المحتوى الرئيسى

انت خدّامنا يا بلحة

01/12 22:09

عن زقلط، عن زعتر، عن الدفاس، عن أبودهشوم، عن شومة، عن كرّع، عن سيدهم شحيبر، عن أمهم الغولة، عن أبوهم أبورجل مسلوخة، عن أبوموتة، عن الصول زكريا، عن بلحة العبيط، بائع السميط، ذى اللسان السليط، صاحب الفضيحة، المطبّل على كل صفيحة، ماسك الماشة، مبلل القماشة، مالك الجراء، قائل الهراء، قذر الظاهر والأحشاء، أنه حاول أن يكون سيداً فلم يعرف، فقال له أحدهم: انت خدّامنا يا بلحة، فطأطأ الرأس، ومأمأ البأس، وصفق مثل كلب البحر مطلقاً خواراً عجيباً قبل أن يستكين. فلما عرف بذكره فى هذه الحكاية لم يفعل شيئاً يستحق أن يُروى، سوى أن قال: أنا جامد أوى، أنا ميت عتريس فى بعض، أنا السيد وأنتم العبيد، فلما عرف حجمه مرة أخرى بال على نفسه، واختبأ من الملأ، حتى وصلوا له من رائحته، فلم يفعلوا له شيئاً سوى أن قالوا له بصوت مخيف: انت خدّامنا يا بلحة، ففتح فمه مثل سيد قشطة منتظراً أن يلقمه أحد بالحشائش، فلما لم يجد قال: أنا سيدكم كلكم، فلما زغروا له قال قول حسن الأسمر: أنا الزمان هدّنى، ولا حد بيودّنى، ولما قال الآه، وأتبعها بأنا سيدكم كلكم، رد الصدى عليه وقال: انت خدّامنا يا بلحة، فلم يعِ الدرس، وظل ينفر.

(حديث موضوع، صححه جهاز أمنى).

يقول نائب مهاجماً منتقديه ومنتقدى مجلس النواب الجديد: «إحنا أسيااااادكوووم».. ويحزق «إحنا الشعب اختااااارنااااااااا».. وعلى ما يبدو أن الحزق أتى بنتيجة محرجة جعلته يكمل: «انتوووو ميييييين؟»..

تقول الأسطورة إن كل: انتو مييييين؟، يرد عليها بكلمة: أنا الميلاااامييييين، لكن المفردات السياسية الحديثة استدعت رداً آخر: «أقولك ولا تزعلش؟»

يظن النائب أنه سيد الشعب والناس، بينما الحقيقة أنه «خدّام» الشعب والناس، وضعوه فى مكانه ليخدمهم، ليس الخدمات العادية، بل الخدمات التى تحمل صيغة المبالغة، ولذلك يقال عليه «خدّام» الشعب، فالشعب وحده هو من يقرر هل يعامله معاملة «العبيد» أم يعامله معاملة «خادم القوم سيدهم».

هل كانت الاختبارات النفسية ضمن الكشف الطبى على المرشحين لمجلس النواب؟، سؤال يطرح نفسه، ليس فقط لتصريح النائب: «إحنا أسيااااادكووووووو»، لكن لأن خبيراً سياسياً محنكاً هو د. عبدالمنعم سعيد، رئيس المركز الإقليمى للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد وجود أربعة أو خمسة نواب مرضى نفسيين فى برلمان 2016، ولو كنت محاوراً للرجل لسألته عن أسمائهم، وأجزم أنه يعرفها، ولسألته عن الأعراض، وأجزم أن أحدها هو أن يخرج النائب ويقول: «إحنا أسياااااادكوووووو»، مؤكداً أنه سيضرب منتقدى البرلمان بالجزمة، وهنا يجب أن نسأل سؤالاً آخر: لماذا لا تكون هناك اختبارات نفسية دورية للنواب بعد تعيينهم؟؟ أتمنى أن يحدث ذلك.

النائب هو من ينوب عن الناس ليلبّى مصالحهم ويشرع القوانين التى تخدمهم وترتقى بالوطن. ينجح بأصواتهم التى يسهل تشكيلها فى بلد مثل مصر بالزن على الودان الذى هو أمرّ من السحر، وبتغييب القانون الذى جعل الموقوذة والنطيحة والمنخنقة من البشر نواباً برلمانيين، بينما مكانهم الطبيعى فى السجن أو مستشفى الأمراض النفسية والعصبية.

عزيزى النائب الذى يظن أنه يجلس فى مكانه ليخيفنا (شفتنا واحنا خايفين؟؟)، أو ليهددنا بالضرب بالجزمة (طب مش لما يلبسها الأول؟؟)، أو ليظن أنه من أسيادنا (أشتاتاً أشتوت)، الناس انتخبتك لتخدمهم، وهم تعساء لأنهم لم يجدوا غيرك يصدّره لهم إعلام ضاق بك، وأجهزة تخلت عنك، ولم يعد لك سوى صوت عال وتهديد وجعجعة معتادة.. أنا لم أنتخبك، ولا أقبل أن تكون خدّاماً عندى.. اخشع، أو انصرف، أو ركز لأنك بلا أى إنجاز، فلا تتحدث باسم أناس لم تخدمهم فى حياتك، واشكر المولى عز وجل على عمى الأبصار والبصائر الذى جعلك تصل لتلك المرحلة من السفه.

النواب المحترمون غير مقصودين بالمرة، والكلام لا يخص نائباً بعينه، وإنما كل من يحاول أن يتعالى علينا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل