المحتوى الرئيسى

روما تعاند باريس في ليبيا: سيناريو 2011 لن يتكرر!

01/16 01:43

تستعيد إيطاليا في هذه الأيام ذكرى تحلم لو كان بالإمكان تجنبها، حين دفع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، و «مفكره» برنارد هنري ليفي، باتجاه التدخل الأطلسي في ليبيا، بمساندة بريطانيا التي اضطر رئيس وزرائها خلال الأسبوع الحالي لمواجهة في البرلمان حول عدم إيفائه بالوعود التي قطعها في 2011 لجهة «عدم تحويل ليبيا إلى عراق جديدة». حينها، كانت المعارضة من روما شديدة، معتبرةً أن «لا أحد يعرف التعقيدات الليبية» أكثر مما هي تعرفها.

وأمس الأول، أحيت غارة مجهولة المصدر نفذت فوق مدينة سرت، معقل تنظيم «داعش» في ليبيا، المخاوف الإيطالية مجدداً، من تدخل فرنسي في هذا البلد، من دون تنسيق دولي، فيما اتهمت بعض الصحف الإيطالية باريس بالسعي خلال العام الحالي لوضع اليد على الملف الليبي للاستحواذ على مصادر الطاقة.

ويثير أيضاً في هذا الصدد، إعلان فرنسا مؤخراً عن إمكانية سحب قواتها قريباً من أفريقيا الوسطى، وهي من ضمن ثمانية آلاف جندي فرنسي ينتشرون خارج الحدود، فضلاً عن 11 ألف جندي في مجموعة ما وراء البحار التابعة لفرنسا، وما إذا كان مؤشراً عن عزمها على الانخراط أكثر في الفوضى الليبية.

ويرى ديبلوماسيون وخبراء أن «الريبة» عادت لتسود العلاقات بين فرنسا وايطاليا في ما يتعلق بالسبيل الافضل لإدارة هذه الفوضى.

وبالرغم من أن ايطاليا تبدو مستعدة دون شروط لتولي قيادة عملية دولية في هذا البلد، حذر وزير خارجيتها باولو جنتيلوني قبل ايام من ان اي عملية عسكرية مهما كانت متفوقة، لن تكون قادرة وحدها على اعادة النظام الى البلاد، معتبراً كذلك في مقابلة نشرت أمس في مجلة «لو فيغارو» الفرنسية، ان اي تدخل في المرحلة الحالية غير ممكن، «لا بل سيكون خطأ فادحاً»، في إشارة فسرت على أنها موجهة إلى باريس تحديداً.

ولكن فرنسا لا تبدو من الرأي ذاته. وتناقلت الصحف أمس خبراً عن «غارة» جوية فرنسية على مواقع للتنظيم المتطرف بالقرب من سرت في ليبيا، اعتبرت دليلاً على ان فرنسا لن تنتظر الى ما لا نهاية تشكيل حكومة وحدة في هذا البلد، لكن باريس نفت تنفيذها أي غارة.

وجاء في افتتاحية في صحيفة الأعمال «ايل سول 24 اوري» الإيطالية ان «الخطر يكمن في ان تواصل ايطاليا الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وتدعم الحكومة الوطنية الجديدة، بينما تريد دول اخرى مثل فرنسا وبريطانيا حرق المراحل»، مشيرة الى هدف غير معلن للفرنسيين، وهو ضمان مواقع قوة في قطاع الطاقة في ليبيا، مكررة بذلك الاخطاء التي ادت في العام 2011 الى الفوضى المنتشرة الآن. وهو اتهام أيضاً وجهته روما إلى باريس في العام 2011.

ويزيد من «سوء الفهم» هذا، الصمت الذي تواجه فيه حكومة ماتيو رنزي طلبات الدعم العسكري التي تقدم بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد اعتداءات باريس في تشرين الثاني الماضي.

وتتردد ايطاليا في المشاركة في حرب ليبية، بالرغم من حماستها إلى قيادتها إذا ما اتفق عليها.

ونفت مصادر قريبة من الحكومة الايطالية هذا الاسبوع ان يكون اتخذ اي قرار بتنفيذ غارات جوية ضد التنظيم الإرهابي، حسبما اوردت وسائل الاعلام المحلية.

وتناقلت العديد من الصحف الايطالية أمس، التهديدات التي وجهها رئيس مجلس الاعيان في «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» ابو عبيدة يوسف العنابي، ونقلتها وكالة موريتانية، وفيها ان «ليبيا يحكمها جنرال ايطالي»، معلناً ان «ايطاليا الرومانية احتلت العاصمة طرابلس».

وتوعد العنابي بالتصدي للإيطاليين بـ «اخراجهم أذلة صاغرين كما خرجتم من العراق مذعورين مدحورين».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل