اليوم.. "ذكرى ميلاد "الست" التي تربعت على عرش الغناء العربي

تاريخ مصر الموسيقي والغنائي ملىء بالنجوم والجواهر ولكن تاريخنا الغنائى ليس فيه إلا كوكب واحد، بالتأكيد هو أعظم وأحلى صوت في تاريخ الأغنية المصرية والعربية على الاطلاق.

فهي غنّت فملأت الكون رقيًا بكلمات أغانيها الرصينة، وتلألأ اسمها وذاع صيتها حتى أصبحت بمثابة هرم رابع للدولة المصرية وكوكباً للشرق وسيدة للغناء العربي،"أم كلثوم" والتي تحل اليوم الذكرى 117 لميلادها حيث ولدت في مثل هذا اليوم 1898م.

ولم تغب " أم كلثوم" يوما عن الشارع المصرى فمنذ رحيلها وحتى الأن، فمازال صوتها يرن فى كل شارع ، وما زالت حفلاتها تحيى ليالى الأسر المصرية، ومازالت هناك أماكن وشوارع ومتاحف تحمل ذكراها .

ولدت أم كلثوم عام 1898 في قرية طماي الزهايرة بمركز السنبلاوين محافظة الدقهلية لإبراهيم البلتاجي مؤذن قرية طماي الزهايرة، كانت تحفظ وتغني القصائد والتواشيح هي وأخوها خالد البلتاجى ، وفى حدود سن العاشرة كانت قد اصبحت تغنى امام الجمهور فى بيت شيخ البلد .

ثم بدأت الغناء وهي طفلة صغيرة مع والدها في الموالد والأفراح، وفي عام 1922 إنتقلت إلى القاهرة، وكونت أول تخت موسيقي لها ، في عام 1926 كانت نقطة إنطلاقها عندما تعرفت على الشاعر (أحمد رامي) ثم الملحن (محمد القصبجي) لتصدر عام 1928 مونولوج (إن كنت أسامح وأنسى الآسية) والذي حقق لها شهرة كبيرة،

بدأت مشوارها السينمائى وقامت بالعديد من الاعمال الفنية، وشاركت بصوتها فقط فى فيلم "اولاد الذوات" عام 1932 ثم شاركت فى تقديم ستة افلام منها فيلم "وداد" الذى شارك باسم مصر لأول مرة في مهرجان فينيسيا الدولي في ذلك العام .

يليه فيلم " قصة نشيد الامل" وفيلم " دنانير " و "عايدة " و "سلامة " و " فاطمة " . ورغم قلة افلامها إلا أنه يمكن اعتبار هذه الافلام هي من أبرز الافلام الغنائية خلال فترة الثلاثينيات والاربعينيات في تاريخ الفيلم الغنائي المصري بصفة عامة ، كما انها أسست عام 1943 أول نقابة للموسيقيين وظلت محتفظة برئاستها لمدة عشر سنوات

قدمت كوكب الشرق العديد من الاغنيات والروائع على مدى عمرها الفنى وفاجأت ام كلثوم الجميع بلون مختلف من الغناء ومعان راقية وألحان متجددة ومن أغنياتها الأولى "الصب تفضحه عيونه"، "إن كنت أسامح"، "النوم يداعب عيون حبيبي" ولا ننسى تحفتها الخالدة " الاطلال " و "انت عمرى" و"امل حياتى"، فكرونى ، هذه ليلتى.

وقامت بتقديم العديد من الحفلات وآخر حفلاتها كوكب الشرق كان يوم الخميس 3 يناير 1973 غنت في هذا الحفل رائعتي "ليلة حبط و"القلب يعشق كل جميل".

كان لها دور كبير بالحياة السياسية حيث كانت تتبرع برصيد حفلاتها لمصابى الحروب ومساعدة الجيش المصرى وغنت العديدة من الاغانى الوطنية منها وقف الخلق ، طوف وشوف ، وقامت بالتصدى للعدوان الثلاتى من خلال تقديم اغنية "والله زمان يا سلاحى"، وصوت السلام بمناسبة فشل العدوان الثلاثى ، ثوار ثوار بمناسبة ثورة 23 يوليو ، بإسم مين بعد إنفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة1961

وقامت بتشجيع ثورة 23 يوليو من خلال تقديم بالمحبة والاخوة ، وغناء حولنا نهر النيل بمناسبة تحويل النيل أثناء العمل في السد العالي ، وقامت بإحياء عيد ثورة 23 يوليو من خلال تقديم "من اطلع الفجر الجديد " .

ورحلت عن عالمنا يوم 3 فبراير 1975، وتعد جنازتها من أعظم ثمان جنازات في العالم، إذ بلغ عدد المشيعين حوالي أربع ملايين شخص.

وفى ذكرى ميلاد كوكب الشرق، دعونا نطوف بجولة سريعة داخل مصر إلى 6 أماكن تحمل أسمها وتحتفظ بتفاصيلها حتى الآن، فمن الفنادق إلى المقاهى والتماثيل مازالت شوارع مصر تزدان بأسطورة الغناء العربى.