غزلان يتحدث لـ"دوت مصر" عن أزمة الإخوان والسجن و25 يناير

تمكن "دوت مصر" من اقتناص حوار -كان مستحيلا- مع نائب مرشد الإخوان، محمود غزلان، أحد العقول المدبرة للجماعة والمحتجز بسجن العقرب، أثناء تواجده في إحدى البنايات القضائية الشهيرة.

الحقيقة أنني وقفت حائرا حين حانت لي فرصة الاقتراب من أحد القائمين على أمر جماعة الإخوان، المحظورة بحكم قضائي صادر في أكتوبر 2013، خاصة أن الأحداث متسارعة والتساؤلات التي تفرض نفسها على "غزلان" بصفته كثيرة وعديدة.

وأفصح "غزلان" لأول مرة عن رأيه في أزمة الإخوان الداخلية، وهل يؤيد نهج العنف أم السلمية، وماذا عن أوضاع المرشد وقيادات مكتب الإرشاد داخل سجن العقرب، إلى جانب كواليس زيارة وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان نهاية شهر ديسمبر، ورأيه في الإعلام بصفته متحدثا إعلاميا للتنظيم حتى القبض عليه، وما يثار عن التفاوض والاستتابة داخل السجون، وأحداث ذكرى 25 يناير المقبلة.

واستطاع "دوت مصر" في 5 دقائق اقتناص إجابات واستفسارات مختصرة عن أبرز ما يخص الجماعة، ومستقبلها في ظل وضعها الحالي، من أحد عقولها المدبرين.

عن أزمة الإخوان الداخلية.. محمد كمال صعيدي منقلب

تحدث "غزلان" بهدوء عن تاريخ جماعته وعدد من مناقبها، إلا أنه غضب حين طلبنا رأيه في أزمة الإخوان الداخلية، قائلا: "الإخوان جماعة باقية والخارجون عنها زائلون، الأزمة ستمر كما مرت أزمات عديدة من قبل على الجماعة، الشيخ محمد الغزالي وغيره، ممن كانو قيادات بالإخوان حاصروا مكتب الإرشاد في الستينيات، وفُصلوا من الجماعة".

وانتقل عضو مكتب الإرشاد للحديث عن طرف الأزمة الحالي، محمد كمال، عضو الإرشاد وقائد التيار المطالب بالتخلي عن السلمية في مواجهة عناصر الداخلية، قائلا: "أنا مش عارف إيه اللي حصل للدكتور كمال، شيء غريب، مش عارف عشان هو صعيدي ولا إيه، في الفترة الأخيرة معترض على كل حاجة، وبيشكك في كل حاجة، وبيشتغل لوحده بعيد عن مسارات عمل الإخوان الرسمية، مجمع حواليه 200- 300 واحد، وعايز يعمل شغل الإخوان، عندهم مبدأ ميشتغلوش فيه –يقصد منهج العنف-".

وأضاف: "إحنا للأسف إديناه الثقة –يقصد محمد كمال- وبعدين انقلب على كل حاجة، شوف يا ابني كل ده هيخلص وهينتهي ولن يكون له أثر على الأرض".

يشار إلى أن أزمة حادة، أحلت بالإخوان، منذ أكثر من 6 أشهر، ظهرت حدتها في ديسمبر الماضي، حين قررت ما تسمى بلجنة إدارة الأزمة، إيقاف 4 من قيادات الإخوان، من بينهم عضو مكتب الإرشاد محمد كمال، بدعوى انتهاجه الطريق العنيف.

محمود غزلان أستاذ بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، ومتزوج من شقيقة النائب الأول لمرشد الإخوان، خيرت الشاطر، يؤكد أنه فقد صفته التنظيمية كعضو بمكتب الإرشاد ومتحدثا رسميا باسمها، حسبما تنص اللائحة الداخلية للتنظيم، منذ القبض عليه، وتغيبه عن الشارع والأحداث.

عصام سلطان وحجازي شتموا وفد حقوق الإنسان

هاجم محمود غزلان، وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان، الذي زار سجن العقرب، 5 يناير الماضي، قائلا: "صفوت حجازي والأخ عصام سلطان، طلعوا من الزنازين طردوا الوفد وزعقولهم، وقالولهم امشوا من هنا إنتو إيه اللي جابكوا، جايين تبيضوا وش النظام".

وأضاف: "لكننا أرسلنا الصحفيين حسن القباني وعبدالرحمن أبو عوف –محبوسان بالعقرب- ليتحدثا لوفد المجلس عن الوضع داخل الزنازين".

اللبس خفيف رغم شدة البرد

وحكى غزلان عن التعامل داخل سجن العقرب، وزعم تعرضه وعدد من قيادات الجماعة للتعذيب البدني والنفسي والحرمان من الطعام، مشيرا إلى "بذلته البيضاء"، وتحدث بصوت عالي "اللبس ده مبيتغيرش من عليا في عز الشتا والبرد، مفيش لبس تاني مسموح تتقّل بيه على نفسك".

إلا أن نائب المرشد، أوضح أن المعاملة بدأت في التغير تدريجيا عقب زيارة وفد "مجلس حقوق الإنسان"، قائلا: "سمعت من مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون، بأن راجية عمران ومحمد عبدالقدوس ممنوعين من زيارة السجون".

يشار إلى أن عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان المحامية، راجية عمران، لم تتمكن من مرافقة الوفد أثناء زيارته للسجون في مطلع يناير، ومُنعت من أمام سجون طرة، وعبرت عن استيائها من التصرف، إلا أن قيادات بالمجلس أوضحوا أنها غير مدرجة على قائمة من لهم حق الزيارة.

المتحدث الإعلامي باسم الإخوان، انتفض فجأة، وهاجم الإعلام، "أنا فقدت الثقة في الإعلام، الإعلام بيولع في البلد وبيشعل الفتنة، الإعلام بعد عن دوره في توعية الناس، بقى بيفرح في الدم"، ثم عاد هادئا في حديثه وتراجع: "طبعا أنا مقصدش كل الإعلام".