المحتوى الرئيسى

نزار الحرباوي يكتب: الأدوات الغبية | ساسة بوست

01/06 10:41

منذ 2 دقيقتين، 6 يناير,2016

في كل جيل من الأجيال،كان للاستعمار ولذوي النفوذ والمصالح أدواتهم التي يتحركون من خلالها،دمى سخيفة يحركونها متى شاءوا لتحقيق أهدافهم ومراميهم،دون أن يكونوا بشخصياتهم وهويتهم العلنية في صدارة المشهد.

رغبة هؤلاء في الاختفاء من واجهة الحدث تقابلها رغبة قوية لدى بعض ضغاف النفوس في التملق وإثبات الولاء المصطنع،فتوافقت الرغبات في تحقيق أهداف الكبار على أيدي الصغار،بما يؤمن للكبار حماية قانونية وأخلاقية وإعلامية تمنع من ملاحقتهم،وتضع الصغار المجهولين في فوهة المدفع ليقوموا بالأعمال القذرة نيابة عنهم.

لقد سجل التاريخ المعاصر العديد من هذه الشواهد،فقد كان لأجهزة الاستخبارات الدولية والغربية والعربية وللنافذين في المجتمعات وسائط؛لتحقيق الغايات،تنوعت بين التكنولوجيا والبشر الذين يقبلون بأن يكونوا دمى متحركة بيد أسيادهم؛طمعاً في المنصب أو الشهرة أو المال، أو بدافع الحقد، أو نحوه من الميول الذاتية التي تحسن الأنظمة الحاكمة اللعب عليها .

في ظل ثورات الربيع العربي،بتنا نشهد حالة غير مسبوقة من التنشيط الجماعي لهذه الفئات المستأجرة،فرأينا البلطجية والبلاطجة والشبيحة في جانب العنف الجسدي،وتعرفنا إلى أدوات العمل الخفي في الجانب الإعلامي وبعض العقول المستأجرة التي باعت كل القيم في سبيل إرضاء أسيادها،فكانت القوة الناعمة في أيدي الكبار،يهاجمون الثوار حينا،ويهزءون بالأحرار حينا ،ويشوهون العلماء والإعلاميين المناهضين لهم تارة أخرى.

ومع اشتداد القمع الدموي في كل من مصر وسوريا واليمن وليبيا وغيرها، تعاظمت التحديات،وبات شكل استغلال الحاجة لدى اللاجئين والمشردين يأخذ أكثر من صورة،بل بات يشكل ظاهرة جديرة بالدراسة والتمحيص من النخب الواعية لتحليلها وإيجاد الحلول الناجعة لها.

لقد رصدنا بعيون الكاميرا من خلال فرق الإعلام،ومن خلال عدسات كاميرات الزملاء الإعلاميين حالات يندى لها جبين البشرية،تؤرشف لمرحلة سوداء في جبين البشرية،حيث أخذت أشكال بيع الأعضاء البشرية،وتجارة الجنس والمخدرات والنفط،يجمعون كل ذي حاجة لتلبية مطالب مافيا السياسة ومافيا المال الدولي،غير آبهين بحياة الناس ومصائرهم.

هذه الحالات لا تنقطع عن سياقها التاريخي،ففي التاريخ القديم ، ألف حادثة تدل على اعتماد القوى المهيمنة على أدوات رخيصة لتنفيذ مآربها،ولكن هؤلاء المأجورين ينسون دوماً أن النصر يسجل باسم أسيادهم،لا باسم الأدوات المستعملة،وليس هناك أي فخر بما يفعله المستأجرون،وسيتم إلقاؤهم في حاويات القمامة الأممية بعد انتهاء الدور المطلوب منهم.

لذلك،وجب التنبه من قبل كل منا ألا يكون غير نفسه،وألا يكون أداة في يد غيره،فلو ركز كل منا على تطوير ذاته ومهاراته وقدراته بدلا من الانشغال بالآخرين،لكان واقع مجتمعنا أفضل بكثير،ولاستطعنا تفويت الفرصة على الاستعمار الصريح والمقنع للعب أدوار قاتلة في مجتمعاتنا،وما لدينا في عالمنا العربي من إشكالات وأزمات تفرض علينا أن نكون أصحاب قرار.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل