المحتوى الرئيسى

التهديدات الـ10 لعام 2016: الصين وتشاد وتركيا يشعلون حروب العام

01/05 19:43

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا حول الحروب التي ستشعل العالم في 2016، وتحتاج لاهتمام ودعم عالمي في 2016 لمواجهة مخاطرها.

وقالت المجلة "بعد 20 عاما من الحرب الباردة، انخفض مستوى الحروب المميتة، فهناك عدد قليل من الحروب التي تقتل عدد قليل من الناس، ولكن منذ خمسة سنوات بدأ المزاج العالمي يعود لحالة الحرب مرة أخرى فحملت كل عام بين طياتها المزيد من الصراعات ومزيدا من الضحايا وعددا أكبر من النازحين. وفي بداية 2016، من المتوقع أن تسوء الأوضاع أكثر من 2015.

ومن أبرز تلك المناطق التي شملها التقرير سوريا والعراق واليمن، وكذلك جنوب السودان وأفغانستان وتشاد وليبيا، بالإضافة إلى الصراعات الداخلية التركية بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني وهو ما يثير العديد من المخاوف. 

وأعربت المجلة عن عدم أملها في إمكانية تحسن الوضع في مجال تسوية النزاعات العسكرية العام الحالي، "بسبب انخراط جماعات متشددة فيها، حيث لا تسمح أفكارها وأهدافها لتسوية الحروب عن طريق الحوار، الأمر الذي يجعل الجهود الرامية إلى إقامة السلام بلا جدوى".

المجلة الأمريكية، رأت أن دول العالم يجب أن تضاعف جهودها الدبلوماسية وتوفر كل الإمكانيات للتوصل إلى حلول وسط، فالوقت قد حان "للامتناع عن الفكرة المتمثلة في أنه لا توجد هناك خطة لإقامة نظام عالمي أو على الأقل تسوية الأوضاع في اي من البلدان، وضرورة مكافحة التطرف".

انتهى عام 2015 والحرب في سوريا هي الأخطر حول العالم، مع امتداد تأثيرها حول المنطقة بأسرها بتورط القوى العظمى. فقد قتل أكثر من ربع مليون سوري وما يقرب من 11 مليون نزح من البلاد وهو ما يمثل نصف عدد السكان تقريبا.

ارتفع شأن تنظيم داعش والذي يتحكم الآن في مناطق واسعة بشرق سوريا وشمال غرب العراق، هذا بالإضافة إلى الصراع الذي بات يلوح في الأفق بين القوى الكبرى كموسكو وواشنطن نتيجة أهدافهم المتعارضة وموقفهم من النظام السوري، وكذلك محاربة تنظيم الدولة "داعش" الإرهابي ودخول الجانب العسكري من الأطراف الدولية لمكافحة الإرهاب.

وفي العراق، أثار دعم القوى الغربية للمليشيات الشيعية والكردية من أجل محاربة داعش معارضة وغضب الدول السنية في المنطقة وأدى لدعمها بقوة المعارضة السنية المسلحة.

أظهرت صور حديثة من مدينة دياربكر الجنوبية الشرقية، مسلحين ببنادق يشنون هجوما على مجموعة من الشباب يحرسون حواجز من أكياس الرمل ما أدى لمعارك دامية. وذلك بالإضافة إلى الحرب المستمرة مع حزب العمال الكردستاني والتي أسفرت عن مقتل 30 ألف شخص منذ عام 1984، ومع ذلك توقع البعض سلاما مع الحزب ووقف عنفه بعد اتفاقية التهدئة والسلام الربيع الماضي ثم وقف إطلاق النار في يوليو.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الوضع ازداد سوء منذ اعتقاد أكراد تركيا بأن انضمام الحكومة التركية للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في سوريا، هدفه التخلص منهم وقتال الأكراد من وحدات حماية الشعب الكردي.

على مدى الأشهر الستة الماضية، تصاعد الصراع إلى نقطة الأكثر عنفا منذ عقدين من الزمن. الجانبين يعلمان أنه لا يوجد حل عسكري. ومع ذلك، كل يريد إضعاف الآخر قدر الإمكان خلال فترة انتظار تسوية الصراع السوري.

الحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن، تحت مظلة دولية بدعم من أمريكا وبريطانيا وحلفائها من دول الخليج، منذ مارس 2015 لقتال الحوثيين المتمردين هناك لا توجد لها نهاية في الأفق، فيما أسفرت محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في سويسرا في منتصف شهر ديسمبر فقط على اتفاق لاستئناف المفاوضات في 14 يناير.

ونوهت المجلة إلى أن الحرب أدت لمقتل 6000 شخص تقريبا نصفهم من المدنيين، فيما فر 120 الف من البلاد، كما دمرت الحرب البنية التحتية المنهكة بالفعل وعمقت من الانقسامات السياسية 

وأشارت المجلة إلى أن اعتبار السعودية الحوثيين وكلاء لإيران. وفي ظل دعم طهران والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح للحوثيين، فإن ذلك رفع من اضطراب المنطقة.

أدى ظهور تنظيم داعش في مدينة سرت وساحل البحر المتوسط لى احياء الجهود الدولية لإنهاء الأزمة الليبية التي تركت البلاد في حالة فوضى. 

بعد تدخل العسكري لحلف الناتو والإطاحة بالرئيس معمر القذافي في 2011، تتقاتل الأحزاب السياسية المتنوعة، والقبائل، والميليشيات من أجل السلطة والسيطرة على ثروات النفط والغاز في البلاد.

برز اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ديسمبر، لذلك يجب اعتباره بأنه بداية وليس نهاية عملية السلام.

تواجه كلا من نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرونن التهديد المتنامي من جماعة جهادية بوكو حرام، على مدى السنوات الست الماضية، حولت المجموعة نفسها من حركة احتجاج صغيرة في شمال نيجيريا إلى قوة قوية قادرة على شن هجمات مدمرة في حوض بحيرة تشاد. 

في مارس الماضي، أعلنت الحركة ولاءها لتنظيم داعش.

وفي الصيف الماضي، شهدت الكاميرون أكبر زيادة في الهجمات التي تشنها جماعة بوكو حرام، تليها النيجر وتشاد، ومع ذلك تظل نيجيريا بؤرة للصراع. الرئيس النيجيري محمدو بوهاري، الذي تولى منصبه في مايو تعهد بانهاء التمرد بحلول ديسمبر. في حين أن هذا لا يزال هدفا بعيد المنال، بوهاري والذي كان لواءا سابقا بالجيش هز المؤسسة الأمنية بلاده وانضم مع القوى الإقليمية لطرد بوكو حرام من المناطق في شمال شرق نيجيريا التي استولت عليها في وقت سابق في عام 2015.

ولمرة أخرى، تعاني أحدث دولة في العالم في خطر من الانزلاق في حرب أهلية شاملة، اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بين الحكومة وأكبر جماعة معارضة مسلحة في أغسطس بعد وساطة تقودها أفريقيا على شفا الانهيار. وفي الوقت نفسه، بدأ انتشار جماعات مسلحة خارج الاتفاق.

وعلى مدار العامين الماضيين، نزح أكثر من 2.4 مليون شخص وقتل عشرات الآلاف. فيما كشف تقرير صادر عن الاتحاد الأفريقي في أكتوبر الفظائع التي يرتكبها كلا الجانبين، بما في ذلك عمليات القتل الجماعي والاغتصاب. الآن، مع وجود عدد متزايد من أكثر من 24 الجماعات المسلحة في البلاد فهناك احتمالية نشوب حرب أهلية.

تكتظ شوارع بوروندي بشكل شبه يومي بجثث قتلى في ظروف قتل تزال مجهولة حتى الآن، فمنذ أبريل الماضى قتل أكثر من 300 شخص، بعدما أعلن الرئيس بيير نكورونزيزا نيته الترشح للرئاسة لفترة ثالثة، رغم معارضة واسعة النطاق لترشحه.

اعيد انتخاب نكورونزيزا في يوليو، عقب محاولة انقلاب فاشلة، وهو ما اشعل المواجهة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة المسلحة. كما يثير تصاعد العنف المخاوف من عودة الصراع بعد عشر سنوات من السلام النسبي. 

قد قتل 300 الف شخصا على الأقل خلال الحرب الأهلية التي استمرت 12 بوروندي، التي انتهت في عام 2005 بعد الجهود الحثيثة لبناء السلام التي يقودها الرئيس السابق جوليوس نيريري في تنزانيا ونيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا.

لا تزال أفغانستان غارقة في الصراع بعد أكثر من 14 عاما منذ تدخل واشنطن للإطاحة بحركة طالبان وتدمير تنظيم القاعدة، وتشهد صراعا بين الحكومة الأفغانية المركزية المدعومة أمريكيا وبين تنظيم القاعدة المتحالف مع طالبان، وكلاهما مازال قويا رغم تلقيهم الضربات من تنظيم داعش الذي أصبح له مناطق نفوذ في أفغانستان أيضًا.

المعارك المشتعلة في عدة محافظات أحد الأسباب التي تجعل أفغانستان في المرتبة الثانية بعد سوريا باعتبارها المصدر الرئيسي للاجئين. لذلك أعلنت الولايات المتحدة أنها ستسمر في الحفاظ على قواتها عند 9 الاف و800 جندي في 2016.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل