المحتوى الرئيسى

قنبلة كوريا الشمالية تفجّر معارضة الحليفين

01/07 09:59

شكل الإعلان عن "تجربة ناجحة" هي الأولى من نوعها لتفجير قنبلة هيدروجينية في كوريا الشمالية، مفاجأة صادمة، لحلفاء بيونغ يانغ قبل أعدائهم، إذ برزت الإدانات الشديدة لهذه الخطوة من بكين وموسكو قيبل غيرها من عواصم.

ففي حين أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أنه "اذا تأكدت هذه التجربة، فستكون خطوة جديدة من بيونغ يانغ على طريق تطوير أسلحة نووية وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي"، حثت الصين كوريا الشمالية على الوفاء بالتزامها نزع السلاح النووي ودعت بيونغ يانغ إلى الامتناع عن أي تحرك من شأنه أن يؤدي إلى تدهور الوضع في شبه الجزيرة الكورية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن "من شأن هذه الأعمال أن تؤدي الى تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية"، مشيرة الى "ان خطر احتمال حصول مواجهة عسكرية وسياسية" قائم في المنطقة.

ودعت الأطراف إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، والى "الامتناع عن أي تحرك من شأنه ان يؤدي الى تفاقم التوتر بشكل منفلت"، والى "الاسراع في بدء حوار" لخفض التوترات الناجمة عن الطموحات النووية لكوريا الشمالية.

وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أن موسكو تشعر "بقلق بالغ" من جراء اعلان كوريا الشمالية المتاخمة لحدود اقصى الشرق الروسي، مشيراً الى ان "الرئيس  فلاديمير بوتيين أمر بأن تدرس بعناية كل المعلومات المتأتية من محطات المراقبة، بما في ذلك معلومات المحطات الزلزالية، وبتحليل الوضع اذا ما تأكد حصول التجربة".

وخلال اتصال هاتفي، كرر نائب وزير الخارجية الروسي ايغور مورغولوف والمسؤول عن المفاوضات حول وقف البرنامج النووي الكوري الشمالي الديبلوماسي الكوري الجنوبي هوانغ جون- كوك، التعبير عن "قلقهما البالغ" من اعلان كوريا الشمالية، بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية.

ومن جهتها، أعلنت الصين انها "تعترض بحزم" على التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية فجر الأربعاء، معتبرة أنها "تجاهلت معارضة المجتمع الدولي".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هويا شونيينغ، في مؤتمر صحافي: "نحض بقوة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية على احترام التزامها بنزع السلاح النووي ووقف اي عمل يزيد الوضع سوءا".

وأضافت أن الصين ستستدعي السفير الكوري الشمالي لتبليغه اعتراضها على التجربة النووية الأولى لبيونغ يانغ منذ 2013 والرابعة منذ بدء البرنامج النووي الكوري الشمالي.

ولفتت المتحدثة الانتباه الى ان بلادها لم تكن على علم مسبق بالتجربة التي اجرتها كوريا الشمالية الاربعاء. واعتبرت هويا أن المحادثات السياسية تشكل "الطريق العملي الوحيد لحل هذه المسألة".

وكانت الصين مارست في الماضي ضغوطاً على كوريا الشمالية، وقد بدا أن صبرها قد نفد بسبب رفض بيونغ يانغ التخلي عن برنامجها النووي. إذ يقول خبراء أن "قدرة الصين على التأثير على حليفتها تحدها مخاوف من قيام كوريا موحدة على حدودها تدعمها الولايات المتحدة". وترعى الصين المحادثات السداسية التي تجمعها مع كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وروسيا واليابان والولايات المتحدة، من اجل وضع حد للبرنامج النووي الكوري الشمالي.

وفي سياق متصل، أعلنت محطة التلفزيون الحكومية الصينية أن صينيين يقيمون بالقرب من الحدود الكورية الشمالية تم اجلاؤهم، صباح الاربعاء، بعد التجربة النووية التي اجرتها بيونغ يانغ.

وقال التلفزيون على حسابه على "تويتر"، إن بعض السكان "شعروا بهزات بشكل واضح"، موضحاً أن المناطق المعنية هي يانجي وهونشون وشانغباي في اقليم جيلين، اي اقرب المناطق الى موقع التجارب الكوري الشمالي.

وأضاف أن عدداً من سكان مدينة يانجي اهتزت مكاتبهم لثوان وقامت بعض الشركات باخلاء مقارها.

وأعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت أول تجربة لها لقنبلة هيدروجينية في خطوة تشكل تقدماً مهماً في برنامجها النووي، مشيرة إلى أن "التجربة أُجريت بأمر من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قبل يومين من عيد ميلاده". وأوضحت في بيان أنها "ستتصرف كدولة نووية مسؤولة"، متعهدة "بعدم استخدام أسلحتها النووية ما لم يحدث اعتداء على سيادتها".

وأكد التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي أن "أول تجربة لقنبلة هيدروجينية للجمهورية أجريت بنجاح عند الساعة العاشرة في السادس من كانون الثاني الحالي، على أساس التصميم الاستراتيجي لحزب العمال الحاكم".

وأوضح أن "القنبلة صغيرة الحجم"، مشيداً بـ"النجاح الكامل لقنبلتنا الهيدروجينية التاريخية والتي بفضلها ننضم إلى صفوف الدول النووية المتقدمة".

وفي فيينا، قالت المنظمة المسؤولة عن الحظر التام للتجارب النووية إنّها رصدت نشاطاً زلزالياً "غير عادي" في كوريا الشمالية.

ويستخدم في القنبلة الهيدروجينية أو القنبلة النووية الحرارية الانصهار النووي. وهي تسبب انفجاراً أقوى بكثير من الانفجار الناجم عن الانشطار الذي يولده اليورانيوم والبلوتونيوم فقط. وعليه، أجرت بيونغ يانغ ثلاث تجارب لقنابل نووية يستخدم فيها الانشطار الذري في الأعوام 2006 و2009 و2013، وأدت إلى فرض عقوبات دولية عليها.

وكان الزعيم الكوري كيم جونغ أون ألمح خلال جولة تفقدية لأحد المواقع العسكرية، أن "بلاده صنعت قنبلة هيدروجينية"، إلا أن واشنطن شككت في صحة تصريحاته.

وقال التلفزيون الكوري صباح الأربعاء، أن "هذه التجربة الأخيرة التي جاءت ثمرة لتقنيتنا ويدنا العاملة، وهي دليل على أن الوسائل التكنولوجية التي قمنا بتطويرها جيدة وتدل علمياً على تأثير قنبلتنا الهيدروجينية المصغرة".

ولكن حتى اللحظة، لا يزال التشكيك في صحة التجربة قائماً. حيث أكد المحلل والخبير في الدفاع في مؤسسة "راند كوربوريشن" بروس بينيت، أن "هذا السلاح كان على الأرجح بحجم القنبلة الأميركية التي فُجّرت في هيروشيما لكنها لم تكن قنبلة هيدروجينية، ما حدث هو انشطار"، مضيفاً أن "الانفجار الذي حصل كان يفترض أن يكون أقوى بعشر مرات".

وكانت أولى الشكوك في حدوث تجربة نووية في كوريا شمالية أُطلقت من قبل خبراء الزلازل الذين رصدوا هزة أرضية بقوة 5,1 درجات بالقرب من موقع الاختبارات النووية الرئيسي لكوريا الشمالية.

وفور الإعلان عن التجربة، دعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي لبلادها، فيما بدأ مجلس الأمن الدولي، ظهر الأربعاء، مشاورات طارئة مغلقة في نيويورك حول التجربة النووية الجديدة. وشملت هذه المشاورات سفراء الدول الـ15 الأعضاء في المجلس جاءت بناء على طلب واشنطن وطوكيو.

و وفي وقت لاحق من مساء الأربعاء، ندد مجلس الأمن الدولي "بشدة" بالتجربة النووية الجديدة لكوريا الشمالية، معلناً أنه سيعد "اجراءات اضافية" بحق بيونغ يانغ.

وفي بيان صدر بالإجماع، أعلنت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس، وبينها الصين حليفة بيونغ يانغ، أنها قررت "البدء فوراً بالعمل على هذه الاجراءات" التي سيتضمنها "قرار جديد لمجلس الامن". ولم يحدد البيان طبيعة هذه "الاجراءات الاضافية" ولم يشر علناً الى عقوبات.

لكن ديبلوماسيين أمميين أوضحوا أن المجلس يعتزم تشديد العقوبات الدولية التي فرضت على بيونغ يانغ منذ تجاربها النووية الثلاث الاولى. واحد الاحتمالات هو إضافة أسماء الى قائمة الأفراد والشركات التي فرضت عليها عقوبات لصلتها بالبرنامج النووي الكوري الشمالي. وهذه القائمة التي تحدثها لجنة عقوبات تتضمن حتى الآن اسماء عشرين كياناً و12 فرداً.

وفي بيانها الذي تلاه سفير الأوروغواي ايلبيو روسيلي، الذي يترأس مجلس الامن في كانون الثاني، أكدت الدول الأعضاء أن التجربة الكورية الشمالية الرابعة تشكل "انتهاكاً صارخاً للقرارات" السابقة للأمم المتحدة وتظهر "خطورة هذا الانتهاك". وتحظر القرارات الأممية على كوريا الشمالية القيام بأي نشاط نووي أو صاروخي ذي مدى طويل.

وذكرت الدول "أنها أعربت في الماضي عن عزمها على اتخاذ اجراءات اضافية ذات دلالة في حال أجرت (كوريا الشمالية) تجربة نووية جديدة".

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأربعاء، قبيل انعقاد مجلس الامن، أن التجربة النووية الرابعة لكوريا الشمالية "مقلقة للغاية" و"تزعزع الأمن الإقليمي بشدة".

وقال للصحافيين: "تنتهك هذه التجربة مجدداً قرارات عديدة لمجلس الأمن الدولي رغم دعوة المجتمع الدولي لوقف هذه الأنشطة... إنها أيضاً مخالفة جسيمة للمبدأ الدولي الرافض للتجارب النووية.

وأضاف: "أطالب جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية (كوريا الشمالية) بالكف عن أي أنشطة نووية جديدة والوفاء بالتزاماتها بنزع السلاح النووي بطريقة يمكن التحقق منها".

بدوره، حذر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ونظيره الكوري الجنوبي، هان مين-كو، في محادثة هاتفية الاربعاء، من أن إعلان كوريا الشمالية اجراء اول تجربة نووية لقنبلة هيدروجينية سيكون له "عواقب".

و"اكد كارتر التزام واشنطن الثابت في الدفاع عن (كوريا الجنوبية) وهو تعهد يشمل كل اوجه سياسة الردع الاميركية" كما جاء في بيان صادر عن البنتاغون.

وفي هذا الخصوص رأى كارتر وهان أن "استفزازات كوريا الشمالية سيكون لها عواقب".

وتعهد الوزيران بـ"تنسيق" ردهما على هذه الاستفزازات "غير المقبولة واللامسؤولة" والتي تشكل "انتهاكا فاضحاً للقانون الدولي وتهديداً للسلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية ومجمل منطقة اسيا-المحيط الهادىء".

وكان وزير الدفاع الاميركي زار سيول في تشرين الثاني الماضي، وتفقد المنطقة المنزوعة السلاح الحدودية الفاصلة بين الكوريتين.

وحالياً تنشر الولايات المتحدة 28500 جندي في كوريا الجنوبية حليفة واشنطن الاساسية في آسيا.

وفي وقت سابق دان مجلس الأمن القومي للبيت الابيض "استفزازات" نظام كوريا الشمالية متعهداً بأن ترد عليها الولايات المتحدة "بالشكل المناسب".

وإذ شكك الخبراء في اعلان بيونغ يانغ اجراء تجربة نووية جديدة واعتبروا أن قوة الانفجار ضعيفة لتكون لقنبلة هيدروجينية، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض نيد برايس، في بيان، إنّه "لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات حالياً، لكننا ندين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولية وندعو كوريا الشمالية من جديد إلى احترام التزاماتها وتعهداتها الدولية"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة سترد بشكل مناسب على كل الاستفزازات الكورية الشمالية".

واعتبر الأمين العام لحلف "شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ أنّ التّجربة "تعرّض الأمن الإقليمي والدولي للخطر"، داعياً "كوريا الشّماليّة إلى التقيد التام بواجباتها والتزاماتها الدولية، والتخلي بالكامل عن الأسلحة النووية والبرامج الموجودة للصواريخ النووية والبالستية، بطريقة دائمة يمكن التحقق منها، والبدء بمحادثات نزيهة وصادقة حول نزع السلاح النووي".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل