المحتوى الرئيسى

الأطباء يحذرون من من تحور فيرس «البرد»: أمراض الشتاء «تتوحش» وارتفاع معدل الإصابة بـ«الربو»

01/16 10:19

ارتفاع معدل الإصابة بـ«الربو».. والأطفال الأكثر عُرضة للنزلات الشعبية المزمنة الأطباء: المصل ضرورى فى حالات مرضى السكر والفشل الكلوى تزداد حالات الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا الموسمية خلال هذه الأيام بسبب التغيرات فى درجات الحرارة وحالة الطقس وتزداد خطورتها يوما بعد آخر.

فلم تعد الإنفلونزا مجرد فيروس تضيع أعراضه خلال بضعة أيام، بل إنه قد يتحور ويتسبب فى الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى وانتشار حساسية الصدر والجيوب الأنفية المزمنة الناتجة عن عدة أسباب كالتلوث والتكدس السكانى وغيرها من العوامل، مما جعل الكثيرين يلجأون إلى البحث وراء تناول أمصال وجرعات دوائية وقائية.

«صدى البلد» يبحث فى الأسباب لمعرفة كيفية الوقاية من أمراض الشتاء ويستطلع رأى المرضى ويتعرف على معاناتهم.

فى جولة على عدد من العيادات والمراكز الصحية تأكدنا من ازدياد المرضى وكثرة عددهم، وبحديثنا إليهم، تقول «سعيدة عبد اللطيف»، ربة منزل: «هذا طفلى الوحيد لم يبلغ من العمر سوى 9 أشهر فقط، ومع انخفاض درجات الحرارة هذا الشتاء أصيب بدور "برد" اعتقدت فى البداية أنه مجرد تعب يختفى بعد أيام لكنى شاهدت الأعراض تزداد، وابنى لا يكف عن البكاء ليل نهار، وبعد أن ذهبت به إلى أقرب مستشفى ليلا علمت أن الفيروس تحور وأنه أصيب بالتهاب رئوى وهذا خطر جدا عليه فى هذا السن».

بينما يروى «سيد صلاح»، والذى يبلغ من العمر 60 عاما، أنه بعد شعوره بارتفاع فى درجة حرارته فقد الوعى ودخل فيما يشبه الغيبوبة، وبعد نقله المستشفى نظرا لأنه مريض ضغط وسكر دم، اتضح أنه كان يعانى من فيروس الإنفلونزا لكن أعراضها ازدادت بشكل يثير القلق، وأعرب عن خوفه قائلا: «لابد من تحرى الدقة ومعرفة ما يحدث، فنحن جميعا أصبحنا مصابين بأمراض صدرية وحساسية جيوب أنفية وغيرها وأصبحت هذه الأمراض شيئا طبيعيا بيننا وهذا الأمر غير مألوف».

بداية أكد الدكتور «طه إبراهيم»، أستاذ أمراض الباطنة والصدر بجامعة الأزهر، أن اختلاف نزلات البرد عن السابق أمر ملحوظ للجميع، فطبيعة المرض أصبحت مختلفة تماما عن السابق، وهو ما يجعل الكثيرين يتساءلون بنوع من الدهشة عن السبب الذى جعل نزلات البرد الآن تعامل معاملة الأمراض الخطيرة التى قد تؤدى إلى الوفاة، فى حين تتفاقم مضاعفاتها دون علاج فى الوقت الذى كانت نزلات البرد قديما أمر غير مسبب للقلق مطلقا، فهو ظرف عادي غالبا مايكون مصاحبا لموجات البرد الشديدة وكذلك العدوى الناتجة عن الاختلاط، والعلاج المتعارف ربما لا يحتاج إلى أدوية مطلقا بل يقتصر على الإكثار من الفواكه الغنية بفيتامين «سى»، وسرعان ما يشعر المريض بالتحسن وتزول عنه أعراض نزلة البرد.

وقال إبراهيم: "لكن ما لم يعرفه العديد منا هو أن طبيعة الفيروس المسبب لنزلات البرد اختلفت فلم يكن بهذا التوحش من قبل"، موضحا أن "تغيرات فيروس البرد جعلته لم يعد يكتفى بمهاجمة الجزء العلوى من الجهاز التنفسى فقط بل بدء يهاجم الرئتين ويتسبب فى الفشل التنفسى، وهو ما جعل الكثيرين من مصابى نزلات البرد يفاجأون بأحد الأمراض الصدرية المزمنة الناتجة عن مضاعفات نزلات البرد المتكررة وهو الالتهاب السحائى".

وأضاف أستاذ الباطنة والصدر: «الكارثة أن نزلات البرد التى يستهين بها البعض لا يكون ضررها على الصدر فقط، بل إن الفيروس قد يسرى فى الدم فيتسبب فى الالتهاب السحائى وهو التهاب فى الأغشية المحيطة بالمخ ومن ثم يتسبب فى التهاب المخ نفسه»، مشيرا إلى أن شراسة الفيروس وتغيره بهذه الصورة المخيفة يرجع لعدة عوامل منها العوامل الجوية مثلا، بالإضافة إلى الفيروسات الدخيلة علينا التى ساعدت على تفاقم الفيرس وتعقده وهى قادمة من جنوب شرق آسيا.

وتابع: "كما أن ضعف المناعة أيضا هو عامل أساسى من العوامل المسببة لحدوث مضاعفات خطيرة، فكلما كانت مناعة الشخص أضعف كلما كان أكثر عرضه لنزلات البرد وأقل قدرة على مقاومتها، وغالبا ما يرجع ذلك لكثرة تناول المواد المخدرة من قبل الكثيرين وكذلك كثرة التدخين، الأمر الذى يتسبب فى تدمير جهاز المناعة الأطفال وكبار السن".

ومن جانبها، قالت الدكتورة «شفيقة ناصر»، أستاذ الصحة العامة بقصر العينى: «المشكلة الحقيقية تكمن فى استهانة البعض بنزلات البرد المتكررة التى قد تصيبهم وتصيب أبناءهم والتعامل معها على أنها أمر هين، والحقيقة أن الأمر لا يستدعى الاستهانة مطلقا، خاصة للفئتين الأقل مناعة وهم كبار السن والأطفال، فكبار السن يحتاجون لرعاية خاصة فور تعرضهم لنزلات البرد، خاصة أن معظمهم مصاب بأمراض مزمنة مثل الضغط والسكر وأمراض الجهاز التنفسى والحساسية، مما يجعل الرعاية ضرورية وواجبة حتى انقضاء الفيروس تماما».

ودعت ناصر إلى ضرورة الراحة التامة فى هذه الأثناء وذلك لهم ولمن حولهم أيضا للحد من انتشار العدوى، فمريض السكر عليه أن يهتم جيدا بضبط معدل السكر فى الدم أثناء تناوله أدوية البرد حتى لا يفاجأ بحدوث أحد المضاعفات الخطيرة، وكذلك مرضى الضغط عليهم التنسيق بين الطبيب المعالج والطبيب المشرف على علاج الفيروس.

وأضافت: "أما بالنسبة للأطفال فإن خروجهم للمدارس باكرا بملابس شتوية ثقيلة ثم شعورهم بالحر مع فترة الظهيرة فيضطرون لخلع أجزاء من ملابسهم يجعلهم عرضه للإصابة بإحدى نزلات البرد، ولذلك فلابد أن تلقى الأمهات بالها جيدا لأن تكون الملابس فى نفس الثقل يوميا وحتى انقضاء موجة الشتاء".

وتنصح «ناصر» بتناول السوائل بشكل كاف وكذلك الفواكه الغنية بفيتامين "سى"، والحرص الدائم على تناول فيتامين «د - أ» للكبار والصغار الذى يساعد على مقاومة المرض والوقاية منه.

من جهة أخرى، أكد الدكتور «عادل فلسطين»، استشارى أمراض الصدرية والجهاز التنفسى، أن هناك ارتفاعا ملحوظا فى معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل «الربو» والنزلات الشعبية وغيرها، وذلك نتيجة عدة عوامل أهمها التلوث وانتشار القمامة والزيادة السكانية المستمرة، والتى تحدث نوعا من الازدحام يؤدى لانتقال العدوى بسهولة سواء فى المواصلات أو الشارع أو أماكن العمل، ولابد أن نفرق بين جهاز تنفسى حساس وحساسية الصدر، فالأولى تزول بالبعد عن السبب فى حدوثها كالتعرض للتدخين وعوادم السيارات والأتربة وغيرها ، بينما الحساسية هي مرض "الربو" وغالبا ما تصاحبها أزمات ربوية وضيق فى التنفس، وقد تحدث للإنسان فى سن متقدمة إذا اختلفت الأجواء حوله.

وقال «فلسطين» إن مصل الإنفلونزا مهم جدا فى جميع الحالات لأنه إن لم يق من الإصابة بالفيروس، فهو يقلل من أعراضها ولكنه ضرورى للمرضى الذين يتناولون نسبا من الكورتيزون فى علاجهم ومرضى السكى والفشل الكلوى وكبار السن، ومرضى الربو الشعبى المزمن والانتفاخ الرئوى، لافتا إلى أنه من المفضل أن يتم تناول المصل بداية من منتصف شهر أكتوبر إلى بداية شهر ديسمبر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل