المحتوى الرئيسى

تحذير عربي ودولي من تزايد الحقن الطائفي

01/04 02:19

حذر رجال دين وزعماء دول، عربية وأجنبية، من أن إعدام السلطات السعودية لرجل الدين نمر النمر سيؤدي إلى زيادة الحقن الطائفي في المنطقة، فيما خرجت تظاهرات في مناطق في العراق وباكستان احتجاجا على هذا الأمر.

وقال المرجع الديني في العراق آية الله علي السيستاني، في رسالة وجهها إلى سكان القطيف بالمنطقة الشرقية في السعودية، «تلقينا ببالغ الأسى والأسف نبأ استشهاد جمع من إخواننا المؤمنين في المنطقة، الذين أريقت دماؤهم الزكية ظلماً وعدواناً، ومنهم العالم المرحوم الشيخ نمر النمر طاب ثراه». وأضاف «إننا إذ ندين ونستنكر ذلك، نعزيكم ونواسيكم، ولا سيما العائلات المفجوعة بأبنائها في هذا المصاب الجلل».

وحذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في بيان، من تداعيات هذه الخطوة على «الأمن والاستقرار والنسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة». وأكد أن «سياسة تكميم الأفواه وتصفية المناوئين لن تجلب إلا مزيداً من الدمار والخراب على الحكومات والشعوب، كما أن الواقع وسنن التاريخ أثبتت أن الظلم واستخدام وسائل القمع لن تدوم مهما طال الزمن».

ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية احمد جمال، في بيان، أن «القيام بإعدام رجل دين معارض ومسالم، وغض الطرف عن العديد من رجال الدين الذين يصدرون العشرات من فتاوى التكفير والقتل والموت والممولين للإرهابيين بالمال والسلاح، هو تمييز طائفي واضح، لن يخدم حالة الاستقرار في المنطقة، ولا السلم الأهلي بين شعوبها».

واعتبر رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي أن إعدام النمر سيسقط الحكومة السعودية «مثلما أطاحت جريمة إعدام الشيخ الصدر نظام صدام (حسين)» في إشارة لرجل الدين محمد باقر الصدر الذي أُعدم في العام 1980.

ودعا زعيم «التيار الصدري» السيد مقتدى الصدر إلى «تظاهرات غاضبة» اليوم في النجف وعند بوابة المنطقة الخضراء في بغداد حيث تقع السفارة السعودية. وقال، في بيان، «أهيب بالحكومة الإحجام عن فتح السفارة السعودية في عراقنا الحبيب فليس للظالم مكان بيننا».

ووجهت «عصائب أهل الحق» الاتهام للسعودية بالسعي لإذكاء الصراع بين السنة والشيعة، فيما دعا القيادي في «منظمة بدر» بهاء الأعرجي الحكومة العراقية لقطع العلاقات مع السعودية «فورا»، معتبراً أن إعدام النمر «فتح أبواب جهنم».

وتواصلت المسيرات الغاضبة في مناطق متفرقة من العراق، حيث نظم طلاب الجامعة المستنصرية في بغداد تظاهرة، هتفوا فيها «كلا للباطل، كلا آل سعود». ونظمت «كتائب حزب الله في العراق» وقفة احتجاجية في أحد مقارّها في شارع فلسطين وسط بغداد، وخرجت تظاهرات في مدينة كربلاء بمشاركة أعضاء مجلس المحافظة ورجال دين.

وفي مدينة البصرة، التي شهدت مسيرات احتجاجية، قال عضو مجلس المحافظة مرتضى الشحماني «نستغرب إعدام النمر مع إرهابيين من القاعدة وغير القاعدة، وهو رجل معارض للحكم لم يرفع سلاحاً ولم يقتل أحداً». وأضاف ان «السعودية بارتكابها هذا الخطأ، ستفتح عليها نار الطائفية، وستتحمل تبعات سفك الدماء في العالم بأسره لأنها أسست لحرب طائفية من خلال إعدام المعارض الكبير».

ورفع متظاهرون في الناصرية والكوت لافتات دعت إلى «غلق السفارة السعودية في العراق» و «منع استيراد المنتجات السعودية» و «إعدام السجناء السعوديين في العراق».

ووصف وزير الإعلام السوري عمران الزعبي تنفيذ الإعدام بأنه «جريمة موصوفة واغتيال للحريات وحقوق الإنسان وانعكاس لسياسة نظام آل سعود الموتور والمرتبك».

في هذا الوقت، قدم الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي دعمه للرياض. واعتبر، في رسالة إلى الملك السعودي سلمان، أن «من حق السعودية اتخاذ كل التدابير التي من شأنها حماية أمنها الداخلي، وتنفيذ أحكام الإعدام بحق المدانين بالإرهاب».

وأضاف «بقدر ما هو شأن داخلي، وحق أصيل وسيادي للمملكة، إلا أنه يمثل رسالة رادعة وقوية للجماعات الإرهابية والمؤدلجة بخزعبلات الطائفية الضيقة، المهددة للتعايش السلمي، سواء داخل المملكة أو اليمن، أو غيرها من البلدان العربية والإسلامية».

ودان الاردن بشدة الهجوم الذي تعرضت له السفارة السعودية في طهران داعياً إيران الى «توفير الحماية للبعثات الديبلوماسية».

وكانت واشنطن قد أعربت، أمس الأول، عن قلقها إثر إعدام السعودية الشيخ النمر، محذرة من أن هذه الخطوة «تهدد بتأجيج التوترات الطائفية». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، في بيان، إن «الولايات المتحدة تحث حكومة السعودية على السماح بالتعبير عن الاحتجاج بطريقة سلمية»، مطالباً الرياض «باحترام وحماية حقوق الإنسان». ودعا مسؤولي المنطقة إلى «مضاعفة جهودهم لتخفيف حدة التوترات الإقليمية».

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام بان كي مون يدعو إلى «الهدوء وضبط النفس في ردود الفعل على إعدام الشيخ النمر، ويدعو جميع القادة في المنطقة إلى السعي لتفادي تفاقم التوتر الطائفي».

ودعت وزارة الخارجية الفرنسية «المسؤولين في المنطقة إلى بذل كل الجهود لتفادي تأجيج التوتر الطائفي والديني»، فيما ذكرت الخارجية الألمانية أن «إعدام نمر باقر النمر يزيد قلقنا الراهن حيال توتر متصاعد في المنطقة».

من جهتها، لم تندد لندن مباشرة بإعدام النمر، واكتفى متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية بتأكيد رفض بلاده لعقوبة الإعدام «في كل الظروف وفي كل البلدان».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل