المحتوى الرئيسى

جلباب الامن القومي العربي ... وثوب التكفير

01/10 19:43

الأحد 10 يناير 2016 - 17:18 بتوقيت غرينتش

جلباب الامن القومي العربي ... وثوب التكفير

ربما يجهل البعض ان من الفترة مابين 1800 إلى 1934 .. "اي الى ما بعد سقوط الخلافة السنية العثمانية وظهور العلمانية في تركيا بقيادة اتاتورك"، قامت بريطانيا وبهدف تأمين شريان ملاحتها من بومباي والخليج الفارسي إلى السويس بتوقيع 1400معاهدة واتفاقية مع مختلف القبائل والمشايخ في الجزيرة العربية، حتى اطلقت عليها اسم الساحل المتعاهد أو الساحل المتصالح على الساحل الممتد من البصرة حتى الحديدة. وذلك بجهود بذلها اشخاص مثل جون فليبي.

وقد يتساءل البعض من هو فليبي هذا ... فنقول انه كان عميل مخابرات بمكتب المستعمرات البريطاني. العزيز على عبد العزيز بن سعود الى درجة جعله يخطب الجمعة في الحرم المكي بعد ان سمى نفسه عبد الله ، واشاد بفضائل آل سعود على الهاشميين  حكام الحجاز سابقاً.

وهو الذي لعب دوراً محورياً في ازاحة العثمانيين عن المشرق العربي وخاصة عن السعودية والعراق والأردن وفلسطين. وزوجه من أمرأه نجدية وأنجب ابنه الوحيد كيم فيلبي. الذي ارتقى ارتقى سلم المناصب في المخابرات البريطانية حتى رشح رسمياً لرئاستها عام 1963 .

وهو الذي كان لايخفي على الملأ اعتقاده بتطابق أهداف بريطانيا وابن سعود في توحيد جزيرة العرب من البحر الأحمر إلى الخليج الفارسي تحت قيادة ابن سعود واحلاله محل الهاشميين كـ "خادم الحرمين الشريفين" وهذا مافعلته بريطانيا بالضبط .

ولم تكن هذه الهبة البريطانية بجهالة عن التوجهات التكفيرة للفكر الوهابي المتمثل بالملك عبد العزيز ... ولذلك قاد هذا الاخير وبمساعدة البريطانيين ، الحرب على الثورة العربية بقيادة الشريف حسين اولا ... وجند القبائل البدوية من حوله على غزو الاتراك العثمانيين السنة والحرب ضدهم لصالح التحالف البريطاني .

ولا نريد ان نسهب بالقول ، لكن للضرورة احكام كما يقال ... فالكره الوهابي للعثمانيين وخاصة لمصر واهل مصرلم يأت هو الاخر من العدم ... فقد حمل عليهم إبراهيم باشا، الابن الأكبر لوالي مصر محمد علي باشاوقضى على الدولة السعودية الأولى .. بعد غزوهم وذبحهم المكرر للحجاج من كل المذاهب ، بسبب تكفيرهم للجميع  .

فقضى على حكمهم، وأسر أميرهم عبد الله بن سعود وأرسله الى القاهرة، ومنها الى الأستانة، فطافوا به في أسواقها ثلاثة أيام ثم قتلوه . وذلك لاتستباحته دماء المسلمين من المغرب العربي وحتى الهند وايران .

ولم تكتمل صورة ال سعود لدى الشعوب العربية والمسلمة الا بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران .. فلم تتحمل امريكا ظهور اسلام يدعو للوحدة بين المسلمين ويدافع عن المستضعفين . ولم تتحمل السعودية ان يكشف وجهها الحقيقي لبقية المذاهب . وتتكرر تجربة مصر ابراهيم باشا .. بعد ان اخفت وجهها تحت جلباب الامن القومي العربي .

ولذلك نرها تتخفى خلف هذه المفردة حتى حين تتحدث عن الجزر الايرانية الثلاث في الخليج الفارسي ولا من احد يسالها ماذا عن جزيرتي (صنافير وتيران) السعوديتين التي احتلها الكيان الصهيوني عام 1967 لأهميتها الاستراتيجية ... وحسب خبراء عسكريين لو وضعت أي دولة فيها معدات عسكرية فتستطيع ان تشل حركةالسفن الاسرائيلية عبر ميناء ايلات وخليج العقبة بشكل كامل .

ثم ماذا عن الجولان السورية العربية التي هي من ضمن المؤسسين للجامعة العربية . اليس الجولان ضمن الامن القومي العربي ؟ وماذا عن مزارع شبعا اللبنانية ، اليست هي الاخرى عربية ... ناهيك عن فلسطين والاحتلال الصهيوني لقبلة المسلمين .

وكان يجب على الاعلاميين والساسة من الدول العربية ان يسألوا السعودية بضع اسئلة منها :هل ليبيا ضمن الامن القومي العربي وهي ترزح تحت الفصل السابع وجرائم الدواعش، ولماذا يفضل ابناء الشعب السوري ركوب البحر والموت غرقا على التوجه الى الرياض وقطر؟ وهل استطعتم ان تؤسسوا معسكرا واحدا للسورييين ، وكم مخيم للاجئين الفلسطينين في السعودية ؟ وهم عرب وسنة ..

واما اليمن فان لم يكونوا مسلمين في نظركم والتاريخ يشهد عليكم .. اليسوا هم اصل العرب؟

خاتمة القول ان جلباب القومية العربية لا يمكن ان يغطي الثوب الوهابي التكفيري من القاعدة في افغانستان وحتى الدواعش في العر اق وشمال افريقيا .

وطبقا لكل المعطيات فهو ثالوث شيطاني بين امريكا والسعودية واتسرائيل .. ىمروا من خلاله الجيش العراقي وانهوا الجيش الليبي والتفوا على الجيش السوري لتدميره وبدئوا بالجيش المصري . وان اخر مخطط لهذا الثالوث ، بعد تمزيق الدول العربية وتدمير بناها التحتية ، هو تمزيق العالم الاسلامي واشعال الفتنة الطائفية التيب لاتصب حسب كل المعطيات والباحثين سوى في خانة الوهابية التكفيرية والكيان الصهيوني .

ولو لم تتدارك مصر الوضع قبل فوات الاوان في مستهدفة اكثر من كل الدول العربية لحجمها وتاثيرها اولا، ولاعتدالها المذهبي ثانيا.

واما مفردة التدخل الايراني فهو نوع من استغباء الشعوب العربية المغلوبة على امرها .. ولا احد يستطيع القول ان ايران كانت خلف ثورة الشعب التونسي ضد زين العابدين الذي يقضي ايام تقاعده في المنتجعات السعودية .. وهنا لنقف وقفة صغيرة ونسال ماذا لو طلب زين العابدين الهجوم على تونس الم يكن رئيسا شرعيا على عكس هادي .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل