المحتوى الرئيسى

جزاء نسيان الله تعالى في «الآخرة»

01/16 11:19

أخبرنا سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الله تعالى قد يمهل الظالمين ولكنه لا يهملهم، وليس بغافل سبحانه عما يفعلونه، وبين لنا - صلوات ربى وسلامه عليه - جزاء الله للمنافقين الذين ينسون لقاء الله ولم يعملوا للحظة العرض على الله تعالى للحساب فى أحاديث نبوية منها:

ما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: «يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعًا، وَبَصَرًا، وَمَالا، وَوَلَدًا، وَسَخَّرْتُ لَكَ الأَنَامَ وَالْحَرْثَ، وَتَرَكْتُكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ أَفَكُنْتَ تَظُنُّ أَنَّكَ مُلاقِيَّ يَوْمَكَ هَذَا؟ فَيَقُولُ: لا، فَيَقُولُ: الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي»، رواه الترمذى حديث صحيح.

قال الإمام صفى الرحمن المباركفوري فى شرحه لجامع الترمذي، إن قوله – صلى الله عليه وسلم-‏: ‏‏«يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعًا، وَبَصَرًا، وَمَالا، وَوَلَدًا، وَسَخَّرْتُ لَكَ الأَنَامَ وَالْحَرْثَ»، أى أن الله تعالى يعدد على عبده الجاحد الظالم لنفسه ما أنعم به عليه من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى والنعمة الواحدة منها لا يستطيع الناس أداء حقها شكرا كاملا فيذكره الله بنعمته عليه مثل نعمة البصر ونعمة المال والولد والزوجة، وأنه سبحانه جعل الأنعام فى خدمة الإنسان يستخدمها فى أغراضه لا تتأبى عليه فإن كل هذه النعم الكثيرة من الله تعالى تستحق أن نقابله بالشكر والعرفان لا بالجحود والنكران.

وأضاف المباركفوري فى شرح الحديث، أن المقصود من قول النبى: «وَتَرَكْتُكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟»، أى جعلتك رئيس القوم أو كبير العشيرة أو تقود الأفراد، ومعنى "وَتَرْبَعُ" أى تأخذ ربع الغنيمة، والمعنى ألم أجعلك رئيسا مُطاعا، وقيل: أى تركتك مستريحا لا تحتاج إلى مشقة وتعب أو تلهو وتعيش فى سعة ولم تظن أنك ستلقانى وتعمل للقائى حساب وتستعد له.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل