المحتوى الرئيسى

«وداعاً لينين» والإخوان!!

01/07 22:01

شاهدت فيلماً ألمانياً بديعاً عنوانه «وداعاً لينين»، وأنا أتابع أحداثه ويا للعجب العجاب تذكرت الإخوان!، السؤال الذى أتوقعه منكم هو: ما علاقة «وداعاً لينين» الألمانى بالإخوان المسلمين المصريين؟، أشرح لكم؛ بطلة الفيلم قيادية مخلصة فى الحزب الشيوعى فى ألمانيا الشرقية، تعمل مدرسة، ابنها وابنتها ناقمان على الحكم الشيوعى، وزوجها هرب إلى ألمانيا الغربية، تشاهد ابنها فى مظاهرة وقد قُبض عليه من الشرطة الألمانية ومورس معه عنف شديد فتفقد الوعى وتصيبها إغماءة وتسقط على دماغها فى الشارع وتدخل فى غيبوبة، فى ظل تلك الغيبوبة يحدث انهيار جدار برلين ويسقط النظام الشيوعى الألمانى وتتحد الشرقية مع الغربية، بعد أن تتعافى الأم قليلاً ينصح الطبيب الابن بألا تتعرض أمه إلى الصدمات، خاصة أن تعرف أن معشوقتها ألمانيا الشرقية ونظامها الشيوعى والحزب والقائد وكل هذه المظاهر قد تبخرت، فيبدأ الابن فى خلق جو من الماضى لكى تستطيع الأم استكمال حياتها، تذكرت الإخوان فى تلك المرحلة من الفيلم، خاصة عندما أحضر الابن التليفزيون فى غرفة نوم الأم استجابة لضغطها وإلحاحها، ولكى يحل مشكلة ما يبثه التليفزيون من مظاهر انفتاح رأسمالى وإعلانات كوكاكولا وخلافه مما سيفضح الخديعة ويجعلها تكتشف المصيبة وتصيبها الصدمة وتنتكس، فيتفق مع صديقه الذى يعمل فى الدش أن يأتى له بشرائط فيديو قديمة عليها برامج تنتمى لزمن ألمانيا الشيوعية لكى يوصلها بالتليفزيون وتشاهدها الأم وتعيش فى أحلامها وأوهامها، تذكرت شرنقة الإخوان والصوبة التى تعيش فيها بعض الأسر الإخوانية التى لا ترى إلا «الجزيرة مباشر ومكملين ورابعة والشرق».. إلخ، وتظل تقتات من هذا الوهم وتعيش فى كبسولة أفكار عفنة وتجتر أكاذيب تلو أكاذيب وكأنها فى كوكب آخر، فتراهم يرددون كلاماً كوميدياً وكأنه حقائق مقدسة مثل الذى يحكمكم ليس السيسى بل هو دوبلير، أو مرسى راجع وطيفه فات علينا بالليل وقال لنا.. إلى آخر هذا الهراء، نفس الحالة الانعزالية الفصامية المخلوطة بالبارانويا، فيلم «وداعاً لينين» أنصحكم بمشاهدته، فيلم جميل محكم الصنع إيقاعه سريع به مسحة كوميدية، اختيار لحظة التناقض والصراع عبقرية، من أجمل مشاهد الفيلم حين خرجت الأم وباغتت الابن النائم وشاهدت الشارع الألمانى الجديد وتجولت فى المنطقة المحيطة ببيتها وتخيلت وهى تكذب عينيها بأن أبناء ألمانيا الغربية الموجودين فى شوارع الشرقية هم لاجئون سياسيون هربوا من جحيم ألمانيا الغربية إلى حرية ألمانيا الشرقية!!، الفيلم عن حالة التخشب والتيبس والتحنط الزمنى، لو فتحنا القوس أكبر الفيلم ليس عن فرد ولكن عن أمم وأوطان ما زالت تدمن الماضى وتكذب عينيها وتخدع نفسها وتصر على هذا التكلس الماضوى المرعب المميت، قطار العالم والحضارة يسير بسرعة الضوء نحو الهدف شمالاً ونحن نعطيه أقفيتنا ونصر على اتجاه الجنوب، والغريب أننا نريد اللحاق به ونتعلق فى عجلاته، ونلتقط الفتات المرمى من شبابيكه من صناعة وتكنولوجيا، ونقول فى بجاحة منقطعة النظير نحن الأفضل والأعظم والأكثر أخلاقاً، فلنفق من سباتنا العميق وإلا سنصبح مثل هذه السيدة الألمانية التى أفاقت من غيبوبتها الجسدية الصغرى إلى غيبوبتها النفسية الكبرى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل