المحتوى الرئيسى

منار سعد الدين تكتب: اختاريه صح يا فوزية | ساسة بوست

01/19 12:13

منذ 24 دقيقة، 19 يناير,2016

كم من علامة استفهام وقفت في طريقك وأنت تسمع عن مواقف من تلك العلاقة الأزلية بين الرجل والمرأة، وكم ذرفت فتيات من دموع الحيرة المعقدة التي لا يفهمها سواهن إزاء قرار بارتباط أو انفصال، وكم أدلى الأهل بدرجات قرابتهم المختلفه بدلوهم في تقرير نظريات العلاقات بعلة الخبرة والنصح، وكم،وكم!

مذ تعديت الخامسة والعشرين من عمري، وعلمت فعلا أن قرار زواجي يجب أن يُحسم كطريقة وفلسفة ورجل ووقت حتى غرقت تماما في تفكير لم ينته، حتى تخطيت عتبة بيتي الجديد ممسكة بيد زوجي وتخطيت معها التاسعة والعشرين.

أزعم أن تلك سنوات التفكير تلك، أكسبتني – بعد فضل الله عليّ- تمييزا واستيعابا لكل موقف أمر به من مواقف الارتباط، ولكل قصة ترويها لي صديقاتي وقريباتي.. وكان من البديهي لديّ ألا وجود للقواعد، وأن الاستثناء هو الأصل، والقياس مرفوض، والنصح هراء، وكثيرا ما كانت تختتم محادثاتي مع الصديقات بأن الرجال كلهم لا يستحقون ( وربما تستخدم ألفاظ أخرى أكثر عامية أو ابتذالا)، وكلٌ لسبب يختلف عن الآخر.

الآن أتذكر واسأل، لا يستحقون ماذا؟ لا يستحقوننا نحن الفتيات؟ أم لا يستحقون التضحية؟ وهل مجرد القبول بشاب تضحية؟

ممم.. إذا لمَ نفرح بالخطبة والزواج؟ ولم تقم تلك المعارك الساخنة والباردة بين الفتيات في مناسبات كهذه؟

إلى أن قرأت مقال نُشر منذ أيام لكاتبة تنصح فيه فتيات جيلها أقتبس منه هذا المقطع:

شعرت حينها بالجناية التي نرتكبها في حق أرواحنا وأرواح من نحسب أننا لهم من الناصحين، والجرائم التي نُبلي بها من نرتبط بهم من الرجال..مع كامل تقديري للكاتبة لكن ما تورد الإبل هكذا أبدا.

كيف ننهي أعمارنا بانتظار الجنة ونحيا سنوات الدنيا في هذا الشقاء الخائف؟ أدري أن الخذلان أصبح من أشد أوبئة العصر فتكا بنا، لكن هذا لا يعني أن لا دواء له، وألا شفاء منه، وأعلم يقينا أن قلب الفتاة قابل للكسر حتى قبل أن يُلمس، وأعلم أيضا أن ما كُسر يمكن جبره من رجل حقيقيّ.

وإلا فكيف يكون الحب حبا إذا حجب المرء بعضا منه عن نصفه الآخر؟ أيكون النصف مكتملا حينئذ؟ ومن يعطي الحق للمرأة أن تحجب أجزاء هامة من قلبها – حتى إن أسميناها سخيفة أو تافهة أو قللنا من شأنها- عليه أن يعطي الحق للرجل أن يحجب عن المرأة ما شاء من قلبه وحبه، وإذا فعل فإن الاتهامات تنهال عليه وعلى “صنفه” كله.

لازلت مقتنعة ألا قوالب أو نظريات جامدة، لكن الرحمة حلوة!

لا أؤمن ابدا بامرأة تلغي كيانها كله لتصبه في كيان رجلها ثم تشتكي الضياع، ولكن الإيمان الراسخ في أن الله عز وجل ” خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها “، لا أتشدق بكلمات مستهلكة كالتكامل والتوازي و، و..

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل