المحتوى الرئيسى

بروفايل| الفاتنة.. لم ترحل

01/17 11:00

تأبى الذاكرة أن تنسى ملامحها، تلك اللمعة المثيرة فى عينيها، نبرة صوتها الخفيضة وطلتها الآسرة التى ما زالت حاضرة، كيف مر عام على غيابها وهى ما زالت حاضرة فى وجدان كل محبيها، كيف وما زالت الشوارع تتزين بصورها فى المهرجانات السينمائية، كيف غابت وهى ما زالت تتنقل فى شخوصها بين القنوات بتوهج شديد، هى أبداً لم تغب، باقية فى عدد الابتسامات التى رسمتها «نوال» فى «موعد غرام» على الوجوه أو فى موقف «الأستاذة فاطمة»، وفى عدد الدموع التى ذرفتها العيون على «عزيزة» فى «الحرام» أو «آمنة» فى «دعاء الكروان»، هى فقط احتجبت فى عزلتها عن جمهورها لتظل حتى فى غيابها «السيدة الفاتنة» خالدة حتى فى ذكرها على الألسنة التى تمطرها بعبارات الترحم والدعاء بالمغفرة.

لم يكن تاريخ 27 مايو 1931 هو تاريخ مولد «فاتن حمامة» الحقيقى، ولا عام 1946 عند التحاقها بالمعهد العالى للتمثيل فى الدفعة، بل عندما وقفت للمرة الأولى أمام المخرج محمد كريم وهى لم تتجاوز التسع سنوات لتقدم أول أعمالها السينمائية فى فيلم «يوم سعيد» أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب، لتجتذب الكاميرا إليها بكل ما تملك من براءة الأطفال ومكرهم فى ابتسامتها وتضيف سحرها إلى ما تمتلكه من موهبة وقدرات تمثيلية مختلفة تختبئ خلف إحساسها القوى.

مرت «فاتن» بمراحل نضوج مختلفة على مدى مشوارها الفنى الطويل، ولكن البداية الأقوى كانت من خلال كاميرا يوسف شاهين فى فيلم «بابا أمين» عام 1950 الذى يعد التجربة الإخراجية الأولى للمخرج الشاب، لتنهى من خلال تلك التجربة مرحلة أدوار الفتاة المقهورة التى قدمتها فى عدد من أفلام الأربعينات لتخلع عن نفسها ذلك الرداء وتترك لأدائها العنان ليضرب شطوط الموهبة فى نضج حرفية شديدة من خلال تعاملها مع مجموعة كبيرة من أبرز مخرجى السينما المصرية.

جاء التعاون السينمائى الأول لها مع المخرج عزالدين ذوالفقار من خلال فيلم «أبوزيد الهلالى» عام 1947 الذى شهدت كواليسه علاقة الحب التى جمعت الفنانة الشابة بالمخرج الذى يبدأ مشواره الفنى، لتكلل تلك العلاقة بالزواج وبفتاة صغيرة أطلقا عليها «نادية»، وقدما معاً خلال حياتهما الزوجية التى لم تدم أكثر من بضع سنوات، مجموعة من الأعمال السينمائية منها: «موعد مع الحياة»، «موعد مع السعادة»، «سلو قلبى»، ليأتى عام 1954 بانتهاء تلك العلاقة لتظل العلاقة الإنسانية والفنية مستمرة، حيث قدما معاً أعمالاً أخرى من بينها «بين الأطلال» و«نهر الحب»، ليقول عنها ذوالفقار: «وانتهينا إلى الطلاق وكان قراراً سليماً لم تطلق فيه رصاصة واحدة على سمعة أى طرف منا.. وذهب ما توهمته حباً وبقى بينى وبين فاتن الشىء الخالد.. الصداقة».

نجحت «فاتن» أن تؤرخ لعلاقتها الإنسانية بشكل فنى فشهد فيلم «صراع فى الوادى» التعامل الأول لها مع الوجه الجديد فى ذلك الوقت عمر الشريف، زوجها المستقبلى الثانى ووالد طفلها «طارق»، لتكون قبلتها الشهيرة، التى جمعت بينهما فى ذلك الوقت بالرغم من رفضها الدائم لتلك النوعية من المشاهد، إعلاناً للجميع عن علاقة الحب والزواج التى استمرت حتى عام 1974 وانتهت بالطلاق للمرة الثانية، ليعتزل «الشريف» الزواج بعدها، ويقول فى أحد حواراته الصحفية «لم أحب أو أتزوج بعد فاتن حمامة، فهى المرأة الوحيدة فى حياتى وحبى الأول والأخير»، وبعد انفصالها عن «الشريف» بعام واحد تزوجت الدكتور محمد عبدالوهاب عام 1975، وظلت علاقتهما مستمرة لتنتهى بوفاتها العام الماضى بعد علاقة حب وزواج تجاوزت الـ40 عاماً.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل