المحتوى الرئيسى

علاء خالد.. خليل الأمكنة – حوار (2-2)

01/05 12:53

حاوره- أحمد الليثي ورنا الجميعي:

  يعرف علاء خالد جيدًا كيف يُوصف أحاسيسه، يحدد مفرداته، لا يتردد في تحليل مواقفه، كأنما خبر المشاعر كلها، واكتملت لديه الأجوبة، رغم ذلك يفاجئ علاء قارئيه دومًا، بأن ذلك نتف مما يمتلكه، عقل مازال يمتلأ بالمجهول، حكايات وتأملات في جعبة لم تمل من استقبال الجديد.

لماذا الإسكندرية بالذات دون غيرها، كتابه الجديد عن داوود عبد السيد، علاقته بوالده العصامي، والمرثية التي ألقاها بحق والدته، صاحبة التضحيات، سر اسم الرواية الوحيدة لديه حتى الآن، طقوسه وأحبائه، الثورة التي فاجأت الجميع، وموقف علاء منها..

"أنا مكنتش بتجوز لا شبه ولا اسم، أنا بتجوز واحد وقع في عرضي، يعني هو جه في جمل؟ واحد حسيت إن واجبي أقف جنبه، حطيته في مصاف مصطفي كامل ومحمد فريد وعبدالله النديم وعرابي، أنا اتجوزت حركة وطنية، جوازي من نجم كان قصيدة شعر" جزء من حوار الكاتبة صافي ناز كاظم بالعدد العاشر لمجلة أمكنة، عن الجامعة، أجراه معها علاء خالد، يوضح كيف يهتم بأدق التفاصيل، كيف يستخرج لآلئ من محدثه "في الحوار ده كنا في بيتها بندردش، نقوم ونقعد، حوار سلس يهتم بالتفاصيل، فتخرج الكلمات عفوية طازجة دون تكلف أو تزويق".  

الحوار الحقيقي عند علاء خالد مبني على النقاش الجاد، لا التسليم بالرأي، السير في اتجاهات وليس مسارا إجباريا، يتخذ من الجدل الصحي وتشغيل الأدمغة منهجا، يؤمن بزحزحة الأفكار واستشفافها من الآخر، التغيير يبدأ من حيث الاستعداد له؛ من نقد الذات، الأمر من وجهة نظره بحاجة إلى "خبرة روحية"، حالة صفاء يتفتح فيها الوجود فتصنع وعيا مغايرا.

جزء من رؤية صاحب مسار الأزرق الحزين  عن المكان كان بالتعامل مع رجل الشارع لرصد تحولاته، ففي لحظة ما من تسعينيات مصر، وجد أن الأدب جله القائم على المجلات، القصص، الروايات والشعر، حديثه متخيل، في ظل أدوات لا تؤدي دورها مثل الأدب والسينما "في فترات كتير هتضيع من عمر البلد لو محدش أرخ لها وكتب عنها"، يستشهد خالد بأن كبار مخرجي السينما لا يعتمدون منذ فترة على نصوص أدبية "عشان كدة بنشوف مسلسلات عن الصعيد –مثلا- مبتعبرش عنه.. وكأنه مجتمع مختلق مش من لحم ودم". لا يُلقي الأديب على الدولة بالعبء "الدولة مش هتفهم، دي مؤسسات مش رجل عاقل، الدولة ساذجة مفيش عقل يفكر لها".  

 بسبب تراكمات من الأعمال التي لا تقوم على رصد حقيقي عن المجتمع، وأدب لا يُقدم سوى صوته الداخلي، يرى علاء أن هذه المؤلفات رغم استمرارها فهي "ميتة، فقدت قوة الدفع بتاعتها"، لذا نبع من نفس الكاتب والشاعر أن يعود مجددًا إلى المجتمع، وهو ما يتجلى بأعداد "أمكنة".  

كان والد علاء مثقف، واسع المعرفة، عمل ممثلا لفترة ودرس الأدب الإنجليزي "بس مكنش بيقبل الاختلاف، زي ما يكون مية جوا صخر، رغم إنه جواه حاجة جميلة كنت دايما بصطدم بالصخر"، حاول علاء غير مرة أن يبدل من علاقته بوالده المبنية على عند شخصي لسلطة يفرضها الوالد من إلزام بعادات وتقاليد وصورة يريده عليها دون نقاش، وبينما كان الصدام مطروحا على دائرة حوارهما "وفضلت جوايا مشاعر مش لطيفة تجاهه لحد ما توفى"، حينها وجد خالد أن الأمر لا يعدو مجرد خلاف مع آخر يجب تجاوزه، وباتت "الكراهية" كلمة خارج قاموسه من يومها.

صار والده نموذجا يضعه أمامه في جميع العلاقات، مقررا التسامح وتقبل الآخر بكل نقائضه سبيلا، فسهُل عليه العيش دون مرارة، وأضحى يرى في الأمور أجملها "والدي كان شخصية ثرية، تجربة إنسانية خالصة.. كان يتيم واتربى عند خاله، بس بنى نفسه كويس ودرس برة، رحلة عصامية حقيقية، عشان كدة فهمت إنه مش قادر يفرط في حاجة حتى ثوابته وأفكاره مكنش بيسمح فيها بالاختلاف.. وكان ضروري اتقبله زي ما هو وأحبه كدة، وقلت أنا اللي عايش وهو مشي لازم يفضل معايا منه الجوانب المنورة وبس".   

لأن علاء خالد يبحث دوما عن حقيقة ويسعى إليها بدأب، كان يفتش عن الأصوات الجديدة، لذا صار للشباب مضمونا في تجاربه وليس مجرد شعارا يطلقه مثقف دون صدى، يشاركونه أحلامه ويدعم خطواتهم، من خلال حوارات عديدة نُشرت معهم بالعدد الأخير من مجلة "أمكنة"، المسمى بـ"مسارات الثورة 1"، كذلك بمشروع ثقافي معني بالأساس بالإسكندرية باسم " مسارات في المدينة"، "مهتم اتواصل مع كل الناس.. ودايما كل جيل جديد عنده اللي يقدمه من خبرات حياتية وتجارب شخصية أكيد فيها ثراء".  

ومع الثورة باتت هناك ظاهرة تسترعي انتباهه بأن الجيل القادم صنع حدثا "كان لازم المجتمع كله يبص للشباب ده".. يُفصل خالد الفروق الجوهرية بين زمنه وما جرى في يناير، موضحا أن الثورة قديما كانت فكرة شخصية ودوما ما تنطلي على أفكار "مؤدلجة" ذات اتجاهات سياسية محضة، فيما كانت يناير "طفرة" وقتما صارت مؤشرا ينطلق خلفه العامة ويقود لأهداف تنفع الجمع ولا تقتصر على فئة بعينها.

علاقة علاء خالد بالشباب مستمرة قبل وبعد الثورة؛ قبل يناير كان يداوم على الحضور داخل مدرسة نماء –أكاديمية صيفية للشباب- أسستها الدكتورة هبة رؤوف عزت، يطوفون القاهرة في جولات تثقيفية، يتجاذبون أطراف الحديث، أربعة فتيات التقاهن خالد عبر الأكاديمية، وبعد أشهر قليلة من الثورة اجتمع معهن مرة ثانية، وهو الحوار الذي نُشر في عدد أمكنة الأخير.

يرى خالد أن المرأة هي الأكثر حساسية لاستقبال التغيير، لذا يقول إن يناير كان نقلة نوعية في حياة البنت المصرية "تحررت من قيود الجسد ونظرة المجتمع اللي مصنفها، حتى أفكارها عن أهلها وطريقة التعامل اختلفت وخدت زوايا تانية"، يدلل على ذلك بصورة الأنثى في مناطق عصية على التحول، كأقاصي الصعيد وبعض القرى حين قدن التظاهرات كتفا بكتف مع الرجال "الثورة كسرت فكرة القبلية والانغلاق والعيلة وحساباتها.. الأهداف الإنسانية ارتقت فوق كل ده".

لم تكن الثورة بالنسبة لخالد مجرد أيام انتشى بها قلبه، وطاف خلالها شوارع الإسكندرية والقاهرة فرحا، طواقا للأمل البادي في الأفق، وإنما سخر بعضها للكتابة، صار يدون تفاصيلها الصغيرة، قرر ألا يكتبها إلا بعد فترة حتى تختمر جيدا ولا تخرج على غير هدى، يقول إن عمله القادم سيكون عن يناير ويومياتها، عن سيره في الشوارع ليجد الثورة روحا تتلبس البشر، عن ذلك الرجل البسيط، رث الثياب الذي وقف في أحد شوارع الإبراهيمية وراح يصرخ في المارة "محدش يكلمني.. ده الشارع بتاعي"، يحكي خالد عن انبهاره بغول الثورة الذي منح هذا الشخص القوة حين شعر بتغيير حقيقي يجري على الأرض، وكذلك لا ينسى مشهدا آخر له دلالته وقتما صعد أربعة صبية للترام حاملين بأيديهم أكياس نايلون يستنشقون من خلالها "الكولة" دون تركيز مع الركاب، في تعبير آخر عن الحرية حتى وإن صدمت المجتمع، ولكنها رمز لواقع يتبدل وعدم خوف من السلطة في كل أشكالها "نظام سياسي أو شرطة أو حتى نظرة مجتمع يفرض عليك توجهاته".   

رغم التضحيات الكبيرة وشذرات التحول للأفضل، غير أن صاحب أمكنة رأى من خلال بعض النماذج دليل على  "ثورة غير مكتملة"، فما جرى يعتبر تغييرا مبدئيا ومخاضًا لم يكتمل بعد "المعركة محتاجة نفس طويل.. وأي حد بيفكر في ثورة تانية لازم يرجع للشعب، اللي هيطلّع الناس من الحسبة هيشتغل لوحده ومش هيغير شئ.. لازم الناس تؤمن بيك ومتهمشهاش ولا تتعالى عليها".

"أشياء البيت الثمينة/عادةً ما تأخذ دورتها في الاختفاء والظهور/لأيامٍ، لشهورٍ، لسنوات/ أما أشياؤكِ فما زالت طافية/ ما عليَّ سوى أن أنبش بأظافري/ في القشرة القريبة من الذكريات/ سجادة الصلاة، راديو الصباح، نظارة القراءة/ أشياؤكِ /التي لا تنتهي".. من ديوان "تصبحين على خير".

عام 2007 صدر لعلاء ديوان "تصبحين على خير"، أربعة دواوين شعرية سابقة لهذا، ثم جاءت وفاة الأم ورثاءها بقلم رقيق حزين، يتحدث عنها بشغف بالغ، سنده الدائم، وملهمته، يقول الشاعر إن الوالدة هي الشخصية التي قامت بالتضحية في حياته "كل عيلة أو مجتمع بيقوم فيها شخص بتضحية ما، بيقف في وش الريح ويواجهها، بيغير بيها مسار قائم ومن بعده بتتحول حياة الناس حواليه، وكأنه قائد لثورة.. والدتي كانت صاحبة هذا الدور".

دوما ما تنطوي أعمال خالد على مساحات شخصية، يفضفض من خلالها عن دواخله، يتعامل محبو خالد مع روايته الوحيدة "ألم خفيف كريشة طائر" كجزء من سيرته الشخصية، وهو ما يقره جزئيا، لكن الخيال هو الإضافات لأساس العمل الأدبي "بتبقى خلاص ماسك عضم الرواية" وتُكمل بهوامش متخيلة.

قبل وفاة الوالدة بدأ علاء في كتابة الرواية، أصبح روتين حياته حولها، يستيقظ مبكرًا يكتب ثم يذهب لعمله، ويعود ثانية إلى الرواية، كان العمل الأدبي ذلك الوقت مازال في بدايته، تصورات أولية، لكنه امتلك بوصلة خفية أنبأته أنه لن يُكمل كتابة الرواية سوى بعد وفاتها.

آمن صاحب "طرف غائب يبعث فينا الأمل" أن المكان المفقود لوالدته في ذاكرته والمكان، سيكون القطعة الناقصة في عمله، ثمة مكان داخل نفسه قام بـترشيح المأساة الخاصة به، وتحويلها لتجربة، هذه التجربة كانت الرواية.

لم تستقر الحكاية في نفس صاحب خطوط الضعف، سوى بعد أعوام من التضحية –رحيل الأم، يتصور علاء أنه كان لزامًا عليه أن يعيش تجربة أساسية، حتى يصل لكتابة رواية مكتملة، يقول: "الوفاة هنا هي الجزء الأساسي للراوي، اللي حكى حكايته وحس بالشفاء"، لربما كانت وفاة الأم يقضى عليه، لكنه فتح مساحات جديدة من الكتابة لأجل الرواية "حسيت إني استحق أكتب عنهم بالصراحة دي".  

"الحكاية علامة شفاء الراوي".. أشبه بتعويذة سحرية خطّها علاء في روايته، التي يسرد فيها قصة الجد الذي جاء إلى الإسكندرية، وصار له جذور بالمدينة، يعتبر الكاتب أن الرواية هي حكاية، وهي جزء من "حكايتي الشخصية"، الحكاية بالنسبة لعلاء صاحبة التضاريس، التصورات الحياتية التي تختلف بمرور الزمن "الحكاية ليها عتبات، فيها تحولات، وفيها هزيمة وانتصار واستسلام"، الحكاية بشكل موجز هي التي تمتلك صدام وانفراج، كما أن اكتشاف الآخر جزء منها.

بجانب مجلة أمكنة هُناك "كتاب الأمكنة"، في الفترات التي لم يتمكن علاء من نشر المجلة، خرج الكتاب، بداية من "طرف غائب يُمكن أن يبعث فينا الأمل"، عن المدينة التي قضت على الأسطورة بمفهومها الإنساني، وخلقت بديل عنها أساطير حديثة منها الوحدة والعزلة، العمل الثاني كان "بيروت شي محل"، كتبه يوسف رخا، ينتقل فيها بين بيروت، صيدا ومدن لبنانية أخرى.

ما بين ندرة الأفكار العميقة وكثرة الخواطر أيضًا، ظل علاء في حيرة امتدت لعام، حول العدد التالي للمجلة، وبعد العدد الحادي عشر "مسارات الثورة1"، لم يجد الكاتب أفكار "بالعمق اللي اشتغل عليها"، مما جعله يلجأ لكتاب الأمكنة مجددًا، يعتبر الشاعر أن كتاب أمكنة هو عمل بجانب المجلة، تستغرق وقتًا أقل وفكرتها دون محاور عديدة.

 يعتمد العدد الجديد من كتاب الأمكنة على الحوارات، داود عبد السيد سيكون هو العمل القادم، حاوره علاء منذ عام 1994، يجتمع في العدد القادم الثلاثي؛ عبد السيد، راجح داود وأنسي أبو سيف-المؤلف الموسيقى ومهندس الديكور مع المخرج- في حوارات تحلل أعمالهم سويًا.

إسكندرية هي المدينة التي يحكي عنها علاء دومًا، مكانه الأبدي العالق بين أحرف كلماته، يقبع دومًا حتى وإن لم يخطها بقلمه، تظل روح الملح هُناك تحوم حول الأسطر، هي مكان المعيشة بالنسبة لعلاء، لذا كان طبيعيًا ذكره لها، لم يعتبرها الشاعر يومًا مجرد مكان كوزموبوليتاني-أي متعدد الجنسيات، لا يبالي بفكرة العاصمة والمركز، يرى أن التقسيم الثقافي للمدن يأتي بوضعها في شكل تراتبي "الأفضل والأدنى"، بينما يتعامل هو مع الأمر بمنطق "التقبل، التصالح مع المدينة".

يعتبر خالد أن القاهرة بالنسبة للكتابة الأدبية لن تظل المركز، كما يشير علاء، كذلك لن تقنع المدن الأخرى بمجرد هامش، تتحرّك القاهرة الآن بعيدًا عن المركز، حتى وإن لم يلمسها الكثير، حيث يوضح الكاتب أن القاهرة في الثمانينيات والتسعينيات هي المركز الأساسي، والباقي دونها "دلوقتي كل المدن بمبدعيها موجودة على صفحات الانترنت وفي الصحف".

ومع ذكر الإسكندرية قدم ذكر داود عبد السيد، لأنها المدينة التي تقع فيها معظم أفلامه، هُنا يقول علاء إنها المكان الحر لأبطال عبد السيد "دايمًا بطله عاوز عالم جديد"، حتى في فيلم "الكيت كات" ظهرت تلك الرغبة بالبحث عن دنيا جديدة، إسكندرية للمخرج السينمائي هي العالم الآخر-الجديد، كما يرى علاء، وربما تحوّلت المدينة البحرية بالنسبة لعبد السيد لفكرة رمزية "رمز للتحرر" لبعده عنها.

يحب علاء من الكُتاب الكثير؛ إبراهيم أصلان، مجاهد الطيب، عادل عصمت، محمد المخزنجي، بول اوستر، ياسر عبد اللطيف، هيثم الورداني، ترجمات أحمد الشافعي، توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، بحر من الأسماء لا ينضب ذكر منهم هؤلاء، غير أن الكاتبين الذي اعتاد العودة إليهما دومًا، كانا توفيق الحكيم وهنري ميلر، فالروائي الأمريكي هو أول من اصطدم بالشارع، كما يقول خالد، حيث التحم الشارع بكتاباته أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها.  

يقول علاء في كتابه "وجوه سكندرية"، الذي حكى فيه من خلال 38 مقال عن روح المدينة البحرية في الثمانينيات والتسعينيات.. "أودع اسكندرية التي أعرفها"، غير أن علاء اكتشف مع مرور الزمن أن المكان الخيالي للمدينة سيظل موجودًا "حتى لما تودعه هيفضل معاك"، إسكندرية لديه ليست مجرد منشأ، ولا مكان للصُحبة والأهل، وإنما خاطر لا يفارقه، رفيق ملازم له، بينهما حبل سري غير مرئي "إسكندرية جوايا.. صحيح بقت أكثر قسوة وبزهق منها ساعات، لكن تفضل محبوبة وغالية"، ورغم قسوة مدينة الملح الآن إلا أنها ستبقى بداخله، ووسط تلك القسوة ثمّة شباب مازالوا يرون الإسكندرية كحلم جميل، حنين دائم يأخذهم إلى المدينة في الماضي "كأن المدينة بتتخرب على مستوى الواقع، وتستعاد على مستوى الخيال".

رغم المعارك الخاسرة التي يخوضها هؤلاء الشباب، كما يرى علاء، حيث يُدافعون عن تاريخ مدينة يتهدم أمام أعينهم طيلة الوقت "دفاعهم عن المباني اللي هتقع"، ورغم ذلك تظل طبقات المدينة البحرية أكثر مما تظهر للعيان "المدينة حتى لو اتحطمت، الفكرة المتخيلة دايمًا بتعيش".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل