المحتوى الرئيسى

المدنيات.. أداة لتهويد فلسطينيي الداخل

01/03 12:55

ففي المدارس العربية يتجلى ذلك بوضوح بتطهير كتب الأدب واللغة والتاريخ والجغرافيا من المواد التي من شأنها تنمية الهوية الوطنية، وصياغة الذاكرة الجماعية.

ويتجلى أيضا في فرض مناهج تعليمية تحتوي على مضامين يهودية وصهيونية،  كما ينعكس في كتاب جديد للمدنيات (فصول جديدة بالمدنيات) مترجم من العبرية، معد لطلاب التوجيهي العرب، وبه مضامين مشوهة من ناحية اللغة والمضمون.

ويستدل من مراجعته على أنه يغيب الحقوق الجماعية، وينطوي على محاولات لتحقيق عدمية قومية، وتشويه انتماء الطلاب العرب.

وعلى سبيل المثال، يزعم الكتاب بالعربية أنه لا حق لأقلية داخل دولة قومية إثنية بالتأثير على الحيز العام فيها.

ويضع الكتاب فلسطينيي الداخل في قفص الاتهام، ويتهمهم بعدم المساهمة في ازدهار سوق العمل، فيما تخلو كافة فصوله من كلمة "تمييز" أو عدم مساواة. كذلك ليست هناك أية إشارة للنكبة، وللحكم العسكري، وللرواية التاريخية الفلسطينية، ولسياسة التمييز تجاه العرب.

بل على االعكس، يتبنى الكتاب الرواية التاريخية الصهيونية، ويزعم أن الكثير من الفلسطينيين هاجروا من البلاد بموازاة الهجرات اليهودية إليها في القرنين التاسع عشر والعشرين.

ويحض الكتاب على "الخدمة المدنية " التي يعارضها فلسطينيو الداخل، باعتبارها خطة خبيثة لتجنيدهم بالجيش.

وبعد ضغوط من النواب العرب في الكنيست -الذين بادروا لعقد جلسة مستعجلة- أوصت لجنة التعليم البرلمانية وزارة التعليم الإسرائيلية بوقف تدريس الكتاب.

وعّبر عدد من المعلمين والمسؤولين العرب عن قلقهم من المضامين الصهيونية في الكتاب المترجم للغة عربية غير سليمة، والذي صدر متأخرا.

 النائب د. جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي الذي أثار الموضوع شدّد على أن المادة المقررة لتدريس المدنيات للطلاب العرب مثقلة بشحنات صهيونيّة، يشعر المعلم والطالب بالغربة تجاهها.

وأشار إلى أن الترجمة من العبرية سيئة، ولغتها ركيكة وصياغتها مبهمة، فضلا عن صدورها بعدما انتصف العام الدراسي الحالي.

ونوه زحالقة إلى ضرورة إعداد الوزارة الإسرائيلية مواد تعليمية ملائمة وبالوقت المناسب لفلسطينيي الداخل، الذين يعدون اليوم 17% من مجمل السكان، فيما يشكل طلابهم نحو 20% من التلاميذ في إسرائيل.

 في المقابل، يحصل الطلاب اليهود على المواد التعليمية في المدنيات وغيرها مبكرا، وبلغة سلسة ومفهومة.

وردا على سؤال للجزيرة نت، أوضح د. جمال زحالقة أن إسرائيل منذ قيامها على أنقاض الشعب الفلسطيني استخدمت تعليم المدنيات "لأسرلة" فلسطينيي الداخل، والسيطرة عليهم من خلال تطويعهم السياسي والثقافي بواسطة التعليم، وهذا ما أقرت به دراسات كثيرة.

وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تصعيدا من هذه الناحية، في إطار تناغم وزارة التعليم مع مخططات المستوى السياسي بالتشديد على يهودية إسرائيل.

وهذا ما عبرت عنه أيضا المعلمة خولة قنانبة التي شاركت في جلسة الكنيست اليوم، وأوضحت أن مهمتها كمعلمة تقتضي مساعدة الطالب على الفهم والتفكير، وليس إيداع معلومات في رأسه.

 ونوهت خولة إلى أن تلقين الطالب العربي بمضامين صهيونية مغلفة بمواد المواطنة والمدنيات، عملية غير تربوية تخلق لديه حالة نفور من المدرسة.

ليس هذا فحسب، فقد تم تأليف كتاب المدنيات الجديد دون التشاور مع مرشدين أو أكاديميين عرب رغم توفر أعداد كبيرة منهم.

بدوره، رأى مدير مركز "دراسات" الحقوقي د. يوسف جبارين أن كتاب المدنيات المطروح أقرب لفصول استفزازية في اليهودية والصهيونية وليس في المواطنة. وأوضح للجزيرة نت أن الحديث يجري عن مضامين غير ديمقراطية، بل تنضح بالتحريض على العرب وشيطنتهم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل