المحتوى الرئيسى

هل تم قتل موسى الصدر بوشاية من الخمينى؟

01/16 10:35

• كتاب أمريكى جديد: الشاه تواصل سرا مع الصدر.. وأراد إعادته إلى إيران لإحباط طموحات قائد التمرد الشيعى

• الصدر كان يرى الخمينى مجنونا وخطيرا.. والقذافى عرض ترتيب لقاء بين الإمام وآية الله بهشتى

• كبير مساعدى الخمينى لم يلتزم بموعد اللقاء وطالب القذافى بمنع الصدر من مغادرة طرابلس لأنه عميل للغرب

كان الشرق الأوسط فى سبعينيات القرن الماضى يعج بالفوضى، واحتلت التفجيرات وعمليات الخطف والاغتيالات صدارة عناوين الصحف اليومية. وفى خضم تلك الأوضاع، اختفى واحد من أكبر رجال الدين الشيعة، أثناء زيارته لليبيا.

وخلال السنوات اللاحقة على اختفاء الأمام موسى الصدر الإيرانى المولد، أجريت العديد من التحقيقات ونشرت عدة كتب عن سر اختفاء الرجل الذى كان له منزلة كبيرة فى لبنان خلال عقدين سبقا زيارته لليبيا، وكان يعرف بأنه متحمس لفقراء طائفته.

ولم يظهر الرجل واثنان من زملائه منذ 31 أغسطس 1978، حينما رصدوا فى صالة مطار طرابلس، عاصمة ليبيا. إلا أن كتابا جديدا عن سقوط شاه إيران محمد رضا بهلوى عام 1979، يساعد على بحث موضوع اختفاء الصدر من زاوية أخرى، ويدفع فى اتجاه أن رجال الدين الإيرانيين الذين أطاحوا بالشاه، بقيادة آية الله الخمينى، نظروا إلى الصدر باعتباره تهديدا لحركتهم.

الكتاب المعنون «سقوط الجنة: البهلويون والأيام الأخيرة للإمبراطورية الإيرانية»، لا يؤكد فقط أن الشاه والصدر كانت بينهما اتصالات سرية رغم التوتر المعلن، لكن امبراطور إيران كان يريد أن يعود الصدر إلى الأراضى الإيرانية لإحباط طموحات الخمينى فى الأشهر التى سبقت الثورة، وهى فكرة إذا نفذت، كانت ستغير مسار التاريخ.

ووفق الكتاب، كان الصدر فاقدا للثقة بشكل كبير فى الخمينى، وكان يعتبره «مجنونا وخطيرا»، رغم ما كان ظاهرا فى حينه من تعاملات ودية بينهما، وكذلك روابط النسب. تلك النظرة السلبية، كان يكنها أيضا الشاه للخمينى، وفق الكتاب.

واعتمد مؤلف الكتاب آندرو كوبر، الاستاذ المتخصص فى شئون الشرق الأوسط بجامعة كولومبيا الأمريكية، في الجزء المتعلق بالصدر، على مقابلات مع عائلة الشاه ومسئولين ورجال دين إيرانيين سابقين.

وقال كوبر إن «الشاه كان مستعدا للدخول فى حوارٍ مع الصدر. أعتقد أن الصدر كان يشكل الأمل الأكبر فى تحقيق التعايش بين الشيعية والحداثة فى إيران. وأجهض اختفاؤه هذا الحوار وفتح الطريق أمام التيار الشيعى المسلح فى إيران». وتنتشر روايات عدة حول اختفاء الصدر، فهناك من يقول إن القذافى قتله بناء على طلب من الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات، وآخرون يقولون إن العقيد الليبى قتله بأمر من الرئيس السورى حافظ الأسد، فيما يقول آخرون إن مؤسس حركة أمل اللبنانية الشيعية، قتل بأيدى عملاء شاه إيران. وأصر العقيد القذافى وقتها، أن الصدر ورفاقه غادروا ليبيا متجهين إلى إيطاليا، وهو ادعاء نفته التحقيقات الإيطالية.

كوبر قال إن كتابه يحوى معلومات لم يتم نشرها من قبل عن اتصالات بين الصدر والشاه، تشمل تحذيرات أرسلها الصدر بشأن الخطابات التخريبية لآية الله الخمينى من منفاه، وعرضا قُدم فى مطلع صيف 1978، قبل اختفاء الصدر بأسابيع، لمساعدة الشاه فى كبح جماح الخمينى.

وأضاف كوبر «المعتدلون كانوا يحاولون إيجاد استراتيجية للتغلب على الخمينى، وكانت إحدى الاقتراحات تتضمن عودة موسى الصدر إلى إيران». وأكد على كانى (80 عاما) الذى كان مقربا من الشاه ويعيش حاليا فى أوروبا، لكوبر، أنه عمل حينها كقناة اتصال بين الصدر والشاه.

وتبدأ الحكاية فى منتصف السبعينيات أى قبل اختفاء الصدر بـ3 سنوات، حين انحدر لبنان إلى الفوضى الطائفية، أصبح نقطة جذب للمعارضين الإيرانيين الذين تدربوا على حرب العصابات، وحمل الشاه الصدر المسئولية، وأمر بتجريده من جواز سفره الإيرانى، لكن فى يوليو 1978، أرسل الصدر رسالة إلى الشاه عبر عميل إيرانى فى بيروت، وعرض فيها التحدث إلى آية الله الخمينى باسم الشاه، ومساعدة الشاه فى استرضاء منتقديه فى المؤسسة الدينية، وتلى ذلك بفترة قصيرة موافقة الشاه على إرسال مبعوث لإجراء اجتماع سرى مع الصدر فى ألمانيا فى سبتمبر من العام نفسه، إلا أن هذا الاجتماع لم يعقد، وفق الكتاب الذى يصدر فى يوليو المقبل.

ووفق الكتاب، فإن العقيد معمر القذافى عرض ترتيب لقاء فى أغسطس، بين الصدر وكبير مساعدى آية الله الخمينى، آية الله محمد بهشتى، المشرف الرئيسى على التمرد ضد الشاه.

وانطلق الصدر إلى ليبيا برفقة مساعديه، الشيخ محمد يعقوب والصحفى اللبنانى عباس بدر الدين. وبعد أيام من الانتظار فى فندق «تريبولى» نفذ صبر الصدر وقرر المغادرة فى 31 أغسطس، بدون لقاء بهتشى. وما تلى ذلك لم يتم تأكيده.

ونقلت «نيويورك تايمز» عن كتاب «الجاسوس الجيد»، وهو السيرة الذاتية لروبرت أميس الذى كان رئيسا لفرع المخابرات المركزية الأمريكية فى بيروت آنذاك، فإن حاشية الصدر شوهدت فى صالة كبار الزوار بجناح المغادرة بمطار طرابلس، ثم تم اقتيادهم بعنف وإلقاؤهم فى سيارة من قِبل رجال القذافى. وقال الكتاب نفسه إن آية الله بهشتى اتصل هاتفيا بالعقيد القذافى لإيقاف مغادرة الصدر، وادعى أن الصدر عميل للغرب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل