المحتوى الرئيسى

بعد احتجاجات "القصرين".. تونسيون لـ"الوطن": شهيد واحد يكفي لاندلاع ثورة ثانية

01/20 00:41

مرت أيام قليلة على الاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة الياسمين التونسية، وتشهد شوارع ولاية القصرين الآن حالة من الاحتجاجات العنيفة لعدد من الشباب العاطل عن العمل منذ 3 أيام، وذلك بعدما كان محيط مركز مدينة القصرين يوم السبت الماضي، مسرحًا لحادث أليم تمثل في قرار الشاب رضا اليحياوي بالانتحار، بعد أن تم شطب اسمه من قائمة المعينيين بوزارة التربية التونسية، حيث صعد فوق عامود الكهرباء ليتعرض لصعقة سقط على إثرها فتحطمت عظامه ولقي مصرعه ولم تفلح جهود السلطات المحلية في إنقاذه.

على طريقة البوعزيزي، خرج عشرات المحتجين مساء السبت للتظاهر وأغلقوا الشوارع وأشعلوا إطارات السيارات، وانطلقت شرارة الغضب والاحتجاج في يوم الأحد عندما خرجت جنازة "اليحياوي"، وسط توقعات بأن تكون تلك الاحتجاجات بوادر لثورة جديدة في تونس.

وفي هذا السياق، قال محمد الهادي غابري، عضو المكتب السياسي لحزب حركة الشعب التونسي، إن ولاية القصيرين تشهد احتجاجات عنيفة وغضبا في شوارعها بسبب انتحار شاب تونسي من أجل التشغيل عقب استبعاده من قوائم المقبولين في إحدى الوظائف.

وأضاف غابري، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "الشباب في تونس لا يرون أي اتجاهات إيجابية نحوهم ويوجد انسداد للأفق في مجال التنمية وتوظيف الشباب والحكومات المتعاقبة لا تهتم بهم وتسد آذانها عن مطالبهم، على الرغم من التحول الديمقراطي الذي شهدته البلاد في السنوات القليلة الماضية، ولكنه لم يؤتِ بثمار الثورة".

وتابع السياسي التونسي: "حزب نداء تونس الذي حصد أكبر مقاعد في الانتخابات البرلمانية أصبح يعيش في حالة من الانقسام والتفتت بسبب الصراع على المقاعد والمناصب وكل هذا أدى إلى تهميش القضايا الأساسية، وبدلا من حل مشكلة البطالة أصبحت أكثر عمقا"، مشيرا إلى أن تونس على ما يبدو تمر بانتفاضة جديدة والأزمة بدأت في التوسع، حيث إن قرية سيدي بو زيد بها احتجاجات اجتماعية، ينظمها الشباب العاطلون عن العمل وقدماء الاتحاد العام لطلبة تونس وحاملو الشهادات العليا من المعتقلين المفرج عنهم مؤخرا.

وأشار "غابري" إلى أنه يتمنى حال اندلاع ثورة أخرى أن تخدم أغراضها الحقيقية وتضع قوى الارتداد عنها في إطار المحاسبة، ومن الطبيعي أن يشارك فيها الشباب لأنهم بحاجة إلى رافعة وطنية تحتضنهم ولكنهم لم يجدوها منذ 2011، لاسيما في مجالات التشغيل والعدالة الاجتماعية.

وعن الوضع الاقتصادي في تونس علق: "الوضع الاقتصادي صعب للغاية والحكومة تنتهج سياسة الدين الخارجي وهناك أزمات عدة في مجالات السياحة وقطاع الخدمات الذي يعاني من الترهل، إضافة إلى رجال الأعمال الفاسدين ورفع الدعم كما أن الدولة لم تقم بأي شيء في محاربة التهريب والصناديق الاجتماعية تعاني أزمة وعلى سبيل المثال صندوق المعاشات، فالدولة الآن تقترض من الخارج لدفع رواتب الموظفين وليس من أجل إقامة مشاريع تنموية".

من جانبه، قال أسامة السعفي، صحفي تونس، لـ"الوطن"، إنه يعتقد توسع رقعة المظاهرات في البلاد خلال الأيام المقبلة، لاسيما وأنه بدأت مظاهرات مشابهة لما يحدث في القصرين، في قرى سيدي بو زيد، لافتًا إلى أنه لو سقط شهيد واحد ستتحول تلك المظاهرات إلى ثورة في البلاد تشبه ما حدث في ثورة الياسمين عام 2011.

وأضاف "السعفي" أن تونس بحاجة إلى تعديل للمسار الثوري الذي كان أساسه المطالبة بالعمل والحرية والكرامة الوطنية، وهذا يكون في شكل احتجاجات في كل الجهات، وتكوين حكومة وفاق غير متحزبة، بالإضافة إلى تحييد الإدارة، مشيرًا إلى أن حزبي النهضة ونداء تونس بمثابة "جناحين لخفاش أسود".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل