير المدن الكبرى في إسرائيل ولكن عبر نقل الحرب إلى داخل حدود الولايات المتحدة”.

وتنتج طهران صواريخ باليستية قصيرة المدى وصواريخ باليستية متوسطة المدى، بالإضافة إلى صواريخ كروز بعيدة المدى، وصواريخ عادية بعيدة المدى. ومن بين أبرز ما تمتلكه طهران من صواريخ باليستية يوجد:

(1) صواريخ فجر3، وفجر4، وفجر5 والتي يصل مداها ما بين 45-75 كيلومتر.

(2) صواريخ زلزال التي يتراوح مداها بين 100-400 كيلومتر.

(3) صاروخ فاتح110، والذي يصل مداه لحوالي 200 كيلومتر.

(4) صواريخ شهاب1، وشهاب2، والتي يتراوح مداها بين 300 – 500 كيلومتر، وهما تطوير إيراني لصواريخ سكود. في عام 2010 أشارت تقارير إلى امتلاك إيران ما بين 200 – 300 صاروخ من هذين النوعين.

(5) صاروخ قادر1، الذي يبلغ مداه حوالي 1800 كيلومتر.

(6) صاروخ شهاب3، الذي يصل مداه حوالي 2000 كيلومتر، وتم تطويره من صاروخ نودونغ الكوري الشمالي.

(7) صاروخ سجيل الذي يبلغ مداه أيضًا حوالي 2000 كيلومتر.

وتمكنت إيران من تطوير قدرة إصابة هذه الصواريخ لأهدافها باستخدام الليزر لتصبح نسبة الخطأ في إصابة الهدف لا تتعدى 5 أمتار فقط.

البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية هو واحد من البرامج المتقدمة والذي يتطور مع مرور السنين بشكل أكبر وفعال. ويشمل هذا البرنامج كادرًا مميزًا من المهندسين والفنيين الماهرين، طبقًا لما وصفهم به معهد واشنطن، والذين يعملون في إطار “منظمة الصناعات الجوية الفضائية” التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، والتي تملك أكثر من 20 شركة تابعة لها منذ العام 1993.

الحرس الثوري الإيراني هو فرع المنظمة الأكثر نشاطًا في مجال التطوير وهو أكبر المستخدمين النهائيين لمنتجات المنظمة. منذ عام 2006، أنشأ الحرس الثوري مركز أبحاث للصواريخ والفضاء الخاص به بغرض تعزيز قدراته الصاروخية. قام الحرس الثوري بعد ذلك بدمج هذا المركز مع منظمة “جهاد الاكتفاء الذاتي” التابعة أيضًا له.

بالإضافة لهذا فتقدم 24 جامعة إيرانية على الأقل دورات دراسية في هندسة الطيران المتقدمة. ووفقًا لنظام تصنيفات المجلات العلمية، فإن الإيرانيين كتبوا خلال عام 2013 مقالات أكاديمية حول هندسة الطيران أكثر مما كتبه الروس، وذلك على الرغم من أن النظام الإيراني يمنع الباحثين العاملين في المشاريع العسكرية من نشر أي مقالات في الدوريات والمجلات العلمية.

ولاتزال إيران حتى هذه اللحظة تعتمد على موردين أجانب للحصول على مكونات وأجهزة التصنيع. وغالبية الصواريخ التي تملكها إيران تكمن مشكلتها الرئيسية في قلة الدقة الواضحة مما يجعلها سلاحًا محدود القوة، وهو ما يدفعها إلى تخصيص قسم كامل للتطوير. لكن هذا لا يعني أن إيران تعتمد اعتمادًا كليًا على الخارج في توفير معدات ومستلزمات التصنيع لأنها تمكنت من تطوير بنيتها التصنيعية بشكل يجعلها تعتمد على الخارج في بعض المكونات فقط وليس جميعها.

في شهر مايو 2014، استبعد وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، قيام أي مفاوضات حول ترسانة الصواريخ الإيرانية والتي تضم الصواريخ الدفاعية والتقليدية والرادعة، هذا الموقف أعلن عنه سابقًا أيضًا العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني بشكل متكرر وحاسم.

السبب الأساسي في ذلك، وفقا للخبراء، يعود إلى القدرات الضعيفة لسلاح الجو الإيراني ورمزية قوة سلاح البحرية الإيرانية، لذلك فإن إيران تعتمد على الصواريخ الباليستية في قدرتها على تحقيق الضربات بعيدة المدى.

في أعقاب حرب الخليج عام 1991، قام مجلس الأمن بحظر إنتاج واستخدام صواريخ أرض-أرض التي يتعدى مداها 150 كيلومتر على العراقيين. المنهجية التي تم استخدامها تجاه العراق من أجل تحديد المدى المطلوب حظره تطلب برنامج رصد تدخلي واسع النطاق، هذا البرنامج لن تقبل به إيران بسهولة، فبدون وجود آلية مراقبة معقدة لإنتاج إيران من الصواريخ الباليستية فلن يجدي أي حظر يتم تطبيقه عليها.

وتقع دول الخليج الجنوبية والقوات الأمريكية المتمركزة حول إيران قريبة جدًا من مواقع محتملة لإطلاق الصواريخ، وسيكون العديد منها ضمن نطاق 150 كيلومتر. وحتى إعلان إيران أنها أوقفت برنامج تطوير الصواريخ الباليستية بعيدة المدى – إن حدث – فهو لا يعني أن إيران لن تحتفظ بالمعرفة التقنية والمعدات اللازمة لتوسيع مدى الصواريخ التي تملكها فعلًا أو تصنيع نماذج جديدة بعيدة المدى في وقت الخطر.

يشير محللون إلى أن قلة دقة الصواريخ الإيرانية تجعلها غير فعالة بشكل كبير فيما يتعلق بحمل أسلحة بيولوجية أو كيميائية. لكن من الممكن أن تستخدم إيران هذا السلاح كسلاح سياسي أو نفسي من أجل تخويف والضغط على بعض الحكومات. ومع التوسع الإيراني في تطوير الصواريخ الباليستية فإنه من المتوقع ألا تتمكن طهران من تهديد دول غرب أوروبا قبل عام 2017، كما أنها لن تتمكن من تطوير صواريخ تستهدف الولايات المتحدة قبل عام 2020.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل