المحتوى الرئيسى

إسرائيل تخشى نشأت ملحم وهو ميت

01/12 05:12

رغم مرور أربعة أيام على إعدام منفذ عملية تل أبيب نشأت ملحم من بلدة عارة داخل أراضي 48 ما زالت إسرائيل ترفض تسليم جثمانه لعائلته بدعوى أنها تخشى تحول جنازته إلى مظاهرة مؤيدة لـ"الإرهاب".

وردا على سؤال الجزيرة نت تنفي الناطقة بلسان وزارة الأمن الداخلي لوبا السمري أن الوزارة تعمل على الانتقام من عائلة ملحم باحتفاظها بجثمان نشأت من عارة منذ قتله يوم الجمعة في قرية عرعرة المجاورة، وتقول إن وزير الأمن الداخلي أمر بالاحتفاظ بالجثمان ريثما يتم التأكد من عدم تحول جنازته إلى مظاهرة مناصرة للإرهاب، على حد قولها.

وتنتظر الشرطة التي اعتقلت نحو عشرة من أقرباء ملحم حتى الآن أن تتعهد عائلة ملحم بتطبيق شروطها، ومنها "عدم استغلال مراسم الدفن للتحريض" والحض على عمليات أخرى.

ويبدو أن هناك اعتبارات أخرى خلف الاحتفاظ بجثمان منفذ عملية تل أبيب ترتبط برغبة إسرائيل في استعادة هيبتها وترميم قوة ردعها مقابل فلسطينيي الداخل، وهذا ما يتفق عليه مسؤولون منهم تحدثوا للجزيرة نت.

ويتجلى ذلك في استمرار السلطات الإسرائيلية بمداهمة قريتي عارة وعرعرة وتفتيش البيوت وتحطيم محتوياتها واعتقال أبنائها بدعوى البحث عن متعاونين مع منفذ عملية تل أبيب، لكن هناك من يرى في ذلك تعبيرا عن عودة إسرائيل لسياسة استعداء المواطنين الفلسطينيين فيها بعد فشل سياسة الاحتواء.

ويؤكد محمد ملحم -من بلدة عرعرة البلدة التي قتل فيها نشأت- غضب العائلة على استمرار احتجاز جثمانه، ويعتبر ذلك انتقاما من الأهالي ومحاولة لترهيبهم باستغلال جو الكراهية للعرب السائد في إسرائيل.

ويرفض ملحم -وهو الناشط في اللجنة الشعبية بالبلدة- شروط الشرطة "التعجيزية"، ويقول إن أحدا لا يستطيع حرمان مواطن من المشاركة الإنسانية والواجبات الاجتماعية في إكرام الميت بدفنه.

ويعتقد عضو الكنيست جمال زحالقة (القائمة المشتركة) أن ذلك انعكس بتعميم السلطات الإسرائيلية صورة نشأت ملحم غارقا بدمائه، فضلا عن رغبتها في حرمان أهله من دفنه وقيامها بحملات دهم واسعة تعكس رغبتها بالبحث عن صورة "انتصار" تعيد لمواطنيها الثقة بالنفس.

ويشير زحالقة إلى أن هذه الحاجة تأتي بعدما لازمت إسرائيل حالة حرج وإرباك نتيجة نجاح ملحم بتنفيذ عملية في قلب تل أبيب وانسحابه بسلام، "لكن فلسطينيي الداخل الذين أعلنوا موقفا رسميا معارضا للعمليات العسكرية -خاصة ضد المدنيين- يرفضون ضغوط إسرائيل ومحاولاتها استغلال الحادثة لإخضاعهم".

ويؤكد رئيس لجنة المتابعة العليا -وهي الهيئة التمثيلية العليا لفلسطينيي الداخل- محمد بركة للجزيرة نت أنهم لن يتنازلوا عن هويتهم الوطنية مقابل كل أشكال الترهيب والترغيب، مشددا على أن فلسطينيي الداخل ليسوا "لقمة سائغة"، ولن يسمحوا بالعودة لفترة الخوف في الخمسينيات والستينيات.

ويتفق النائب أحمد الطيبي (القائمة المشتركة) مع بركة في رفض دعوات إسرائيلية رسمية وغير رسمية لفلسطينيي الداخل بإجراء "حساب مع النفس" بعد عملية تل أبيب، مؤكدا هو الآخر على ضرورة قيام إسرائيل بهذا الحساب لكثرة انتهاكاتها وجرائمها من قتل لأبرياء واحتلال واستيطان وغيره.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل