المحتوى الرئيسى

تعرف على نحّات الأرض البارع.. التجوية والتآكل!

01/05 09:55

يقوم التآكل والتجوية بعمل النحَّات البارع على نحوٍ بطيء بالنسبة لصخور الكرة الأرضية فينحتها ويصقلها ويلمعها ويجعل منها قطعًا فنية تتطور باستمرار، وتجرف المخلفات إلى البحار.

وتعد التجوية المطرقة الميكانيكية والكيميائية التي تكسِّر الصخور وتنحتها، في حين يزيح التآكل الحطام بعيدًا، فعلى الرغم من أنهما عمليتان تقوم كل منهما بذاتها – فإنهما لا يغنيان عن بعضهما البعض.

وهما يشكلان عجائب الطبيعة؛ بدءًا من تحطم صخور ضخمة فوق أعالي الجبال؛ إلى تشكيل أقواس من الحجر الرملي في الصحراء الجافة؛ إلى تكوين أجراف مصقولة تصمد أمام البحار الجامحة.

تعد المياه أبرع أدوات الطبيعة، ولنأخذ الأمطار في يوم شديد البرودة لدرجة التجمد على سبيل المثال؛ حيث نجد المياه تتجمع في شقوق وصدوع الصخور، وعند المساء تنخفض درجة الحرارة فتتمدد المياه، ومن ثم تتحول إلى جليد في الشقوق كما لو كانت قد تشكلت باستخدام مطرقة وإسفين (حديدة غليظة على شكل وتد يُستعمل لشق الخشب).

ويعد تقلب درجة الحرارة المستمر جديرًا بتليين الصخر، ومن ثمَّ تفتيته على المدى البعيد، فالصخر يتمدد عندما ترتفع الحرارة وينكمش عندما تنخفض، وتكرار مثل هذه التقلبات يفتت الحجر ويحوله إلى رمال في الصحراء القاحلة، تمامًا كما يتفتت الطين عندما تتناوب عليه موجات من الرطوبة يعقبها الجفاف.

وتحمل الرياح شظايا الرمال وتجرفها، ومن ثمَّ تعصف بجوانب الصخور المجاورة فتصقلها وتصير ناعمة الملمس، وتنكسر حركة الأمواج عند الأجراف على شاطئ البحر، وتجرف بقايا الشظايا إلى الرمال الناعمة.

ويُحدث النبات والحيوان خسائر كبيرة في المعادن الصُّلبة بالكرة الأرضية؛ فيشق نبات الأُشنة اللازهري والطحالب طريقهما في شقوق وصدوع الصخور وتستقر، وبنمو هذه النباتات والطحالب تتسع مساحة الصدع أو الشق إلى أن تنهار الصخرة وتتفتت إلى قطع وشظايا، وثمة مخلوقات في الشقوق تسحق الصخور وتفتتها أيضًا؛ وهذه الكائنات تجري وتركض عبر السطح وتختبئ تحت الأرض، وتفرز كل من النباتات والحيوانات أحماضًا تختلط بمياه الأمطار فيتكون مُركب يعمل على تآكل الصخور.

تختلط مياه الأمطار أيضًا بمواد كيميائية تتساقط من السماء فتتكون خلطة حَمضية تذيب الصخر.. وعلى سبيل المثال، تذيب الأمطار الحَمضية الأحجار الجيرية فتتكون (كارست) وهي منطقة مليئة بالشقوق أسفل الجداول المائية والكهوف، ومثال ذلك: السينوتي في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك.

ويتراكم الجليد والثلج فوق الجبال، وهو ما يوفر نسخة احتياطية من الأنهار الجليدية التي تؤثر على الصخور التي تحملها ومن ثم تنحدر إلى الأسفل بفعل قوى الجاذبية بمرور الوقت، وبتراكم الثلج تنحت الصخور طريقًا كما لو كان النهر الجليدي قد هبط من فوق الجبل .. وعندما يبدأ النهر في الذوبان يتخلف عنه ما كان يحتويه من التربة والصخر فيذهب إلى البحر، وفي كل عام يتخلف عن الأنهار الجليدية ملايين الأطنان من الرواسب التي تستقر في المحيطات.

أخيرًا، فبدون قوى التآكل للمياه والرياح والجليد سيتراكم حطام الصخور في المكان الذي يتشكل فيه، ولن نرى المنحوتات التي تشكلت من جراء التجوية .. فعلى الرغم من أن التآكل عملية طبيعية فإن ممارسات مسيئة كإزالة الغابات (القطع الجائر للأشجار) والرعي الجائر – قد تستدعي التآكل وتعجل به فيمحو الأراضي الصالحة للزراعة في طريقه.

هذا المحتوى مقدم رسميًا من

“جراند كانيون” أكبر تضاريس الأرض عمرًا وأكثرها اتساعًا!

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل