المحتوى الرئيسى

«تل العقارب» اسم على مسمى.. هنا «يُلدغ» المواطن مرتين: بؤس العشوائيات ووعود المسئولين بالتطوير

01/14 11:11

أزمة مستمرة لا يتغير حالها مثلما تتغير الحكومات التى تأتى وترحل وهى ترفع شعار «تطوير العشوائيات»، الوعد الذى سئم المواطنون سماعه من المسئولين دون أن يحدث تغيير ملموس على أرض الواقع، فإما أن تظل العشوائية متجسدة بمساكنها الموحشة بلا صرف أو كهرباء أو حتى منازل يعتد بها ليكون أصحابها عرضة للموت فى أى لحظة، وإما أن ينصاع الجميع إلى آليات الحكومة فى خطة التطوير، فيجد ساكن العشوائيات نفسه أمام طريقين لا ثالث لهما؛ الحصول على بديل مادى زهيد، أو بديل سكنى «فى آخر الدنيا»، يتسبب فى محو ذكريات البعض، ويقضى على مهن البعض الآخر.

اتحاد «السيدة زينب»: كل مجهودنا هيروح فى الأرض.. ويا ريت الحكومة ما تخيّبش أمل الناس وتبقى قدّ كلمتها.. ولعنة «الجيرة» تصيب أهالى «شارع السد»

أصبحت كلمة التطوير بمثابة «مصيدة» تنصب لسكان العشوائيات كفخ فى ظاهره يحمل الحياة الكريمة، وفى باطنه لا يجد البسطاء إلا «المعاناة» على كافة الأصعدة من تطوير يتأخر أو لا يأتى إطلاقاً، أولها الاصطدام بالحكومة، وآخرها الرحيل عن منازلهم التى حصلوا عليها بـ«طلوع الروح»، بداية من ضحايا زلزال 92، مروراً بأهالى صخرة الدويقة، وعزبة خيرالله بدار السلام، لتنضم إليهما منطقة جديدة لكن واقعها مماثل شكلاً ومضموناً، «الوطن» تفقدت عشوائيات «تل العقارب» و«برج العز» فى منطقة السيدة زينب، أحدث خطط الحكومة فى التطوير، المكان الذى يقع على مساحة 6 أفدنة ويحمل مشاهد البؤس والفقر والحياة غير الآدمية، وفى الوقت نفسه حالة من الرفض للرحيل وليس للتطوير بين سكانه، فالجميع يحلم ببيئة نظيفة، وطرق ممهدة، دون أن يضطر أحدهم أن يترك حياته التى وجد نفسه عليها منذ أن ولد.

ممرات ضيقة، فى نهايتها تجد منازل لا يتعدى ارتفاعها الـ3 طوابق، بعضها أوشك على السقوط فوق رؤوس أصحابها بسبب الشروخ التى رسمت علامات الرعب والذعر على وجوه سكانها البائسة والبعض الآخر تحول إلى ركام بالفعل وأصبح مصير أصحابها العراء، اشتهرت بلدغات العقارب، وانتشار الثعابين التى تركت علامة مميزة على أجساد البعض فكانت نفسها صاحبة الفضل لتسميتها بـ«تل العقارب» المنطقة التى تبعد مئات الأمتار عن أرقى فنادق جاردن سيتى، وتتقاطع حدودها مع منطقة أخرى أكثر منها بؤساً وعشوائية أطلق عليها اسم «جبل العز» الاسم الذى لا ينعكس معناه على واقع سكانه الذين يعيشون فى عز الفقر والحياة غير الآدمية، فأسقف منازلهم من الخشب، إلا من رحم ربه فكان له سقف صلب تغطيه تلال من القمامة تفوح رائحتها العفنة داخل الحجرات التى أكلتها الرطوبة وزحفت إليها مياه الصرف الصحى، نظراً لغياب «الطرنشات» عن منطقتهم بالأيام والأسابيع، وسط شعور الرضا بـ«المكتوب» الذى غلب على طابع أهلها، وبرغم اختلاف الحالة المادية والوضع الاجتماعى للبعض إلا أن سكان «تل العقارب» و«جبل العز» على قلب رجل واحد ضد قرارات الحكومة بالتطوير التى ترتبط فى عقولهم التى أنهكها الفكر فى سُبل البحث عن لقمة العيش بـ«الهجرة» عن واقعهم المؤلم للانتقال لموقع آخر مميزاته وسلبياته فى قبضة المجهول، ومن بين أولئك السكان كان «عمرو فكرى»، بائع الخضراوات بالقرب من مترو السيدة زينب وصاحب إحدى الحجرات فى منطقة جبل العز يسكنها هو وعائلته المكونة من 4 أفراد، الذى رفض بشدة قرار الرحيل بسبب تجربة مر بها أحد أقاربه كان يقيم بجواره تفصله عنه فقط عدد من الأزقة الضيقة فى تل العقارب وتسلم شقته ضمن المرحلة الأولى بـ6 أكتوبر، فيقول موضحاً أسبابه فى عدم الرحيل: «ابن عمى سمع كلام الحكومة وراح 6 أكتوبر، ملقاش هناك حياة أساساً، بس أوضة شكلها حلو حبتين ومسمينها شقة، ومطلوب منه يقعد فيها هو وأخوه، ولو عملت زيه هبقى خسرت كل حاجة، على جثتى أخرج من الحتة وأفارق أهلى وناسى»، فعمله كبائع «على باب الله»، كما يصف نفسه، لا يحتمل فكرة انتقاله إلى منطقة «مطرفة»، كما يطلق عليها، ليبدأ من جديد كل ما بناه طيلة 14 عاماً فى السيدة زينب: «ويا مين يعيش عقبال ما أعمل زبون»، لم تكن تلك المشكلة الوحيدة التى قابلت «عمرو» فأبناؤه الثلاثة أوراق دراستهم تابعة إلى مدارس حكومية بالسيدة زينب، وإجراءات نقلهم تستلزم وقتاً وفيراً استجابة لـ«روتين مصالح الحكومة»،فالتخوفات التى عاشها البائع الأربعينى نفسها التى اشتكى منها باقى أهالى جبل عز ومن بينهم كانت السيدة صاحبة البشرة الخمرية والملامح التى لا تعرف الابتسامة طريقاً إليه بسبب ظروفها المادية السيئة التى كانت تضطر «فاطمة توفيق» للعمل من أجل مساعدة شقيقتها فى تربية أطفالها بعد وفاة زوجها، فأصبحت كل منهما ترعى الأخرى، وتتعكز عليها مكتفيتين بالحجرة التى يسكنانها بجبل عز وبرفقتهما 5 فتيات جميعهن يريد الرحيل لكن وفق شروطهن الخاصة التى تستوجب قرب المنطقة، وعدم مشاركة الشقة مع إحدى الأسر، فتقول السيدة الخمسينية: «نكشف بناتنا على رجالة، حتى لو كانوا من جيرانا ولا قرايبنا، فين الحياء، لا شرع ولا دين يقول كده، اللى هما بيعملوه فينا دا حرام والله، إحنا عايشين فى منطقة معفنة صحيح لكن ماحيلتناش إلا الشرف واللقمة الحلال»، فرفضها التخلى عن حجرتها التى يجاورها فيها قطيع من الماعز يتغذى على النفايات، ليس من فرط سعادتها بالمنطقة التى تصفها بالبشاعة لكن لأنها المأوى الوحيد لمجموعة سيدات ظهرهن الوحيد أهل المنطقة: «لكن لما نروح مكان غريب محدش هيحس بينا»، يتفق معها «خالد محمد عبدالمجيد»، الذى لم يخرج من المنطقة منذ 25 عاماً، أسس فيها محلاً متواضعاً لتصليح الأجهزة الكهربائية: «بطلع كل يوم على باب الله؛ اللى أركب له دش، واللى أصلح له نجفة، أو راديو، لكن لما أروح طريق الواحات هلاقى مين هناك يشغلنى وأنا سنى مبقاش حمل اللف والشحططة، عاوز أربى عيالى والسلام»، وبين الأزقة الضيفة التى تفصل جبل العز عن تل العقارب تبرز لافتة حارة «أبودفية» الغارقة فى رائحة الصرف الذى كان أحد العوامل التى تسببت فى سقوط منزل «منال»، السيدة الخمسينية التى خرجت تجلس مقابل منزلها الذى تحول إلى فُتات منذ 10 أيام، حاولت فيها جاهدة أن تحضر ملابسها هى وابنتها من تحت الأنقاض بعد أن تحطمت الثلاجة المستعملة والتليفزيون 20 بوصة، فلم تجد من يؤنس وحشتها اللهم نباح الكلاب، أو القوارض التى تمر أسفل جلبابها الأسود القاتم الذى اتشحت به حداداً على «البيت الحيلة»، وبرغم ذلك ترفض السيدة الخمسينية الرحيل عن المنطقة بسبب مراوغة الحكومة لها هى وبقية الأهالى بوعود تتغير بين الحين والآخر: «قالولنا هنروح بدر، ورجعوا قالوا مينفعش، قالولنا هنوديكم المقطم ورجعوا فى كلامهم وآخر الحال 6 أكتوبر.. مين يقول إنى أبقى قاعدة فى القاهرة عشان أروح الجيزة، وعشان أرجع هنا عاوزة 30 جنيه فى اليوم مواصلات.. النوم فى الشارع أرحم»، فالشىء الذى لم تستطع «منال» استيعابه هو طريقة تفكير المحافظة التى لا تهتم سوى بترحيل الأهالى للبدء فى تنظيف وتجميل المكان فى الوقت الذى سيرحل سكان المنطقة الأصليون إلى مدينة أخرى ينقلون داخلها وباء العشوائية، على بعد أمتار فى إحدى الحجرات التى لا تعرف الكهرباء طريقها منذ 30 عاماً فضوء الكشافات أو «لمبة الجاز» كان كافياً حتى يستطيع عم محمد عبدالحميد طلب، (60 عاماً)، الذى يملك من الأبناء 6، أن يرى وجوه أسرته الملتفة حوله بعد أن فقد قدرته على الحركة بسبب إصابة عمل، فأصبح «قعيداً» يترقب الموت فى أى لحظة بسبب سوء الرعاية الصحية فى المنطقة التى يصعب على سيارات الإسعاف الوصول إليها أو بفضل الحجرة التى أكلتها الشروخ، بدموع تعكس قلة حيلة الرجل الستينى يقول: «مش قادر أقوم، محدش حاسس بيا هيهدوا البيت فوق دماغى.. أنا خايف»، شعور الرجل الستينى بالخوف بعد أن فقد العمل والمال وأوشك على خسارة الحجرة التى تؤويه هو وحماته وأبناءه الستة بعد وفاة زوجته لم يختلف عن إحساس «فتحية زينهم أحمد»، التى تجاوزت عامها الخمسين وتجلس برفقة ابنها الذى يتولى رعايتها فى أحد بيوت تل العقارب، بعد أن سمعت بأذنيها صيحة من موظف بالحى فى عدد من الأرامل هى واحدة منهن: «انتو مالكمش شقة، اقعدوا فى دار مسنين، الشقق للأسر وبس»، شعور بالذل والإهانة دفع السيدة الخمسينية للبكاء حزناً على نفسها، عندما تخيلت مصيرها داخل دار مسنين، أو فى الشارع: «أجيب مصاريفه منين؟ دا أنا بحمد ربنا إن ليا بيت ساترنى، ومحدش عارف عنى حاجة وربك ساترها، أقوم أترمى فى دار العجزة وأنا لسه بصحتى عشان الحكومة عاوزة تاخد ملكى وشقا أبوالعيال الله يرحمه»، فهى تأبى أن تجلس مع أحد أبنائها: «فيه مرات ابن ترضى تعيش مع حماتها؟ وحتى لو وافقت مش هنرتاح، وأنا سعادة عيالى فوق كل شىء»، السبب نفسه الذى دفع «محبوبة محمد حسن» بأن ترضى بـ«الحنفية العمومية» التى تتشارك فيها مع سكان المنطقة، والحجرة التى تصعدها بدرجات سلم فى كل مرة يعرضها للسقوط لولا ستر ربها: «أقعد فى بيتى بكرامتى ولا إنى أسمع كلام لا بيودى ولا يجيب، أنا أموت على فرشتى، بدل ما أموت من القهر زى جارتنا اللى المحافظة أجبرتها تروح تستلم شقة وماتت من الحزن»، لم يكن ذلك سببها الوحيد، لكن انعدام الحياة فى المساكن التى خصصتها المحافظة لهم كانت السبب الأكثر أهمية، فالشقق مساحتها 50 متراً، فى منطقة تجاورها المقابر بحسب المستلمين فى المرحلة الأولى، ولا تدب فيها الحياة بلا مستشفيات أو منافذ تموين، معتمدين على الأهالى فى تعمير المنطقة دون توفير الخدمات اللازمة، علاوة على ذلك تحكم العرب فى المنطقة: «ضربوا على جارتى نار، وفيه لبش كتير هناك زى هنا يبقى لازمتها إيه الشحططة؟!».

لدغات «الثعابين» تركت علامات مميزة على أجساد بعض الأهالى.. وسكان «جبل العز» يعيشون حياة لا آدمية.. ومواطن: «على جثتى أسيب أهلى ومنطقتى»

لم تكن المعاناة من عشوائية المنطقة هى أزمة أهالى «تل العقارب» أو «جبل عز» وإنما شاركهم المعاناة أبناء شارع السد فى السيدة زينب المجاور لـ«تل العقارب»، الذين فوجئ البعض منهم بموظفى الحى يخطرون أصحاب المحلات بأن هدم العشش والمنازل القريبة منهم محتمل أن يصيبهم بتصدعات وشروخ تعرض حياتهم للخطر، وتجنباً لذلك يضع الجميع فى ذهنه احتمالية الرحيل عن المنطقة برغم التراخيص، وكون الشارع عمومياً ورئيساً بمنطقة السيدة زينب ولا ينسب للعشوائيات من قريب أو بعيد، ومن بين الذين أصابهم الفزع الرجل الذى عاش سنوات عمره الستين داخل شارع السد، ويمتلك عقاراً كاملاً هو وأشقاؤه، «مصطفى السيد» الذى طوال الأيام الماضية لم يغمض له جفن حاملاً معه دائماً تراخيص العقار وفواتير الكهرباء والمياه تحسباً لأى أعمال مفاجئة من المحافظة، وحتى يشهد الجميع على ملكيته للمكان ورفضه للرحيل لكنه على استعداد أن يعيد طلاء العقار باللون الذى يتناسب مع خطة التطوير التى تقيمها المحافظة: «مفيش مانع، هلم من إخواتى ونجدد، محدش يكره النظافة، لكن مش معناها إنى أسيب مكان عشان أنضفه، ليه هو أنا اللى موسخه؟ دا عيب بلد مش منظمة ولا عندها أى تخطيط، ولا توعية للسكان والخلفة ولا الناس اللى عمالة تزيد، ماهو لو كان الأرياف حالها يريح ماكنش اللى فيها هرب وجه على هنا»، نفس الشعور الذى جمع بين «أيمن عطوة»، يعمل قهوجى، و«أحمد محمد»، يملك صيدلية، فكلاهما سمع نفس التهديد الذى يهدد حياتهما الآمنة، فيقول أحدهما بحدة وغضب: «مش هتحرك من هنا، الناس دى لازم تفكر قبل ما تقرر تطور مع نفسها. فى جانب آخر، كان فريق «اتحاد شباب السيدة زينب» يراقب الموقف ويرى بعينيه حجم المجهودات التى أنشأها داخل المنطقة الموحشة لمساعدة الأهالى يتحول إلى تراب، من طلاء المبانى، ومصابيح كهرباء مهشمة، حتى الحنفيات العمومية التى تم ترميمها بالكامل من تبرعات ذاتية تطوعوا لجمعها، لكن كل شىء أصبح عرضة للتكسير دون أى تعويض لأصحابها الذين حاولوا إصلاح ما أفسدته العشوائية طيلة الأعوام الماضية، ومن بينهم كان «طه أبوالفضل»، مؤسس الاتحاد، الذى بدأ نشاطه فى المنطقة ما بعد ثورة 25 يناير، حتى لا يتمكن مرشحو دائرة السيدة زينب من المتاجرة بملف العشوائيات ويخفف عن كاهل الأهالى ولو قليلاً: «كنا بنلم من بعض فلوس وبنحاول نساهم فى مصاريف المدارس نجيب طرنشات تنزح المياه، لكن للأسف الحى هدم بيوت ناس كتير ولسه هيهدم أكتر، وفوق كدا ماسبش حتى للى لسه قاعدين جزء من المجهود اللى عملناه»، لم يرفض الرجل الخمسينى فكرة التطوير لكن يلوم على طرق تنفيذها البدائية: «للأسف الحكومة بتنقل الناس ويفضلوا يمدوا فى مهلة الرجوع اللى بتتجدد قبل ما تخلص اللى قبلها والناس تفضل مستنية لحد ما يصيبها اليأس» فهو وشباب الاتحاد الذين تتراوح أعدادهم بين 20 و80 شاباً متطوعاً حاول قدر الإمكان أن يوفر خدمات بالتعاون مع رئيس الحى لكن جميعها كانت مسكنات وهم على علم بذلك: «إحنا طبعاً اللى عملناه نقطة فى بحر، بس أحسن من مفيش وياريت تبقى الحكومة قد كلمتها إن صدقت».

محافظة القاهرة: كل عمليات التطوير منهكة للحكومة والسكان.. وسننتهى من تطوير عشوائيات تل العقارب وجبل عز خلال 8 أشهر.. ونناشد الأهالى التعاون معنا

المسئولون لا ينفون أن خطط التطوير على اختلافها كانت ولا تزال منهكة للطرفين، الحكومة من جهة والسكان من جهة أخرى، خالد مصطفى، المتحدث باسم محافظة القاهرة، اعتبر أن الأهالى يصعب عليهم دوماً فكرة الانتقال للمكان الأحسن تعلقاً بالمكان الذين نشأوا فيه بالرغم من سوءاته، أو استجابة لـ«تسخينات» أصحاب المصالح للمتاجرة بالبسطاء، بحسبه، مشيراً إلى أن د. جلال السعيد، محافظ القاهرة، يعقد لقاءات دورية لسماع الأهالى ومحاولة تحقيق رغباتهم وصولاً لمساحات مشتركة: «يعنى أهالى تل العقارب قالوا ياريت توقفوا عملية التطوير لحد الامتحانات ما تخلص، والمحافظ وافق عشان الأولاد ميحصلهاش تشتت»، وأشار «مصطفى» إلى أن توزيع الوحدات يتم عن طريق معاينة الحجرات التى يسكنونها بالفعل: «يعنى لو أسرة من أبناء وأم وأب قاعدين فى أوضة واحدة أكيد هياخدوا فى مقابلها شقة لكن بمساحة صغيرة، يعنى هما مستحملين بشاعة المكان وراضيين بالعيشة وسط ما يعانون، ومش قادرين يستحملوا شقة 50 متر فى مكان راقى لحد ما نخلص تطوير»، وعن أسباب عدم القدرة على توفير شقق لكل الفئات، أكد أن ميزانية الدولة لا تسمح إلا بـ«الموجود حالياً»، وتابع قائلاً: «لو الأهالى خايفين مفيش أكتر من إن سيادة المحافظ وقع على جوابات تثبت أحقية الأهالى فى الرجوع بعد انتهاء مدة التطوير اللى مش هتتعدى 8 شهور، يبقى نستحمل بعض شوية وفى الآخر هترجع لشقة مساحتها من 65 متر إلى 80 متر يعنى أحسن 100 مرة من الحياة الصعبة اللى كنتم فيها»، أما أهالى شارع السد فطمأنهم خالد مصطفى قائلاً: «محدش هيمشيكم انتو أصحاب مكان، إحنا هنقضى على العشوائيات فقط، بس محتاجين شوية تعاون وهدوء أعصاب»، هدوء ينشده المسئول، و«راحة بال» ينتظرها المواطن، وتظل الأزمة مستمرة كغيرها من الأزمات، حتى حين.

الطريق الفاصل بين جبل عز وتل العقارب

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل