المحتوى الرئيسى

"لن نسمح للقتل بأن يخيفنا وسنواجه الإرهاب مع شركائنا"

01/12 23:03

سقط ثمانية ألمان وجرح تسعة آخرون في تفجير انتحاري استهدف ساحة قريبة من مسجد السلطان أحمد في قلب الجانب الأوروبي من اسطنبول، في منطقة تفصل بين المسجد التاريخي القديم وبين كاتدرائية ومسجد ومتحف آيا صوفيا. وتحدثت مصادر إعلامية ألمانية عن احتمال استهداف مجموعة السياح الألمان بشكل متعمد من قبل الانتحاري، الذي وصفه نائب رئيس وزراء التركي بأنه سوري عبر إلى تركيا من سوريا مؤخرا وينتمي إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، بيد أنه لم يكن على القائمة التركية لمن يشتبه بانتمائهم لجماعات متشددة. وحتى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أسرع مباشرة بعد حدوث الهجوم الإرهابي إلى القول إن انتحاريا سوريّاً نفذ الهجوم. الأمر الذي دفع وسائل إعلام ألمانية للتساؤل عن كيفية معرفة هوية الانتحاري بهذه السرعة.

استهداف السياح الألمان في اسطنبول جاء وقعه مدويا على كثير من الألمان، خصوصا بعد أسبوع ساخن احتدم الجدل فيه داخل المجتمع الألماني بعد حادثة الاعتداء على نساء ألمانيات وسرقة بعضهن في ليلة رأس السنة الميلادية من قبل أجانب، قيل إن أصولهم من شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وكأن "المصائب لا تأتي فرادى"، كما يقال.

وأدانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مجددا التفجير الانتحاري الذي وقع صباح اليوم الثلاثاء في مدينة اسطنبول التركية وأسفر عن مقتل ثمانية ألمان ووصفته بأنه "عمل إجرامي". وقالت ميركل مساء اليوم في برلين إن "الإرهابيين أعداء كل الأحرار وفي الواقع هم أعداء كل البشرية". وأكدت ميركل: "ستنجح هذه الحرية تحديدا وعزيمتنا بالتعاون مع شركائنا الدوليين للتحرك في مواجهة هؤلاء الإرهابيين".

ميركل قالت :ما يشغل تفكيري في هذه الساعات أقارب القتلى والمصابين بطبيعة الحال"

كما أعربت ميركل عن شعورها بالحزن على الضحايا وأعربت عن مواساتها الكاملة لكل أقاربهم. وشددت على أنه لا ينبغي نسيان تركيا التي دائما ما كانت هدفا للإرهاب وقالت: "نشعر بالتضامن مع الناس في تركيا". وأشارت ميركل إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أحاطاها علما بسير التحقيقات في اتصال هاتفي، وأعربا لها عن عزاء تركيا في الضحايا الألمان.

وكانت ميركل قد ذكرت بعد الحادث، خلال مؤتمر صحفي جمعها مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال الذي يزور العاصمة برلين، أن "الأشخاص المعنيين كانوا ضمن مجموعة في رحلة منظمة. وشددت المستشارة التي بدا عليها الحزن والتعب خلال المؤتمر الصحفي "علينا أن نلحظ أن الإرهاب ضرب اليوم اسطنبول، وضرب باريس، كذلك ضرب تونس وأيضا أنقرة". واستطردت المستشارة الألمانية قائلة: "ذلك يعني أن الإرهاب الدولي يٌظهر مرة جديدة اليوم وجهه الدنيء والمزدري للحياة البشرية"، داعية إلى التعاون لمواجهته. وأضافت "ما يشغل تفكيري في هذه الساعات أقارب القتلى والمصابين بطبيعة الحال".

أما الرئيس الألماني يواخيم غاوك فقد أعرب هو الآخر عن صدمته للحادث قائلا :"إنه أمر مرعب ما حدث اليوم في اسطنبول. مرة أخرى يلقى أبرياء حتفهم في عمل إرهابي وهذه المرة كثير من الألمان". مشيرا إلى أنه سيتصل اليوم بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وزير الخارجية فرانك فالتر - شتاينماير دان من جهته "هذا العمل الإرهابي المتوحش والجبان". وقال شتاينماير "مضت سنوات لم نكابد فيها إرهابا بهذه القسوة التي شهدناها الآن في اسطنبول." وفي الوقت ذاته قال شتاينماير: "علينا ألا نسمح للقتل والعنف أن يخيفنا، بل بالعكس، سنواجه الإرهاب على جميع المستويات بالتعاون مع شركائنا في العالم".

سياح في اسطنبول، البعض قرر البقاء، فيما قرر آخرون الرحيل بعد حادث الهجوم الإرهابي

وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد دعت مواطنيها إلى تجنب المواقع السياحية المكتظة في مدينة اسطنبول. وقالت الخارجية "ندعو المسافرين إلى اسطنبول بشدة أن يتجنبوا في الوقت الحالي الحشود الكبيرة في الأماكن العامة والمواقع السياحية، وننصحهم بالاطلاع على مستجدات الوضع من خلال توصيات السفر الرسمية ووسائل الإعلام". وحذرت الوزارة الألمانية على موقعها من "توتر سياسي محتمل واشتباكات عنيفة وهجمات إرهابية في أرجاء البلاد"، مضيفة أن على السياح تجنب التظاهرات الكبيرة.

من جانبه قال نائب المستشارة ووزير الاقتصاد زيغمار غابرييل إن الحكومة ستراقب خلال مساء اليوم نتائج الهجوم الإرهابي في اسطنبول. ووصف غابرييل الهجوم "بالجبان" وقال "هؤلاء أبرياء قتلهم هجوم إرهابي".

العزاء لأسر الضحايا، جاء أيضا من لاعب المنتخب الألماني ونادي غالطه سراي التركي لوكاس بودلسكي الذي عبر عن عزاءه لأسر الضحايا بتغريدة على تويتر بقوله "أنا حزين جدا على ما حدث اليوم، تعازي لأسر الضحايا".

صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" كتبت حول الأسباب التي دفعت تنظيم "الدولة الإسلامية" للضرب داخل اسطنبول. وقالت إن تركيا من أهم أعضاء التحالف الدولي ضد التنظيم، رغم انضمامها المتأخر بعد ضغوط أميركية. فتركيا سمحت للطيران الأميركي وقوات التحالف باستعمال قاعدة انجرليك التركية. كما أن طائرات الاستطلاع الألمانية تورنادو بدأت عملياتها قبل أربعة أيام فقط. بيد أن محاولة الربط بين الجهود الألمانية في مكافحة الإرهاب والهجوم على السياح الألمان لا يمكن إثباته حتى الآن، حسب الصحيفة.

غير أن ميشائيل لودرز المحلل السياسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط شكك في لقاء له مع تلفزيون n- tv الألماني أن يكون "داعش" مسؤولا عن الحادث. وتساءل لودرز قائلا: "لتنظيم "داعش" اتصالات مع المخابرات التركية، فكيف له أن يعض اليد التي تساعده"، لكنه لم يستبعد تماما أن يكون "داعش" خلف العملية الإرهابية، مضيفا أن "الهجوم ربما يأتي في إطار عمل انتقامي قام به حزب العمال الكردستاني نتيجة الضربات التي يوجهها الجيش التركي له في جنوب غرب تركيا. وهو احتمال ممكن أيضا، فكل الاحتمالات ممكنة"، حسب قوله.

بعكس ذلك يرى خبير شؤون الإرهاب في جامعة "كنغز كولج" في لندن بيتر نيومان في لقاء مع نفس القناة أن "داعش" يقف خلف هذه العملية. وإن تركيا حملت "داعش" وليس عدوها الأول – حزب العمال الكردستاني المسؤولية، وكان لها أن تحمّل الحزب الكردي المسؤولية لو شاءت استغلال الموقف لصالحها. لكنه أيضا لم يستبعد تماما أن يكون للحزب الكردي دور في ذلك، "فكل شيء محتمل حتى الآن" حسب قوله.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل