المحتوى الرئيسى

سكينة التوزاني تكتب:     ذكريات من تاريخ المغرب.. لن يمحوَها الزمن | ساسة بوست

01/08 11:58

منذ 2 دقيقتين، 8 يناير,2016

المغرب، البلد الغني بثرواته، والمتميز بموقعه، شهد تعاقب حضارات عدة ميزته ورسمت خطوطه من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه. ومثلما تعددت حضاراته، شهد المغرب أحداثا لن تُنسى لا على مستوى شعبه ولا على صعيد العالم. أحداث هي التاريخ، تاريخ بلد عريق شأنه شأن المغرب، أحداث لن تنسى ولن تغيب من ذكريات أمته.

ذكرى استقلال المغرب.. 18 نوفمبر

18 من نوفمبر هو عيد للمغاربة، عيد احتفالهم بحريتهم واستقلاليتهم. ففي هذا التاريخ من سنة 1956 حصل المغرب على استقلاله بعدما عانى 44 سنة من الاستعمار والاحتلال الفرنسي. البلد الذي كان محطة أنظار يتهافت عليه عدد كبير من الدول الأوربية، تم احتلاله سنة 1912 من قبل القوات الفرنسية، وانقسم بعدها إلى قسمين: الأول كان خاضعا للنفود الفرنسي، والثاني كانت تحتله القوات الاسبانية (شمال المغرب وجنوبه). وإلى اليوم ورغم استقلال المغرب لا تزال منطقة سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وافني خاضعة لإسبانيا.

زلزال أكادير الواقعة غرب المغرب، وقع في 29 فبراير 1960، الزلزال المدمر الذي دام 15 ثانية فقط، وقع على الساعة 23.40 ليلا ويعد أكثر الزلازل فتكا وتدميرا في التاريخ المغربي، بدرجة 5.7 سلم ريتشر. وقد قتل حينها 15.000 نسمة أي ما يعادل ثلث سكان المدينة، وجرح 12.000 آخرين في حين ظل 35.000 شخص بدون مأوى؛ وقد قدرت خسائره ب 229 مليون دولار.

يعد يومين من الحدث الكارثي الذي هز المغرب، تم إخلاء المدينة من أجل تجنب انتشار الأوبئة، بعدها تم إعادة إنشاء المدينة على بعد ثلاث كيلومترات إلى الجنوب من موقعها الأصلي، بطلب من ملك المغرب الراحل محمد الخامس والذي خاطب شعبه ب “لأن حكمة الأقدار بخراب أكادير، فإن بناءها موكل إلى إرادتنا وعزيمتنا”.

المسيرة الخضراء أو المسيرة السلمية التي قام بها أكثر من 350 ألف مغربي ومغربية من مدينة طرفاية جنوب المغرب، نحو الأقاليم الصحراوية المغربية لتحرير الصحراء المغربية من الاحتلال الإسباني. بجملة مؤثرة وبتاريخ 5 نوفمبر 1975 دعا الملك الراحل الحسن الثاني شعبه للمشاركة في مسيرة سلمية سماها بالمسيرة الخضراء، من أجل استرجاع إقليم الصحراء واستكمال وحدته الترابية:

” غدا إن شاء الله سنخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطئون كرفا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز”.

بعد هذه الكلمات، وفي صبيحة 6 من نوفمبر 1975، تجمع المغاربة المشاركين في المسيرة حاملين الأعلام المغربية والقرآن الكريم وصورا لملك المغرب الحسن الثاني، منتظرين إشارته لعبور الصحراء المغربية. وما هي إلى أيام قليلة (4 أيام) وبدأت اتصالات دبلوماسية مكثفة بين المغرب وإسبانيا للوصول إلى حل يضمن للمغرب حقوقه على أقاليمه الصحراوية. ففي يوم 9 من نوفمبر أعلن الملك الحسن الثاني نجاح المسيرة وطلب من المشاركين العودة إلى مدينة طرفاية، ليتم في 14 من نفس الشهر التوقيع على اتفاقية بين المغرب وإسبانيا وموريتانيا (اتفاقية مدريد)، تقتضي وضع حد للاستعمار الإسباني بالمنطقة، وتقسيم الصحراء بين كل من المغرب وموريتانيا، حيث طالب المغرب بالجزء الشمالي للصحراء (الساقية الحمراء) ونصف منطقة وادي الذهب، في حين أخذت موريتانيا الجزء الجنوبي، إلا أنها تخلت عنها من بعد سنة 1979 لصالح الجيش الشعبي لتحرير الصحراء، غير أن المغرب عاد لاحتلالها على الفور.

وإلى اليوم يحتفل المغاربة بذكرى المسيرة الخضراء يستذكرون فيها أحداث المسيرة وإرادة الملك والشعب. يرددون أغنية “الحسن الثاني” التي كتبت خصيصا لهذا الحدث، يتلون الشعارات ويحملون اللافتات احتفالا بنجاح المسيرة ومضي عام جديد على تاريخ وقوعها.

1991.. وقف إطلاق النار بين الجيش المغربي والبوليساريو

حرب الصحراء التي لا يزال النزاع قائما عليها، صراع امتد من 1975 إلى 1991، بين كل من المغرب وموريتانيا، والمغرب وجيش التحرير الشعبي الصحراوي، الجناح العسكري لجبهة البوليساريو، وبعدما تخلت موريتانيا رسميا عن الجزء الخاص بها من الصحراء لصالح المغرب سنة 1979، استمرت الحرب بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى غاية شهر غشت من عام 1991، حيث وقع الطرفان على اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة. ويعتبر هذا التاريخ مهم جدا ليس بالنسبة للمغاربة فقط بل أيضا بالنسبة لمقاتلي البوليساريو، خاصة وأن أعوام 1978، 1988 و1989، عرفت خسائر فادحة في الأرواح بالنسبة للطرفين وبالأخص البوليساريو، وكانت آخر المعارك التي شنها مقاتلو البوليساريو بقيادة القائد لحبيب أيوب في أكتوبر عام 1989 على كلتة زمور، وقد حشد البوليساريو أكبر عدد من العتاد للمشاركة في تلك المعركة التي أسفرت عن مقتل نحو مائة من مقاتليها. وقد علق على تلك المعركة آنذاك عمر الحضرمي، العائد لتوه إلى المغرب، بوصفها (آخر طلقة)، وبالفعل كانت تلك هي الطلقة الأخيرة في هذه الحرب.

في هذه السنة وتحديدا بتاريخ 15 سبتمبر، إذ تم إغلاق سجن تازمامرت والذي افتتح في شهر أغسطس 1975. تازمامرت عبارة عن معتقل سري سابق وهو من بين أشهر السجون المغربية التي عرفت نشاطا مكثفا خلال ما سمي بسنوات الرصاص وكان يتميز بالسرية والتعذيب، حيث كان صيته داعيا على مستوى العالم، ولقب بالعديد من الألقاب كمعتقل الموت وسجن الرعب. يقع على أطراف الصحراء الشرقية المغربية، قرب مدينة الرشيدية. وقد كان يستقبل السجن معارضي النظام الملكي بالإضافة إلى العسكريين ممن شاركوا في محاولات الانقلاب على ملك المغرب. وقد ظل السلطات تنفي وجود سجن تازمامرت إلى حين إغلاقه سنة 1991. ويشكل هذا التاريخ نهاية عذاب لعديد من الأشخاص أو الأسر التي ضم السجن أحد أقاربها بسب الضرر النفسي الذي لحق بالسجناء، إذ منهم من سجل مذكراته ونشرت على شكل كتب.

1999 مات الملك.. عاش الملك

كأي نظام ملكي، ما أن يموت الملك حتى يتولى ولي عهده العرش، وبتاريخ 23 يوليو 1999 توفي الملك الحسن الثاني ملك المغرب الثاني والعشرين لسلالة العلويين، ليتولى صاحب الجلالة الملك محمد السادس الحكم، وقد تولى في نفس اليوم البيعة وذلك بالقصر الملكي بالرباط، وفي 30 يوليو من نفس السنة قام الملك محمد السادس بأداء صلاة الجمعة رسميا وإلقاء أول خطاب للعرش. وهذا التاريخ لن ينساه المغاربة عموما، فهو ليس مجرد تاريخ احتفال المغاربة بعيد العرش، بل هو تاريخ ودع فيه الشعب ملكه واستقبل ملكا آخر.

سلسلة تفجيرات بالأحزمة الناسفة شهدتها العاصمة الاقتصادية للملكة المغربية الدار البيضاء بتاريخ 16 ماي 2003، واهتز على إثرها المغرب والعالم. إذ شكل أسوء هجوم وأكثره دموية في تاريخ البلد. وقد اعتقل حينها أكثر من 2000 شخص اشتبه في تورطهم بأحداث الإرهاب بالدار البيضاء. حيث أدان زعماء العالم التفجيرات التي شهدتها المدينة، بينما رفعت وزارة الأمن الداخلي للولايات المتحدة مستوى الإنذار الأمني إلى اللون الأسود. التفجيرات التي استهدفت عدة أماكن معروفة بالمدينة أسفرت عن مقتل 45 شخص وإصابة أكثر من 100 شخص.

2011 استفتاء حول دستور جديد/ بداية جديدة

على غرار باقي الدول العربية التي شهدت احتجاجات وانتفاضات الربيع العربي، شهد المغرب أيضا وقفات مطالبة بإصلاحات ديموقراطية، وعليه أجري استفتاء على دستور المغرب الجديد بتاريخ 1 يوليو 2001، إذ قامت لجنة بصياغة مقترحات الدستور بتقديم المسودة في شهر يونيو من نفس السنة، وصدر مشروع الدستور للنقاش الوطني في 17 يونيو بعد تعديله والموافقة عليه مبدئيا من طرف الأحزاب السياسية حاملا مجموعة من التغيرات التي لاقت استحسانا لدى الشعب.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل