المحتوى الرئيسى

"الوطن" تحاور حامل نعش "ممدوح عبدالعليم".. جنازات النجوم تليق به

01/06 21:03

في أحد أركان مسجد "مصطفى محمود" بالمهندسين، يجلس ذلك الرجل الأسمر الذي تزدان رأسه بعلامة كبيرة ارتبطت لدى الجميع بالصلاة، يرتل آياتٍ من القرآن منتظرا أداء صلاة الجنازة على شخص لطالما أسعده، وما أن يعلن الإمام نهاية الصلاة حتى يهرول نحو ذلك الصندوق الخشبي الذي يأوي جثمانا ساكنا، تمتد يداه لتشارك مع عشرات الأيادي التي كتب لها القدر أن تحمل "نعش ممدوح عبدالعليم".

"الوطن" حاورت الممثل والمطرب حسن فهمي، الذي اعتاد الكثيرون بأنه سباقا في حضور جنازات النجوم قبل "رفقاء العمر" من أصدقائهم، حيث تقدم الصفوف في جنازات عدد كبير من الفنانين والرياضيين الذين عشقهم، "الناس ده كان بيني وبينهم علاقات إنسانية بحكم شغلي في الغنا والتمثيل، وأنا لما أحب حد أوي أعرف إزاي أصاحبه وأبقى قريب منه".

فيلم "المتمرد"، كان السر وراء علاقة حميمة جمعت الرجل الستيني بالفنان ممدوح عبدالعليم، فكان ذلك المشهد الوحيد الذي ظهر فيه "فهمي" كافيا لإيضاح لمحات إنسانية نادرة للنجم الراحل "الفيلم ده أنا طلعت فيه كومبارس، وكل دوري أني كنت بغني غنوة اسمها سهر الليالي، وفي الوقت ده كان لازم أدفع فلوس للمنتج عشان يذيعلي الغنوة، لكن الفنان ممدوح عبدالعليم أقنع المنتج إنه ما ياخدش مني فلوس ويذيعهالي ببلاش عشان حالتي المادية مكانتش كويسة".

فيلم "المتمرد" كان السر العلاقة الحميمة التي جمعت الرجل الستيني بالفنان ممدوح عبدالعليم

حديث الرجل الستيني عن النجم الراحل غلب عليه الطابع الإنساني، حيث يروي "فهمي" أن أعمال الخير كانت أبرز ما ميز النجم الراحل، "ناس كتير أوي قابلتهم في الجنازة كانوا بيحكوا عن مساعدته ليهم، وأنه كان مخصص أجر شهري لناس كتير ما انقطعش لحد موته، وده اللي خلى الكل يبكي عليه من قلبه حتى الأطفال الصغيرين اللي ما شافوهوش وهو بيمثل".

"في شهور قليلة شلت 2 من أحب الناس ليا"، بتلك الكلمات استهل "فهمي" حديثه عن النجم الراحل نور الشريف، الذي مثل معه فيلم "131 أشغال"، إلا أن علاقتهما بدأت بمشهد طريف، "أول ما دخلت عشان أمثل المشهد ما استنتش إن دوري ييجي في دخول الكدر ودخلت بسرعة من كتر فرحتي بنور الشريف، فهو اتضايق جدا وعنفني عشان بوظت المشهد، لكن علاقتنا بعدها بقت كبيرة أوي لحد فترة قريبة قبل وفاته".

فنانون كثيرون شيعهم "حامل الجنائز"، من أمثال صلاح ذو الفقار، ووردة، ومحمود الجوهري، إلا أن أكثر الجنائز التي يفتخر بحملها كانت للفنانين عبد المنعم مدبولي، وفؤاد المهندس، حيث اعتبر أن ذلك هو أبسط رد لجرعة السعادة التي أعطوها للملايين بأعمالهم.

حكاية "حسن فهمي" مع حمل النعوش بدأت منذ أكثر من 40 عاما، حيث كانت هوايته هي السير بالجنائز لمسافات كبيرة في عدم وجود سيارات الموتى، "أنا مرة شلت صندوق من جزيرة بدران ومشيت به لحد الدراسة، وعلى قد الألم اللي بحس بيه لما أدفن حد أحبه، بتكون فرحتي لما أسمع أحلى كلام عن سيرته الطيبة".

صلاح ذو الفقار ووردة ومحمود الجوهري أبرز من شيعهم "حامل الجنائز"

"مسلسل الوسية"  للنجم أحمد عبدالعزيز، كان البوابة الأولى التي عبر منها حسن فهمي، إلى عالم التمثيل، حيث اختاره أحد مكاتب التسويق الفني لأداء دور أحد المتظاهرين في المسلسل، "في الوقت ده طلبوا مني بدلة سودة وطربوش عشان أعمل الدور، وطلع عيني لحد ما اتصرفت وجبتهم، والمخرج أعجب بيا جدا"، قبل أن يستكمل أدواره التمثيلية في مسلسل "سوق الخضار" مع فيفي عبده، و"حلم العمر" مع محمد رياض، وفيلم "ضربة جزاء".

حب "فهمي" للتمثيل لم يغلب عشقه للكرة، فها هو ذلك المشجع الأهلاوي يجلس داخل مدرجات الدرجة الثالثة ممسكا بـ"ميكروفون" صغير ليتعالى صوته الشهير طوال المباراة "مودد مدد مدد.. شدي حيلك يا بلد.. جبااار"، إلا أن رؤيته لـ"مشجع الكرة"، تختلف عن الكثير من مشجعي هذا العصر، "إحنا كنا بندخل الماتشات، لا عمرنا شتمنا لاعيب ولا غلطنا في مدرب، كنا بنشجع فريقنا ومنتخب بلدنا وبس".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل