المحتوى الرئيسى

تعرف على زحل.. أكبر من الأرض بـ 755 مرة وله 60 قمرًا!

01/11 10:11

زحل هو الكوكب السادس من حيث بُعده عن الشمس، وهو ثاني أكبر كوكب في النظام الشمسي بعد المُشتري.. وقد سُمي زُحل لبعده عن السماء.. أما الاسم اللاتيني فهو مشتق من “ساتورن”؛ إله الزراعة والحصاد.

كان زُحل أبعد الكواكب الخمسة التي كانت معروفة قديمًا عند علماء الفلك.. وكان عالم الفلك الإيطالي “جاليليو” هو أول من رصد كوكب زحل عن طريق التلسكوب عام 1610.. والذي أبدى اندهاشه عندما لاحظ زوجيْن من الأجسام الموجودة على جانبيّ الكوكب، ثم قام برسمهما على شكل كُراتٍ منفصلة، وكتب في رسمه أن زحل يبدو كأنه مكون من ثلاثة أجسام.

في عام 1659، قام العالم الهولندي “كريستيان هويغنز″ باستخدام تلسكوب أكثر دقةً وتطورًا من تلسكوب جاليليو، واعتقد بعدها أن زحل مُحاط بحلقات دائرية رفيعة ومسطحة.

أما في عام 1675 فقد اكتشف العالم الإيطالي المولِد “جان دومينيك كاسيني” وجود “انقسام” بين الحلقتين المعروفتين الآن بالحلقات ” ا “ و”ب“، وقد عرف أن تأثير جاذبية أحد أقمار زُحل وهو “ميماس″ هو المسئول عن حدوث هذا الانقسام أو ما يُطلق عليه الآن ” حاجز كاسيني” الذي يمتد عرضه لثلاثة آلاف ميل (4800 كم).

يُصنف زحل ضمن الكواكب الغازية مثل المُشتري؛ إذ يتكون من نسبة عالية من غازي الهيدروجين والهليوم، وهو أكبر حجمًا من الأرض بـ755 مرة.. وتسير الرياح في الطبقات العُليا من الغِلاف الجوي له بسرعة 1600 قدم (500 متر) في الثانية فوق المنطقة الاستوائية (وفي المقابل، سجلت أقصى سرعة لأقوى رياح أعاصيرية فوق الأرض بـ360 قدمًا أو 110 أمتار في الثانية!)؛ لهذا تسببت تلك الرياح فائقة السرعة ــ جنباً إلى جنب مع الحرارة المرتفعة المنبعثة من باطن الكوكب ــ في ظهور تلك الخطوط الصفراء والذهبية اللامعة في غلافه الجوي.

يعد النظام الحلقي لـ”زُحل” هو الأكثر اتساعًا وتعقيدًا في النظام الشمسي بأكمله؛ إذ يمتد لمئات الآلاف من الكيلومترات عن الكوكب.. وفي بداية الثمانينيات، قامت مركبتا الفضاء “فوياجير” التابعتان لـ”ناسا” باكتشاف طبيعة تلك الحلقات التي تبيّن أنها تتكون في الغالب من الثلج، كما اكتشفوا أيضًا وجود حلقات “مجدولة”، وحلقات صغيرة، وأجسام مُعتمة بداخلها تدور حول الكوكب بسرعات مختلفة عن تلك المواد التي تكونت منها الحلقات الرئيسة، وهي مواد تتراوح في الحجم من بضعة ميكروميترات لعدة عشرات من الأمتار.. ومن ضمن أقمار زُحل العديدة ثمة قمران صغيران يدوران في الفجوات الموجودة بين حلقات الكوكب المُتعددة.

يمتلك زُحل 60 قمرًا طبيعيًّا معروفة لنا حتى الآن؛ إذ يُنتظر اكتشاف أقمار أخرى له في المستقبل.. و“تيتان” هو أكبر أقمار زحل، وهو أكبر بقليل من كوكب عطارد، وهو أيضًا ثاني أكبر أقمار النظام الشمسي بعد قمر المُشتري “جانيميد”.. ويُحاط “تيتيان” بغلاف جوي سميك وغني بالنيتروجين، تمامًا مثلما كان كوكب الأرض قديمًا.. وقد تكشف المزيد من دراسات هذا القمر عن تفاصيل كثيرة عن تشكيل الكواكب، وربما أيضًا عن الأيام الأولى لكوكب الأرض.. وهناك أيضًا العديد من الأقمار الثلجية الأصغر حجمًا من “تيتيان”.. كما يتفرد قمران آخران من أقمار زحل بطبيعتهما المختلفة وهما: “إنسيلادوس″ الذي أظهر دلائل على حدوث تغييرات سطحية أخيرة عليه، و“لابيتوس″ الذي يظهر نصفه داكنًا وأكثر قتامةً من لون الأسفلت، في حين يسطع نصفه الآخر كالثلج!

وقد يكون المجال المغناطيسي لـ”زحل” ليس بنفس قوة مثيله لكوكب المشتري، إلا أنه لا يزال أقوى بـ 578 مرة من المجال المغناطيسي للأرض، ويقع زحل بحلقاته الدوَّارة والأقمار التابعة له تحت تأثير ذلك المجال المغناطيسي العملاق، وهي المنطقة التي تتأثر فيها الجسيمات المشحونة كهربيًّا بمجاله المغناطيسي أكثر من تأثرها بالرياح الشمسية.. وقد أظهرت صور تلسكوب هابل الفضائي حدوث ظاهرة الشفق القطبي بالقرب من قطبي زحل، تمامًا مثل تلك التي تحدث على الأرض، وهي ظاهرة تحدث عندما تدور الجسيمات المشحونة في الغِلاف الجوي على امتداد خطوط المجال المغناطيسي.

في الماضي، وتحديدًا عام 1981، سافرت مركبتا الفضاء فوياجير 1 و2 إلى زحل وقامتا بالتقاط صور كثيرة له.. أما الفصل التالي في حدود معرفتنا بهذا الكوكب فلا يزال جاريًا؛ إذ تتابع مركبة الفضاء “كاسيني هايجنز″ استكشافها لطبيعة زحل؛ حيث قامت تلك المركبة بالهبوط فوق قمر “تيتيان” لجمع معلومات بشأن طبيعة السطح والغلاف الجوي عام 2005، كما أنها سوف تقوم بالدوران حول الكوكب لأكثر من 70 مرة في دراسة ستستمر لأربع سنوات؛ من أجل دراسة الكوكب وأقماره وحلقاته فضلاً عن مجاله المغناطيسي.. يُذكر أن مركبة الفضاء “كاسيني هايجينز” تحت رعاية وكالة ناسا للفضاء، ووكالة الفضاء الأوربية، ووكالة الفضاء الإيطالية.

هذا المحتوى مقدم رسميًا من:

“كوكب الزهرة” الزائر اليومي للأرض!

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل