المحتوى الرئيسى

دعم مصر.. أم دعم الأحزاب الكرتونية؟!

01/08 22:27

طالعتنا الصحف فى الأسبوع الماضى بأخبار انسحاب بعض الأحزاب من ائتلاف دعم مصر. كذلك، تعرّض الائتلاف للهجوم من قبَل بعض السياسيين الذين أبدوا اعتراضهم -على حد زعمهم- على طريقة إدارة الائتلاف.

والواقع أن فكرة تشكيل الائتلاف فرضتها نتائج الانتخابات البرلمانية التى جرت مؤخراً، وبحيث لم يحصل أى حزب بمفرده على مائة مقعد، الأمر الذى لا يمكّن لأى حزب أن يدّعى أنه حزب الأغلبية. ومن ثم، كان من الضرورى البحث عن وسيلة للتوافق بين الأحزاب السياسية ذات المرجعيات والرؤى المتشابهة، بالإضافة إلى النواب المستقلين ممن يدعمون ويؤيدون ثورة 30 يونيو.

وتجد فكرة الائتلاف أساساً دستورياً متمثلاً فى المادة 146 الفقرة الأولى من الدستور، والتى تنص على أن «يكلف رئيس الجمهورية رئيساً لمجلس الوزراء، بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يوماً على الأكثر، يكلف رئيس الجمهورية رئيساً لمجلس الوزراء بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يوماً، عُدَّ المجلس منحلاً ويدعو رئيس الجمهورية لانتخاب مجلس نواب جديد خلال ستين يوماً من تاريخ صدور قرار الحل».

وعلى كل حال، فقد أثبتت الأحداث هشاشة موقف الأحزاب التى أعلنت انسحابها من الائتلاف، وأكدت الوقائع بما لا يدع مجالاً للشك أن الأحزاب السياسية هى التى تحتاج إلى دعم الدولة وليس العكس. فبعد ساعات قليلة من إعلان انسحابها من الائتلاف بادر العديد من النواب الممثلين لهذه الأحزاب تحت قبة البرلمان بإعلان تأييدهم لائتلاف دعم مصر، مؤكدين بذلك أنه عند التعارض بين مصلحة مصر ومصالح قيادة الأحزاب التى ينتمون إليها فالانحياز سيكون بلا شك فى اتجاه مصلحة مصر.

وباستقراء الأحداث السياسية منذ ثورة الثلاثين من يونيو وحتى تاريخه، نلحظ بوضوح أن الأحزاب السياسية هى التى سعت دائماً للاستفادة من الدولة المصرية، وبحيث يمكن القول إن ائتلاف دعم مصر إنما يوفر الدعم والمساندة لهذه الأحزاب وليس العكس. فأثناء أعمال الجمعية التأسيسية للدستور، سعت هذه الأحزاب بشتى السبل والوسائل إلى أن يتم اعتماد نظام الانتخاب بالقائمة النسبية بدلاً من النظام الفردى، مؤكدة عدم قدرتها على المنافسة فى ظل النظام الفردى وأن نظام القائمة من شأنه دعم الأحزاب وتكريس دورها فى الحياة السياسية.

وعندما لاحظ المراقبون ضعف الإقبال على الانتخابات البرلمانية، مقارنة بالانتخابات الرئاسية التى فاز بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لجأت النخبة السياسية إلى الرئيس لاستغلال شعبيته الطاغية وحب الشعب المصرى له، فقام الرئيس المحبوب بإلقاء كلمة إلى الشعب داعياً فيها جموع الشعب المصرى إلى الخروج والمشاركة بكثافة فى اختيار نوابه، حتى تكتمل خريطة الطريق. ولولا هذا الخطاب لما وصلت نسبة الإقبال لما يقرب من الثلاثين بالمائة.

وما أشبه الليلة بالبارحة. فعندما تم التفكير فى قائمة موحدة تضم الأحزاب المؤيدة لثورة 30 يونيو، تحت مسمى «فى حب مصر»، ترددت بعض الأحزاب فى الانضمام إلى القائمة، زاعمة أن بإمكانها الفوز بعدد أكبر من المقاعد البرلمانية، فى محاولة منها للضغط والفوز بنسبة أكبر من أعضاء القائمة. وبعد فترة من الشد والجذب، وبالنظر لتأكد هذه الأحزاب من انعدام فرصتها فى المنافسة، رضخت هذه الأحزاب وانضمت إلى قائمة فى حب مصر. وبالتدقيق فى نتائج الانتخابات البرلمانية، نجد أن بعض الأحزاب التى فازت بمقاعد فى مجلس النواب قد حصلت عليها فقط من خلال قائمة فى حب مصر، ودون أن تنجح فى الحصول على مقعد واحد من المقاعد الفردية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل