المحتوى الرئيسى

حراك مدني بلبنان لإغاثة أهالي مضايا

01/10 12:33

فإلى وقت متأخر من الليل تتسمر ابتهال القسام تجمع هي ورفيقاتها المبالغ المالية التي جُمعت من محافظة عكار بشمال لبنان، هذه المرة ليست لقضية الجد -كما تقول- وهي حفيدة الشيخ المشهور عز الدين القسام، بل لبلدة مضايا السورية. وقالت ابتهال نحن "نعمل كما عملنا من قبل لحصار غزة، دافعنا هو الإنسانية والروابط الأخوية والدينية بيننا وبين أطفال مضايا التي تؤلم القلب".

وتضيف القسام في حديث للجزيرة نت أن "لدى جمعية النجاة عدة لجان نسائية في عكار وباقي المناطق اللبنانية، ونساند حملة هيئة العلماء المسلمين في لبنان. ما يجمع هو قليل وبسيط أمام تضحيات ذاك الشعب، الذي صبر منذ أكثر من سبعة أشهر على الجوع وقبلها على وابل الصواريخ وأمطار البراميل المتفجرة".

وترى ابتهال أن مشاهد أطفال مضايا وهم يأكلون الأعشاب ولحوم القطط "عرت كل العالم من إنسانيته، وسقطت كل الأقنعة المزيفة التي حملها البعض لتحرير الشعوب والنضال في وجه أعداء الأمة, أي بشاعة وجريمة أكبر من تجويع أكثر من أربعين ألف نسمة وتركم يموتون جوعا".

وتشير المتحدثة نفسها إلى أن حملة التبرع لاقت إقبالا كثيفا، إذ دُفعت أموال كثيرة رغم الحالة الاقتصادية المتردية لأبناء المنطقة.

وقد شاركت في حمل التبرع جمعية عطايا وآمال الخيرية وكشافة الإيمان الإسلامية وجهات أخرى كثيرة في مختلف الأراضي اللبنانية، وكان ذلك في الطرقات وجولات في المنازل.

وتقول الشابة سماح طالب التي نشطت في مجال التبرع إن هناك "لوحات تفان عديدة شاهدناها عندما كنا نحمل صناديق لنجمع التبرعات"، موضحة أن أحد الأطفال لما رأى صور مأساة مضايا تبرع بمحصلته كاملة وأن آخر حمل قطعة نقدية واحدة قائلا "لا أملك غيرها أرجو أن تصل"، كما تبرعت بعض النساء بحليهن.

وفي مدينة طرابلس بشمال لبنان، شاع اسم "أبو عدنان" الذي تبرع بسيارته التي يبلغ سعرها حوالي ثمانية آلاف دولار، وهو ما كان بمثابة محفز لإطلاق عدة حملات وسط أحياء المدينة.

ويقول رئيس هيئة العلماء المسلمين بلبنان الشيخ حسن قاطرجي في حديث للجزيرة نت إن الحملة لاقت "نجاحا مذهلا"، إذ كان التعاطف كبيرا من مختلف مناطق لبنان، خاصة يوم الجمعة، وجرت تبرعات داخل المساجد.

ويضيف الشيخ قاطرجي أن مئات الأشخاص اتصلوا من الدول العربية ومن العرب المقيمين في الدول الأوروبية من أجل التبرع، ويشير إلى أن الهيئة وضعت حسابات للتبرع مشيرا إلى وجود صعوبات في إيصال التحويلات.

وعن كيفية دخول المساعدات إلى مضايا، قال الشيخ قاطرجي إن عددا قليلا من المنظمات الحقوقية تمكن من الدخول إلى البلدة، وهي منظمات لا يستطيع الكشف عن أسمائها حاليا.

ويأمل الشيخ قاطرجي أن يتيسر ابتداء من غد الاثنين طريق لإدخال المساعدات للبلدة المنكوبة، موضحا أنهم سيشترون سلعا غذائية بأموال التبرعات التي قاربت مليون دولار، ثم يرسلونها إلى سوريا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل