المحتوى الرئيسى

تمثال لـ"سيسيل رودس" في "إوكسفورد" يعيد الجدل عن إرث الاستعمار

01/01 15:33

يثير تمثال عادي من الرخام لسيسيل جون رودس، أحد مهندسي التوسع الاستعماري البريطاني في إفريقيا الجنوبية، موجود في جامعة أوكسفورد، الجدل في بريطانيا بشأن إرث الاستعمار مع دعوة طلاب إلى إزالته.

وقالت ديزي شاندلي، التي تدرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وتشارك في حملة "رودس يجب ان يسقط في أوكسفورد"، لوكالة "فرانس برس"، أن صنع تمثال لشخص ما يعني بشكل واضح قبول إرثه ضمنا.

ويوجد تمثال سيسيل رودس (1853-1902)، مؤسس شركة المناجم "دي بيرز"، في وسط المدينة الجامعية على واجهة مبنى أورييل كوليدج، واتسخ بسبب التلوث والحمام، وكتبت تحت التمثال المنحوت عبارة تشيد بهذا الرجل الذي يؤمن بتفوق البيض، ما منح جزءا من ثروته للجامعة.

وبدأت الحملة في أوكسفورد بعد حملة مماثلة في جامعة مدينة "الكاب" بجنوب إفريقيا نجحت في أبريل، في إزالة تمثال آخر لرودس، وكان طلاب يرون فيه رمزا للقمع الذي مارسته ضد السود الأقلية البيضاء التي حكمت البلاد حتى 1994.

في بريطانيا، أثارت الحملة جدلا أوسع شمل مسألة التنوع في الجامعات وإدارة إرث الاستعمار البريطاني على حد سواء، وقالت ديزي شاندلي "كان هناك دائما أشخاص ينتقدون هذا التمثال والعنصرية داخل الجامعة"، مضيفة "كان من الضروري أن يحصل تحرك في جنوب إفريقيا لنقل الجدل إلى الواجهة هنا في أوكسفورد وبدء عمل جماعي".

وتحت الضغط، سيسحب معهد "أورييل كوليدج" لوحة على مبنى آخر تتضمن شكرا لرودس على الخدمات التي قدمها إلى بلده، فيما بدأ مشاورات بشأن التمثال.

وقال المعهد إن قيم رودس مخالفة تماما لفلسفة برنامج المنح الدراسية (الذي يحمل اسمه)، وللقيم التي تدافع عنها جامعة حديثة، مضيفا أنه ينوي وضع لوحة على التمثال تفيد أنه لا يوافق ولا يمجد آراء رودس أو أفعاله.

لكن كوليدج حرص أيضا على التأكيد على المساهمة الإيجابية لمنح رودس الدراسية التي سمحت لثمانية آلاف طالب في العالم بالدراسة في أوكسفورد، بينهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ورئيس الوزراء الأسترالي السابق توني أبوت.

وبين الناشطين في حملة "رودس يجب أن يسقط" جنوب إفريقي يدعى نتوكوزو كوابي، يستفيد من برنامج المنح هذا، واتهم بالنفاق، فكتب على صفحته عبر موقع "فيس بوك" مدافعا عن نفسه "أنا لا أستفيد من رودس، بل أستفيد من موارد شعبي التي نهبها رودس وعمل شعبي الذي استعبده".

يشارك جامعيون وسياسيون وطلاب سابقون في أوكسفورد في الجدل، ويركز النقاس على صوابية تكريم مستعمر، وذهب معارض لسحب التمثال إلى حد مقارنة ذلك بالحملة المنظمة التي يقوم بها تنظيم "داعش" لتدمير المباني التاريخية.

وفي رسالة إلى صحيفة "تايمز"، وصف آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا فريديرك دوكليرك، الذي منح مع نلسون مانديلا جائزة نوبل للسلام، الحركة بأنها "حماقة".

وقال دوكليرك، الذي لعب دورا أساسيا في إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا "إذا طبقت قاعدة المقبول سياسيا بانسجام اليوم، فإن قلة من كبار الشخصيات ستنجح في الامتحان".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل