المحتوى الرئيسى

اعتقال 'خوميني نيجيريا' يضع غرب أفريقيا على حافة صراع 'سياسي الجوهر.. ديني المظهر'

01/16 13:05

تكثف المنظمات الشيعية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى نشاطها لزيادة مساحة الفكر الشيعي في مناطق تركز مسلمي هذا الجزء من العالم، فمنذ قيام الثورة الخومينية في إيران 1979 عملت طهران على تصدير الثورة واستخدام الفكر الشيعي كأداة من أدوات السيطرة والتدخل في سياسيتها الداخلية.

ولا تعد أفريقيا استثناء عن تلك السياسية، فخلال الأيام القليلة الماضية شهدت مناطق متفرقة من نيجيريا مواجهات بين الشرطة وأنصار إبراهيم الزكزاكي الذي يعد زعيم الشيعة في نيجيريا ويطلقون عليه "خوميني نيجيريا"، ويتركز شيعة نيجيريا في ولايات زاريا بشمال غرب العاصمة الاتحادية أبوجا، ومنطقة كادونا بالحزام النيجيري الأوسط.

وقامت عناصر شيعية في منتصف ديسمبر الماضي باغتيال الكولونيل توكور بوراتاي مسئول قوات الدفاع الإقليمي في الجيش النيجيري الأمر الذي استدعى ردا أمنيا وعسكريا أسفر عن سقوط ألف قتيل من بينهم نجل الزكزاكي الذي تم اعتقاله وزوجته وتدعى زينات إبراهيم معلم.

وكانت إيران أول منتقد للهجمات الامنية على شيعة نيجيريا، وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" بأن الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال النيجيري لدى ظهران وأبلغته احتجاجها الرسمي على ما يتعرض له شيعة نيجيريا من قمع، كما أجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني اتصالا مع نظيره النيجيري محمدو بوهاري لمطالبته بتعويض المتضررين الشيعة وأسر القتلى والمصابين جراء حملة القمع ضدهم.

وعلى مدار عقود منذ انطلاق الثورة الإيرانية الخومينية سعت طهران إلى نشر المذهب الشيعي في التجمعات الإسلامية في أفريقيا جنوب الصحراء وفي مقدمتها نيجيريا التي يشكل المسلمون نسبة تفوق نصف سكانها البالغ عددهم 160 مليونا، ومن المعروف تاريخيا أن جماعة بوكو حرام المتطرفة التي تدين الآن بالمذهب السني كانت قد نشأت على أيدي قيادات منهم من اعتنق الأفكار الشيعية بعد انطلاق الثورة الإيرانية بأعوام قليلة، وعادت إلى المذهب السني فيما بعد.

تجدر الإشارة إلى أن محمدو يوسف زعيم بوكو حرام المعروف الذي لقي مصرعه عام 2009 في مواجهات مع الشرطة النيجيرية كان يدين بالأفكار الشيعية في منشأه وكان من تلامذة "خوميني نيجيريا" إبراهيم الزكزاكي قبل أن ينشق عنه ويتبنى الأفكار التكفيرية التي قامت على أساسها جماعة بوكو حرام.

ويعد إبراهيم الزكزاكي من دارسي المذهب الشيعي في إيران وهو يعتبر الخوميني قيادته الروحية، وقد عهد إليه الإيرانيون إبان نجاح الثورة الخومينية بإنشاء صندوق لإغاثة الشيعة في نيجيريا يعمل كمنظمة اجتماعية وإنسانية في الظاهر لكن الحقيقة أنها كانت غطاء لأنشطة نشر الفكر الشيعي في نيجيريا وذلك بحسب تقديرات الاستخبارات النيجيرية.

كما نفذت هذه المنظمة أنشطة سياسية مناهضة للسياسات الأمريكية فى نيجيريا توازيا مع خطوط التصعيد الإيرانية ضد الأمريكان في المحافل والمناسبات الدولية خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي برغم نفي القائمين عليها تلقي أي تمويلات من إيران.

ويقول مقربون من الزكزاكي إن طموحه هو إقامة دولة إسلامية شيعية في نيجيريا على غرار إيران، و بحسب إبراهيم هارونا حسان أستاذ الدراسات الدينية في جامعة جوس بوسط نيجيريا يقوم الزكزاكي بنشر أفكاره من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مع اتباعه ومريديه مستخدما لغة الهوسا في نيجيريا، كما تنتشر بين مسلمي نيجيريا أشرطة كاسيت وسيديهات عليها خطبه ومحاضراته ومنها ما هو مدبلج بالإنجليزية، تماما مثلما كانت استراتيجية الخوميني في استخدام الكاسيت للتبشير بثورته إبان حكم الشاه بهلوي في إيران.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل