المحتوى الرئيسى

الإخوة السعوديون مهلاً.. كل الشيعة ولاؤهم لإيران

01/07 22:01

الشيعة يعيشون فى بلادهم، وقلوبهم تهفو إلى إيران. ينامون فى بلادهم، ويتمددون فى طهران. يأخذون شهيقاً من «فارس»، ويطلقونه زفيراً فى «الظهران». وجهتهم ولاية الفقيه، وليست وجهتهم صوب ملوكهم أو رؤسائهم. خلافة الإمام على بن أبى طالب شاغلهم وهاجسهم الأول والأخير، سلبها الخلفاء الثلاثة، وحين وصلت إليه نازعه فيها «معاوية»، ولما اتفق معه ابنه الحسن فى صلحه، لتعود إليه بعد موته سمّموه، ولما وصلت لابنه الحسين قتلوه. هذه حقيقة وعقيدة عند الشيعة فى إيران وخارجها، وأنا شخصياً لا أجد حرجاً أو قلقاً مما يعتقدون فيه، فالتاريخ لا يعود ولا يتكرر، والإرث الضائع لا يورث، ولو ترك الأمر دون خلاف، لخفت وطأته عليهم وتلاشت مظلومية الشيعة، لكن ما يؤجج نارها دوماً ويشعل لهيبها هذا الخلاف الدائم حولها، فلنتركها للزمن يخمد جذوتها ويطفئ نارها. الشيعة يحمّلون أهل السنة سلب «معاوية» حق «على» فى الخلافة، ويعتبرونه خالف أهل السنة، وهم ليسوا على الحق فى هذا، والمتتبع للأمر يجده صراعاً على السلطة اقتنصها الرجل الداهية من الإمام التقى الورع، ولو عاد الزمن مائة مرة، لتكررت قاعدة أن التقاة لا يحكمون، ولو حكموا قتلوا.

«إيران» لن تنسى لآل سعود، ما تناقلته كتب التاريخ عن غزو كربلاء، مرقد الحسين فى القرن السابع عشر. يقول عثمان بن بشر الحنبلى (قحطانى من نجد) فى غزوهم لكربلاء: (إن سعود قصد أرض كربلاء، ونازل أهل بلد الحسين فى ذى القعدة 1216 هـ، فحشد عليها قومه تسوّروا جدرانها، ودخلوها عنوة، وقتلوا غالب أهلها فى الأسواق والبيوت وهدموا القبة الموضوعة بزعم من اعتقد فيها على قبر الحسين، وأخذوا ما فى القبة وما حولها وأخذوا النصيبة التى وضعوها على القبر، وكانت مرصوفة بالزمرد والياقوت، وأخذوا جميع ما وجدوا فى البلد من أنواع الأموال والسلاح واللباس والفرش والذهب والفضة والمصاحف الثمينة، وغير ذلك مما يعجز عنه الحصر). هذه الحكاية ينام أطفال الشيعة عليها كل ليلة، كما كانت جدتى تحكى لنا عن أمنا الغولة ليلاً، فتضمن بذلك نومنا خوفاً. ولم تكن تدرك ماذا تصنع فينا من رعب وكره.

إيران وحكام العراق لديهم عقيدة أن دمار العراق وإنهاكه وانتهاكه، للسعوديين اليد الطولى فيه، كى يظل العراق منهوك القوى يسبح فى حرب طائفية، وينام على قتال ويمسى على خراب، ويصبح على احتلال داعش لثلث أرضه وانفصال قومياته عنه. تتصور إيران وحكام العراق أن ما تصنعه السعودية فى العراق لصالحها حتى لا تقوى العراق وتستنهض عزيمتها وقدرتها وتعيد سابق عهدها فى ضخ بترولها الوفير، حتى يعتمد عليه العالم، فيتراجع الإنتاج السعودى ليسبب عجزاً وخللاً فى خطط التنمية..

لا ننكر أن الشيعة فى الغالب الأعم فى بلادنا العربية مضطهدون، مهمشون، يعانون فى بلادنا أكثر مما يعانيه أصحاب الديانات الأخرى. ويتحملون دون جريرة أخطاء فصيلهم كله، وموروثاً تاريخياً من الخلاف والشقاق ليس من صناعتهم، وهذا هو السبب الرئيسى فى اتجاه قبلتهم إلى وجهة يحبونها باحثين فيها عن العون والمدد والاستقواء. لو كانوا يعيشون فى أوطانهم آمنين مطمئنين ما عاشت إيران داخلهم، وما تاقت وحنّت أرواحهم إلى عدلها ونصرتها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل