المحتوى الرئيسى

رغم الأزمات .. 2015 تثبت : عقل المصريين بخير

01/04 19:57

مواجهة التطرف شعار المرحلة .. ومصر تفوز بعضوية لجان اليونسكو

الصين ومصر تتبادلان الثقافة .. وبنك المعرفة إنجاز جديد

حاكم الشارقة يدشن أضخم دار وثائق .. واتحادات للغة والتاريخ

الجمهور يفوق التوقعات بإيرادات الكتاب والمسرح والسينما

“المليون قاريء” لم تفعل على الأرض .. وقصور الثقافة “خاوية”

الثقافة لم تطرح رؤية واضحة للإعلام والتعليم والدعوة

اتحاد الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة .. أزمة الرؤية مستمرة

البحيري وزيدان وعيسى أبطال الأزمات .. والعقيدة خط أحمر

الوسط الثقافي يخشى استهداف “المتشددين” للإبداع

ثلاث وزراء وحقيبة واحدة صنعوا مشهد الثقافة المصرية 2015، والتي حاصرتها تحديات جسيمة بدءً بتمثيل وجه مصر في مرحلة فاصلة ونشر الفكر المتسامح في ظل شيوع ظواهر العنف والتطرف بالمنطقة، ومرورا بتوفير الخدمة الثقافية لمجتمع يعاني الأمية والجهل وغياب جودة التعليم، وانتهاء بمهمة تحفيز عادات القراءة وتذوق الفنون والمشاركة الفعالة في قضايا الوطن ..

لقد بدأ العام مع د. جابر عصفور والذي آلت الحقيبة منه لخلفه د. عبدالواحد النبوي ومن ثم الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وكل منهم كانت له إنجازاته وإخفاقاته ولا شك.. لكن يبقى التفاعل الجماهيري هو الفيصل بين المهرجانات الكرنفالية الرسمية التي ترفع لافتات وشعارات ، وتلك الأنشطة الحقيقية التي تتفاعل مع الرأي العام وتحترم عقله واحتياجاته ولا تلقنه كطالب صغير بمدرسة .

شهد العام إطلاق مؤسسة الرئاسة مشروع “بنك المعرفة” لإتاحة المحتوى العلمي والإنساني على شبكة الإنترنت للمصريين ، ويعد فرصة لتفادي أزمات التعليم والبحث العلمي وجاء بالشراكة مع عدة مؤسسات عالمية .

ودوليا، استطاعت مصر اقتناص عضوية 4 لجان تابع لمنظمة اليونسكو، وهى اللجنة الحكومية “المعلومات للجميع”، لجنة إدارة التحولات الاجتماعية، ولجنة استعادة الممتلكات الثقافية، واللجنة التنفيذية للحملة الدولية لإنشاء متحف النوبة في أسوان والمتحف القومي للحضارة المصرية. وجاء ذلك بعد تصويت الأعضاء بالدورة الـ38 للمؤتمر العام للمنظمة الدولية، والمثير أن قطر قد ساهمت بالتصويت لمصر برغم الخلافات المعروفة بين البلدين .

وقد دشنت القاهرة حفنة من التبادلات الثقافية مع مختلف دول العالم خلال 2015، ومنها إعلان القاهرة مع السعودية، والاستعداد لعام الثقافة المصري الصيني 2016.

كما أبرمت وزارة الثقافة اتفاقا مع وزارة الأوقاف لـ7 مشروعات مشتركة لمواجهة الأفكار المتطرفة ونشر الثقافة والتنوير ، وسعت الثقافة بدأب لإحياء أنشطة بشرم الشيخ لتحدي موجة العنف التي تشهدها من قبل الجماعات المتطرفة .

محليا.. انطلقت مبادرات ثقافية لسد الفجوة التي وقعت فيه مؤسسات الثقافة الرسمية حين غابت عن الجمهور واحتياجاته الحقيقية، وكان منها حملات “ثقافة للحياة” والتي اجتهدت هذا العام لنشر مهارات القراءة وقيم التطوع، وحملات التبرع بالكتب بالمناطق الشعبية وتبادلها ومنها منطقة تحت الربع.

صحيح أن الدولة أطلقت مشروع المليون قاريء لنشر القراءة بالمحافظات وهو ضمن مشروع “صيف ولادنا” وبالفعل تم تسليم حقائب كتب لبيوت بالمحافظات وخفض أسعار الكتاب ، ولكن كل ذلك لم يعد كافيا كمبادرة لتحفيز شعب أنهكه الإعلام والتعليم ، وجعله محبا للقراءة والتعلم ، ونظرة على مبادرات الدول المتقدمة تكفي لنعرف الفرق .

إلى جانب ذلك برزت مبادرات ساقية الصاوي التي تسمى “وزارة الثقافة الشعبية” لجذب الشباب للغة العربية وتذوقها والفنون بأشكالها ، حيث دشنت مهرجانات للمسرح والقراءة والشعر ونحوها، وكلها لاقت إقبالا كبيرا .

ساقية الصاوي .. حضور مستمر

وبخصوص سوق الكتاب فقد شهد انتعاشا ملحوظا، وتسابق على قوائم الأعلى مبيعا والتي يتتبعها جيل الشباب من القراء، وإن ظلت الرواية هي أبرز ما يتم قراءته، وهو حال العالم على أية حال .

أخيرا، برز هذا العام عودة  دار “ميريت” للنشر بمقر جديد بوسط العاصمة كخبر أسعد المثقفين، ولكن القصة انتهت بدراما حزينة بعد هجوم أمني على المقر المعروف بتاريخه الثوري وعدد من مقار المؤسسات الثقافية بوسط القاهرة، لم يصدر ما يبرره حتى اللحظة.

وزارة الثقافة .. تحديات حاضرة

بخصوص هيئة الكتاب المصرية؛ فقد صرح د. أحمد مجاهد رئيسها السابق خلال العام أنها لأول مرة قد حققت إيرادات تصل لـ35 مليون جنيه برغم كونها مؤسسة لا تهدف للربح. وبالفعل فقد استطاعت الهيئة إثراء القاريء المصري طيلة العام بكتب ذات قيمة ثقافية حقيقية واتجهت لتقديم المنتج المعرفي المطلوب جماهيريا بعيدا عن اللغة الأكاديمية المتخصصة، وتعاقدت مع كبار الأقلام وورثة المبدعين .

وقد استحدثت الهيئة سلسلة جديدة تحمل اسم “تراث الهيئة” برئاسة الصحفي إيهاب الملاح، واستمرت نجاحات مكتبة الأسرة وسلسلة الجوائز التي تقدم روائع الأدب العالمي المعاصر بأزهد الأسعار لعشاق القراءة .

معرض القاهرة للكتاب .. زخم الكتاب وفقر الأنشطة

وقد شهد العام كالعادة انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ46 والتي تكرست بها الأنشطة الثقافية بشكل تقليدي، وحظى بإقبال بالغ من الجماهير على الكتاب بكل أشكاله . وعادة لا يشهد المعرض أية مصادرات للكتب، ولكن هذا العام شهد تضييقا على الناشر إبراهيم المعلم صاحب دار “الشروق” لحجب أعمال الدكتور يوسف القرضاوي والقيادي الإخواني الراحل سيد قطب والكاتب محمد عمارة وغيرها من كتابات تيار الإخوان المسلمين.

كما شهد العام انطلاق معرض فيصل للكتاب وتبعه معارض كتاب بمعظم محافظات مصر، شهدت إقبالا محدودا في معظمها لغياب النشاط الثقافي المتجدد ، وبرزت مبادرة “صيف ولادنا” والتي تبناها وزير الثقافة السابق د. عبدالواحد النبوي لنشر القراءة بالمحافظات ، كما انطلق مهرجان طنطا الدولي للشعر في سابقة هي الأولى من نوعها .

أما هيئة قصور الثقافة فقد حققت طفرة من خلال مشروع “المائة كتاب” والعديد من المشاريع لإعادة طبع روائع الأدب العالمي والتي تحظى برواج كبير كما استحدثت منافذ بيع بسور الأزبكية وغيره. لكن أنشطة القصور التي يفوق عددها 520 قصرا لم تشهد صحوة من الجمود الذي يحيط بها ، وقد شهد العام إقالة رئيسها د. سيد خطاب، وتولي الكاتب محمد عبدالحافظ خلفا له ومن ثم تولي د. محمد أبوالفضل رئاستها .

جهاز التنسيق الحضاري والذي كان يشغل رئاسته المفكر سمير مرقص قبل أن يتولى منصب مستشار وزير الثقافة فيظل نقطة جدل كبيرة في فاعليته الحقيقية وسط كم التشوه الجمالي والعمراني والآثاري الذي تشهده البلاد.

مكتبة الإسكندرية برئاسة د. إسماعيل سراج الدين، ظلت رغم كل الشبهات المثارة بمالياتها، متوهجة بقدر كبير من المشروعات المعرفية في مجال ذاكرة مصر المعاصرة وإعادة نشر التراث العربي والإسلامي ، وكثير من المؤتمرات الدولية التي تخاطب مستجدات العصر ، وكالعادة تميزت النشاطات بجودة عالية من حيث المضامين والمشاركين، وشهد العام كالعادة معرضا عربيا للكتاب .

وقد شكا المثقفون طيلة العام تقريبا من الأداء المتردي للإعلام المصري والمناهج الدراسية وبعض المنابر الدعوية  ، وهي مشكلة لم تتمكن وزارة الثقافة من إحداث رؤية لتغييرها على غرار ما جرى بزمن ثروت عكاشة إبان عهد الرئيس جمال عبدالناصر ، حين استطاعت الثقافة الدفع نحوالمعرفة الهادفة والفن الرفيع.

المجلس الأعلى .. ارتباك الرأس

وبخصوص المجلس الأعلى للثقافة فقد شهد بدوره تغييرات على مستوى الإدارة وليس النشاط، فقد بدأ مع د. محمد عفيفي والذي كان أداؤه يلاقي استحسانا من الوسط الثقافي ومن ثم جاء د. محمد أبوالفضل بدران في تغيير مفاجيء ولم يكمل سوى عدة أشهر لتحل محله د. أمل الصبان. وظلت أنشطة المجلس طيلة العام تقليدية لا تغيير ملموس فيها، سواء بالمضامين أو المشاركين، وغاب الجمهور عن معظمها ، كما غاب عن أنشطة مؤسسات الثقافة الرسمية عموما .

جوائز الدولة المصرية .. إصرار على التكريس

ورغم الحديث عن التغيير الثوري بلائحة المجلس، ولائحة جوائز الدولة ودور المجلس برسم السياسات الثقافية ودوره الإرشادي في القرارات التي تتخذها الحكومة، لكننا لم نجد جديدا ملموسا في كل تلك الملفات خلال العام .

وربما تعد عودة مهرجان القاهرة للرواية العربية في دورته السادسة مفاجاة طيبة للمبدعين العرب ، وقد حفل بوجوه روائية بارزة تلقفها المثقفون بترحاب كبير .

وكالعادة خرجت جوائز الدولة هذا العام لتؤكد تكريس الآليات المعتادة لاختيار المرشحين والتصويت عليهم، وبالتالي الانحسار بدائرة ضيقة من البدائل كل عام للتكريم في شتى المجالات، بل إن المجلس فشل حتى الآن في تدشين لجنة متخصصة لكل فرع. وكالعادة برزت شكاوى من عدم تجديد الدماء بأعضاء المجلس بطريقة فاعلة تجعله برلمانا حقيقيا للمثقفين ومعبرا عن تنوعهم وأجيالهم .

ظلت دار الكتب المصرية بنشاط ثقافي محدود للغاية يقتصر على المناسبات ولا يناسب طبيعتها العريقة ، وإن ظل العمل بها جاريا على قدم وساق بمشروعات ذاكرة مصر ورقمنة الوثائق وهو ما أعلن عن مشروعات كبرى بشأنه .

العاصمة الصينية تشهد الكتاب المصري ..

وبخصوص المركز القومي للترجمة فقد استطاع إنجاز عشرات الأعمال الجديدة ضمن المعارف التأسيسية والمعاصرة ، وهي تحظى بإقبال كبير خاصة من قبل الباحثين والمتخصصين وإن حظت بعض العناوين بإقبال جماهيري لافت، واستحدث المركز حفلات توقيع لعدد من أعماله، وإن ظل نشاطه محدودا بهذا الشأن، وعلى أية حال فقد صدر القرار بعودة رئيسه د. أنور مغيث مجددا وكلف بالتفكير بحل لأزمة الكتب المكدسة .

ومازلنا مع الكتاب المصري والذي حقق طفرة بالوصول للصين عبر مكتب خاص أقامه اتحاد الناشرين المصريين برئاسة رئيسه الجديد الناشر عادل المصري . وأعلن الاتحاد عن إطلاق النسخة العربية لموقع ” تلك الكتب” الرقمية، ينتشر في ١٢٧ دولة، ويسوق الكتب بأربع لغات

ازداد في هذا العام إقبال الجمهور المصري على المسرح، واستحدث المركز القومي مشروعا يدعم التذكرة ويجعلها سنوية للمواطن المصري، وقدمت مهرجانات المسرح عشرات النصوص الجيدة والتي جسدتها فرق موهوبة شابة وبعضهم طار للخارج لإعادة تقديم الأعمال للجمهور العربي . وقد توج العام بافتتاح المسرح القومي بعد ترميمه وشهد أضخم حضور جماهيري للمسرح في “ليلة من ألف ليلة”.

مسرحية ألف ليلة .. وموسم مسرحي ناجح

وفي مجال السينما التسجيلية أيضا تقدم المجتمع المدني عبر مراكزه الثقافية إلى جانب جهاز السينما بمبادرات ومهرجانات للأفلام القصيرة حظت بإقبال كبير من الشباب ، وجاءت الأفلام من كافة بلدان العالم لتعكس أوضاع الإنسان المعاصر .

وقدمت دار الأوبرا المصرية عشرات الحفلات الكبرى الموسيقية والراقصة لكبار المطربين والعازفين وجميعها حظى أيضا بالإقبال الجماهيري، وأقيم مهرجان القلعة للموسيقى الروحية والإنشاد الصوفي وحضرته فرق من بلدان العالم، وكان للفنان انتصار عبدالفتاح دور بارز في إحياء عشرات الحفلات ضمن مشروعه لتقديم صورة مصر الحضارية من خلال التراث الشعبي.

وفي العام الذي راجت فيه أفلام السبكي والتي تعتمد على تيمات الجسد والعنف وتطلق ثقافة بذيئة باسم تعرية الواقع، فقد دأبت وزارة الثقافة على مشروع استعادة أصول السينما من شركة مصر للصوت والضوء ونقلها للمجلس الأعلى للثقافة لاستغلال هذه الأصول في استوديوهات وسينمات بصورة اقتصادية وأُعلن أنه سيكون هناك تراخيص لتصوير الأفلام العربية والأجنبية بمصر مع وضع سياسة ثابتة للنهوض بالسينما المصرية. وقد رعت الوزارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وقدم أعمالا طويلة لافتة هذا العام .

وتعد مدينة الأقصرالتي تحوي وحدها ثلث آثار العالم ويؤمها السائحون من شتى الجنسيات هي عروس العام فقد شهد 2015 افتتاح بيت الشعر العربي بالأقصر ، وفوز مركز ثقافة بهاء طاهر بالمحافظة ذاتها بجائزة تقديرا لدوره الكبير أدبيا ومعرفيا، كما أعلنت عاصمة للثقافة العربية لعام 2016

مكرمات القاسمي .. عاشق مصر

تعد المنح الثقافية التي أهداها حاكم الشارقة د. سلطان القاسمي من السمات الرئيسية لحصاد ثقافة القاهرة 2015؛ وقد تقلد بجامعة القاهرة درجة الدكتوراة الفخرية هذا العام وعبر عن امتنانه للسنوات التي قضاها يتعلم في مصر في فترة الشباب ، كما ركز على مشاركته للقيادة الحالية في رؤيتها لمواجهة المتغيرات الخطيرة بالمنطقة .

سلطان القاسمي يساهم بإنعاش التراث المصري

وتعد دار الوثائق المصرية الجديدة من أهم المشروعات التي انطلقت برعاية مصرية إماراتية، فقد تكلفت 100 مليون جنيه، وهي جهد تبناه وزير الثقافة المصري الأسبق د. محمد صابر عرب بمشاركة حاكم الشارقة ، واستطاعت الدار إنقاذ آلاف الوثائق المصرية بالمبنى القديم من التلف وهي تؤرخ لحقب مصرية هامة .

وشهدت زيارة حاكم الشارة افتتاح المقر الجديد لاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية واتحاد المؤرخين العرب واتحاد الآثاريين العرب والمجمع المصري الذي ساهم بإنقاذ ذخائره بعد أن تعرضت للحريق إبان احداث مجلس الوزراء .

شهد 2015 موجات جدل عنيفة نتجت عن تصريحات لمثقفين اعتبرت مستفزة للشعور الديني للمصريين أو منافية للعقيدة، وتصدرتها موجة تصريحات الباحث إسلام البحيري عبر برنامجه المذاع على فضائية “القاهرة والناس” والذي بسببه يواجه حاليا عقوبة الحبس لمدة عام، وهي عقوبة يرفضها مجمل المثقفين باعتبار أن الفكر لا يرده سوى الفكر وليس الحبس ؛ وكان البحيري قد تطاول ببرنامجه على عدد من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة واتهمهم بالتزوير والتدليس، وسار على الدرب نفسه عدد من الإعلاميين المصريين وأشهرهم إبراهيم عيسى .

كما شهد العام ضغوطا متزايدة من قبل عدد من الكتاب المصريين المؤيدين لحملة “نزع الحجاب” عن شعر المرأة المسلمة، باعتباره سمة للجهل وغياب التحضر، وذلك على الرغم من المستقر من إجماع الفقهاء والنصوص الواردة بفرضيته ، وليست تلك هي المشكلة، ولكن كما أكد مثقفون لـ”محيط” أن حالة ازدراء غير المحجبة بالوسط الثقافي إنما تعبر عن غياب تلك الروح الليبرالية التي طالما نادت بها طبقة النخبة، حين ذكرونا بأن كل منا حر في معتقده ومظهره طالما لم يؤذ الآخرين، ودفاعهم حتى عن الخارجين عن الآداب العامة بحجة التحرر واحترام الآخر، ومع ذلك غضبهم من مجرد غطاء للرأس واتهام صاحباته بالجهل!!

اسلام البحيري يواجه عقوبة السجن بسبب آرائه الصدامية ..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل