المحتوى الرئيسى

2016 عام مئوية سايكس ـ بيكو ومناسبات أخرى محرجة للغرب

01/02 13:13

جنديان إسرائيليان يقفان امام لوحة ضد وعد بلفور

الجهاد الاسلامي: يهودية اسرائيل اخطر من وعد بلفور

بعد 91 عاما.. الفلسطينيون يعيشون آلم وعد بلفور

سفير بريطاني: وعد بلفور حقيقة لا يمكن تغييرها

مع مرور نحو 100 عام على اتفاقية سايس بيكو ووعد بلفور، لا زالت الفوضى وعدم الاستقرار يهددان منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يدفع البعض إلى التساؤل هل تآمر الغرب على العرب؟

كان دبلوماسي بريطاني وآخر فرنسي يتحدثان خلال حفلة كوكتيل في عاصمة البلد العربي الذي يعملان فيه عن تركة بلديهما في الشرق الأوسط.  واقترح الدبلوماسيان مازحين تشكيل فرقة جديدة لموسيقى الروك وتسميتها فرقة سايكس ـ بيكو ووعد بلفور. 

وإذا كان مقترح الدبلوماسيين نكتة فان اتفاقية سايكس ـ بيكو ووعد بلفور اللذين طُبخا في لندن وباريس خلال الأيام الأخيرة من الإمبراطورية العثمانية مهدا الطريق لتقسيم العالم العربي الى الدول القائمة اليوم وانشاء دولة اسرائيل واستمرار محنة الشعب الفلسطيني.  وإذا كانت ذكرى الاتفاقية والوعد تتلاشى في الغرب مع اقتراب مئويتهما فانهما ما زالا يُحمَّلان مسؤولية المشاكل التي ابتلت بها منطقة الشرق الأوسط في وقت تشهد المنطقة اعمال عنف ومصائب لم تعهدها من قبل.

وقال يوجين روغان الباحث في جامعة اوكسفورد ومؤلف العديد من الأعمال المهمة عن الشرق الأوسط لصحيفة الغارديان "ان هذا تاريخ لن تنساه الشعوب العربية ابدا لأنها ترى ان له علاقة مباشرة بالمشاكل التي تواجهها اليوم".  

وكان مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" اعلنوا موت اتفاقية سايكس ـ بيكو يوم ازالوا الحدود العراقية ـ السورية لتأسيس خلافتهم رافعين اعلامهم السوداء على ما غنموه من عربات همفي الاميركية.  ونفخ داعش حياة جديدة في تركة سايكس ـ بيكو بتسليط الضوء على موت الاتفاقية في حربه الدعاية.  

واسفرت الاتفاقية السرية بين السير مارك سايكس وفرانسوا جورج بيكو في ايار/مايو 1916 عن تقسيم الامبراطورية العثمانية الى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية ولم يُكشف عن الاتفاقية إلا حين نشرها البلاشفة في روسيا.

وتنكث الاتفاقية على نحو صارخ بالوعود التي قدمها البريطانيون الى الشريف الحسين قبل الثورة العربية.  ولم ترسم الاتفاقية حدود الدول العربية في حينه، بل جاء ذلك لاحقا ولكنها اصبحت رمزا لمكر الغرب وغدره. 

وتأكدت هذه النظرة الى الغرب بوعد بلفور عام 1917 متعهدا فيه بمنح وطن قومي لليهود في فلسطين.  

ويقف المسؤولون في وزارة الخارجية البريطانية حائرين لا يعرفون كيف يحيون ذكرى الاتفاقية والوعد.  فان احياء ذكراهما اصعب بكثير من الاحتفال بذكرى التضحيات التي قدمتها بريطانيا وحلفاؤها خلال الحرب العالمية الأولى في معارك مثل السوم وفلاندرز.  ولكن اتفاقية سايكس ـ بيكو ووعد بلفور كانا حدثين سياسيين اورثا تركة متفجرة من المرارة والصراع. 

وطالب انصار القضية الفلسطينية باعتذار بريطانيا عن وعد بلفور، ولكن هذا يبدو مستبعدا.  ويجري التركيز على اتفاقية سايكس ـ بيكو بسبب الرأي القائل ان الدول التي انبثقت عنها فقدت شرعيتها وتفككت في سنوات الربيع العربي.  وهذا ما يؤكده كرد العراق الذين يديرون شؤون منطقتهم بأنفسهم منذ عام 1991 ولكنهم الاستثناء. 

وتبدو سوريا سائرة نحو التقسيم بعد خمس سنوات من الحرب الأهلية التي وضعت حدودها المرسومة بموجب اتفاقية سايكس ـ بيكو موضع تساؤل بعد اعلان داعش خلافته على رقعة من ارضها وارض العراق. 

ويقول الباحث روغان "ان اتفاقيات التقسيم التي عُقدت في زمن الحرب اورثت تركة من الامبرايالية وعدم ثقة العرب بسياسة القوى الكبرى والايمان بالمؤامرات (ما هي اتفاقيات التقسيم السرية إن لم تكن مؤامرات؟) التي حمَّلها العرب مسؤولية مصائبهم منذ ذلك الحين". 

ما زالت فلسطين جرحا فاغرا.  وكتب المؤرخ الاميركي ذو الأصل الفلسطيني راشد خالد "ان الفترة التي مرت منذ وعد بلفور شهدت ما يعادل 100 مئة عام من الحرب ضد الشعب الفلسطيني".  ولكن من المستبعد ان تذهب بريطانيا في مئوية الوعد ابعد من اعادة التأكيد على حل الدولتين. 

وسيكون 2016 ايضا عام تقرير تشيلكوت الذي طال انتظاره عن دور بريطانيا في غزو العراق عام 2003 الذي يشكل عاملا رئيسيا وراء ما تشهده المنطقة من دمار اليوم.  ونقلت صحيفة الغارديان عن الباحث في كلية لندن للاقتصاد توبي دوج قوله ان ما حققه داعش من مكاسب "لم يكن بسبب تركة الاستعمار الانكلو ـ فرنسي التي يمتد عمرها 100 سنة بل كان سببها مواطن الخلل في النظام السياسي" الذي أُقيم بعد غزو العراق.  

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل