المحتوى الرئيسى

د.أحمد عكاشة: مجتمع بلا أخلاق «فاسد» ومصيره «الانقراض» وكثير من المصريين يعيشون فى مصر ولا ينتمون إليها

12/31 11:24

بدأ الحديث بتشخيص الأخلاق، وانتهى إلى رؤية عامة للنهوض بها، من خلال 13 ورقة قدمها الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى والرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسى، وما بين البداية والنهاية كان المشروع الذى تقدم به إلى رئاسة الجمهورية بإنشاء لجنة لتنمية الأخلاق والضمير، وما دار حولها من جدل

■ ماذا تعنى كلمة الأخلاق؟

- الأخلاق هى مجموعة من القيم، والعادات والتقاليد التى تجعل الفرد فى حالة توافق مجتمعى وإسعاد نفسى، وإذا تحلينا بها يصبح معظم الناس فى حالة رضا نفسى، هناك بعض الآراء تقول إن الرضا النفسى هو المرادف لجودة الحياة وهو المرادف للسعادة والمرادف للإنجاز والإنتاج، لكن العالم اتفق على أن هناك ثلاثة مكونات للأخلاق، التى نطلق عليها «الأخلاق العلمية» التى تجعل الإنسان فى حالة من التوافق والصحة النفسية، أولاً مصداقية الذات، فالإنسان الذى يتحمل المسئولية تجد عنده عدة أمور منها الانضباط والإتقان ومراعاة الضمير فى العمل، والإخلاص، وفوق ده كله يمتلك ثقافة فى العمل، ويجد فيه سعادة، وهنا أترك لك إجابة سؤال قبل أن تطرحه عن توصيف الشعب المصرى، لاحظ أنت مدى الانضباط وتحمل المسئولية والإتقان واحكم بنفسك.

■ ماذا عن حكمك أنت؟

- بالمناسبة من خلال لقائى بالرئيس عبدالفتاح السيسى ومتابعتى له ولخطاباته وجدته مهموماً بهذه المسألة، هو عايز الناس تشتغل بكفاءة وانضباط وإتقان، وهو ما يقودنا إلى العامل الثانى فى الأخلاق العلمية، وهو التعاون والعمل بروح الفريق فى كل المجالات، سواء اجتماعى أو صناعى أو مؤسسى أو حتى رياضى، ولهذا السبب دائماً أقول إننا ممكن ناخد بطولة العالم فى السباحة أو الإسكواش، أو التنس، أو رفع الأثقال، وكلها ألعاب فردية، لكن كرة القدم وكرة السلة أو أى لعبة جماعية لا يمكن، لأننا لم نتعود على العامل الثانى فى «الأخلاق العلمية» وهو العمل بروح الفريق والتعاون، لا بد من تربية الأخلاق لتحقيق العطاء للآخر، والمشاركة فى عمل بحث أو فريق هو فى الأساس عمل أخلاقى يجلب السعادة، وتحض عليه كل الشرائع والأديان والأعراف، التعاون مهم جداً لكننا فى مصر أبطال العمل الأوحد وليس العمل الجماعى، مما يؤثر على المنظومة الأخلاقية، ثالثاً «تجاوز الذات»، فالفرد لا يتمركز حول ذاته ولكن يتمركز حول الآخر، كل واحد فى مصر متمركز حول نفسه، حول ماهيته حول أسرته لا أحد يفكر فى مصر، وبالتالى أحد الأشياء التى يقولها الفلاسفة «مساعدة الآخر أكبر شىء يجعل الإنسان فى حالة من حالات الرضا النفسى».

الإعلام أفسد الأخلاق والانفلات الإعلامى أدى إلى الانفلات الأخلاقى

■ الكلام يبدو نظرياً أكثر من اللازم.

- ليست نظرية ولكنها حقيقة علمية، لا تنهض الأمم إلا من خلالها، هذا ما قدمته للرئاسة والرئيس طلب من اللواء عباس كامل تشكيل لجنة.

■ هل يحتاج المجتمع المصرى إلى لجنة لتنمية الأخلاق؟

- أولاً دعنى أؤكد على أنها ليست لجنة لتعليم الأخلاق، لا يمكن القول ولا القبول بمثل هذه الفكرة، ولكنها لجنة هدفها الأساسى التواصل مع المناطق الفاعلة التى تؤثر على الناس سواء الشرطة بطلب تحسين المعاملة، أو العدل بالإسراع فى تحقيق العدالة، أو الإعلام بتبنى خطابات بعيدة عن المشاحنات وانتهاك الخصوصية، وهكذا حتى نصل إلى أن يشعر الإنسان العادى الذى يتعامل مع كل هذه الجهات بالفارق، الأمر الذى يصب فى مصلحته ومصلحة البلد.

■ ماذا ستفعل اللجنة إذن؟

- اللجنة التى نقوم بتشكيلها الآن، وفيه ناس هاجمتنا وقالوا أنتم هتعلمونا الأخلاق، أو هتطلّعوا لنا قانون العيب، هذه اللجنة لها مسارات مختلفة، فيه مسار مع التعليم قبل الجامعى والجامعى، وفيه مسار قبل المدرسة فترة الـ5 سنين، فيه مسار تانى تبع الإعلام، التليفزيون هيتكلم إزاى، اللى أنا هعمله هنتكلم مع ناس من التليفزيون إيه الأشياء اللى تنهض بأخلاق البلد، الحاجات السيئة جداً، مدرسة المشاغبين دى علمت الأطفال يتريقوا على المعلم ويتطاولوا عليه، كذلك وزارة العدل والداخلية لازم يبقى فيه قانون وعدل وثواب وعقاب، أنا سميت اللجنة تنمية القيم والانتماء علشان الناس فاكرة إننا هنعلمهم الأخلاق إحنا هنوجه النصيحة، لا نقدم قوانين ولا أوامر نحن نطلب من الجميع كل فى موقعه الرجوع لأخلاق المصريين، للأسف كان فيه مرحلة فيها فساد شديد، عايزين نرجع لأيام الشهامة والمروء والكرم والعمل فى صمت، وكل الصفات الموجودة فى الجدود هى موجودة فينا لكنها عايزة المجتمع اللى تتحرك فيه، المجتمع لو انصلح وقيادته كانت حكيمة ومافيش ديكتاتورية وفيه مساءلة وتبادل السلطة، المصريين عباقرة فى خلق الديكتاتور الفرعون، يعنى الرئيس قال مدتين، تجد بعض النواب يطالب بزيادة المدة، طيب انت لسه ما بدأتش وبتقول كده، انت مش فاهم هو ليه قال مدتين، لأن الشخص يتغير من السلطة، متلازمة السلطة مافيش غيرى.

■ كيف يمكن لسلوك شخص غير منضبط أن يؤثر فى أخلاق مجتمع؟

- هذا يأخذنا للحديث عن القدوة الرشيدة، التى تؤثر فى كل أخلاق المحيطين بها، إذا كان عندك حاكم عادل رشيد ممكن نأخذه قدوة، وتدريجياً يصب فى الناس وأخلاقياتهم، أما إذا كان شخصاً متسيباً أو إلى حد ما فاكر أنه السلطة الرئيسية فهذا يصب عكسى فى الناس.

■ ما صفات الحاكم الرشيد؟

- الحاكم الرشيد فيه ثلاث صفات، الشفافية وأن يكون قابلاً للمحاسبة، وأن يحقق حرية الفرد، الحاكم الذى يحقق هذه الصفات الثلاث يقدر يحسن فى أخلاق الناس، لكن للأسف فيه حاجة اسمها متلازمة السلطة، إذا تركت أى إنسان عنده قوة ولديه ميل نحو الديكتاتورية لمدة طويلة هذا يؤثر عليه ويصاب باضطراب نفسى اسمه متلازمة السلطة، ويشعر أنه ملتصق بالكرسى، وأنه مبعوث الله لإنقاذ الوطن، وأن الوطن لازم يشكر ربنا، ويصبح غير قابل للمساءلة، ويقول «الذى يسألنى هو الله فقط» ويصبح عنده انتفاخ فى الذات وأنه رسول الله لإنقاذ هذه الأمة، وأى نوع من أنواع النقد يبقى خيانة أو مؤامرة، علشان كده أى دستور محترم فى العالم يقول إن أى رئيس يظل مدتين، أى رئيس حتى لو كان الإنسان الطبيعى.

■ ماذا عن أخلاق الشعب المصرى؟

- دعنا نتفق أن الأخلاق الحقيقية كانت موجودة فى الـ18 يوم اللى بعد 25 يناير، كان فيه مصداقية، انضباط، إتقان، مساعدة للآخر، فريق عمل، كل واحد كان متجاوز ذاته، رغم أنه كان عارف إنه ممكن يموت لما نزل، نزل الشعب كله، الثورة بدأ بها الشباب لكن نزل الشعب، مش ثورة شباب لكن من بدأها هم الشباب، جم الناس اللى خطفوها أنهوا كل شىء.

لن نعلم الناس الأخلاق فى لجنة «الضمير» ولن نصدر قوانين العيب.. فقط سنطلب من «الداخلية» احترام المواطنين ومن «العدل» القضاء الناجز ومن «الإعلام» تبنى خطاب يبنى الوعى

- طبعاً لكن عندما تم خطفها حصل العكس، السمات والمزاج للناس يتولد باستعداد وراثى لكن الأخلاق تأتى من المجتمع، أنت لا تولد بأخلاق، أنت عندما تولد تتعرض لأسرة ثم حضانة ثم مدرسة وجامعة كل ده بيكوّن الضمير، لو والدك بيكدب أو يأتى لك بامتحان من المدرس كل ده بيمسح الأخلاق، وفى الأرياف تجد نتائج أكثر من 100% وأكتر فى الثانوية العامة طيب إزاى.

■ ماذا بعد الـ18 يوماً؟

- ثورة 25 يناير كان فيها كثير من الإيجابيات، وكثير من السلبيات، المشكلة أنها هدمت بناء فاسداً، ولكنها لم تقدم أجندة للنهوض، الهدم سهل لكن البناء صعب، ولذا أهم خطأ كان خلط الديمقراطية وحرية التعبير بالفوضى، غياب هيبة الدولة وغياب تطبيق القانون، الهجوم على الشرطة، عدم الالتزام بالقانون مع بطء العدالة، مما يجعل المصرى ينغمس فى الأمور الذاتية وتلبية الرغبات الخاصة وإشباع الرغبات والتمركز حول الذات والانفلات الأخلاقى، وهذا كله عكس الانتماء لمصر، فيه مشكلة كبيرة جداً أن كثيراً من المصريين يعيشون فى مصر ولكن لا ينتمون إليها، الإنسان بيته نظيف ويلقى القمامة فى الشارع لا ينتمى إلى مصر.

مشكلة «يناير» أنها هدمت بناءً فاسداً ولم تقدم أجندة للنهوض.. والرئيس يلتزم بالأخلاق العلمية

■ مجتمع بلا أخلاق ما مصيره؟

- هو مجتمع فاسد منهار مصيره الانقراض، الأديان كلها نزلت لكى تنظم أخلاق المجتمع، قبل كده كان فيه قوانين قدماء المصريين، كان عندهم منظومة كاملة، مثلاً اللى يلقى قمامة أو ما شابه فى النيل يتعذب بعد موته، وقدماء المصريين لهم تجربة رائعة فى هذه النقطة تحديداً، الواحد لما يموت عنده روحين «البا» و«الكا»، الكا تظل بجانب الجسد تحرسه و«البا» تذهب للإله ليحاسبه، الحساب يكون من خلال مواقف عملها المتوفى فى حياته، هل سبق أن أظهر ضيقاً فى وجه صديق؟ هل سبق أن عاكس امرأة صديق؟ هل رمى أى نوع من القمامة فى النيل المقدس؟ تصور هذه الأخلاق كانت موجودة منذ آلاف السنين عند المصريين، وعلى هذا الأساس بعد ما يتم حسابه بالميزان تنزل «البا» لأن روحه تستطيع أن تعيش الحياة الأخرى وتأخذه فى مركب الشمس إلى الإله، تفتكر شخص كان يعلم أنه لو فعل أى شىء غير أخلاقى لن يبعث هل كان يفعل أى شىء مخالف؟

■ طبيعى أن يلتزم، لكن أنت هنا تتحدث عن منظومة قوانين.

- بص، ربنا خلق للإنسان الفص الأمامى فى المخ وهو غير موجود عند الحيوان، هذا الفص موجود فيه الأخلاق والضمير والحلال والحرام، الخطأ والصواب، التفكير التجريدى وحل المشاكل والأزمات والمعيشة، بالإضافة إلى أنه يتحكم فى الفص الوحشى الذى يضم القوة والشهوة، الجنس، الطعام الموجود عند الإنسان والحيوان، إذا كان الفص الأمامى لا يعمل بكفاءة يصبح الإنسان عنده زيادة فى الفص الوحشى الحيوانى المنفلت أخلاقياً، هذا الفص لا يعمل إلا فى إطار القانون، دون قانون يفلت، إذا أخذت مخدرات فإنها تفقد هذا الفص عمله الصحيح، وتجد الأب يتحرش بالبنت، الست تقتل زوجها، والرجل يقتل ابنته، والولد يقتل أمه، كل هذا لأن الفص الأمامى لا يعمل، من إيه، من تأثير المخدرات أو غيبة القانون، وهو ما فعله الإخوان بالمناسبة.

- هم حاربوا الشرطة التى تمنع الجريمة، وحاربوا القضاء الذى ينفذ القانون، لأنهم يريدون للفساد أن يعم، وهم وحدهم من يصبحون «كويسين» ولا يرتكبون أى شىء، هم يعرفون ذلك جيداً وكانوا يتحركون من أجله وعملوا غسيل مخ من 80 سنة لأجيال منهم لا تقرأ ولا ترى فى التليفزيون ولا أى شىء سوى الكتب التى يقدمونها لهم، أصبح الشخص معرضاً لغياب الوعى زى المخدرات.

يمكننا الحصول على أى بطولة عالمية فى التنس أو الإسكواش أو رفع الأثقال لكن مستحيل أن نحقق إنجازاً فى الألعاب الجماعية لأننا نعشق العمل الفردى.. وكثير من المذيعين لديهم «سطحية مخجلة» ويعتقدون أنهم يفهمون فى كل شىء ولو وضعتهم مكان أى وزير هنضحك عليهم

■ كانوا يخططون لغياب الوعى؟

- هم بدأوا بالفعل، هو فيه حد يبدأ ثورة بحرق أقسام الشرطة أو يحاصر المحكمة الدستورية ويحرق محكمة؟ فيه حد فى الدنيا يكسر مدرجات الجامعة؟ ده إفساد للأخلاق، عموماً بعيداً عن الإخوان، فيه معادلة إذا كان فيه فقر وأمية وبطالة فلا تنتظر إلا الانفلات الأخلاقى والعدوان والقلق والاكتئاب.

كيف ينهض بلد ينجب مليوناً و600 ألف كل 6 أشهر؟.. من أين لك بالمدارس والمستشفيات والشوارع؟

■ هل طرحت كل هذا فى الأوراق التى قدمتها للرئيس؟

- نعم طرحت مشروعاً متكاملاً أعمل فيه مع مجموعة كبيرة لنساهم بدورنا فى كافة الأمور التى تشكل وعى الإنسان المعاصر، مثل الإعلام، التليفزيون، الإذاعة، الصحافة، السينما، الإنترنت، زمان كان الأطفال يلعبوا ألعاب فيها نوع من الشجاعة والشهامة والتضحية للآخر، الآن كلها عنف وضرب، كل أفلام السينما ضرب، إيه تأثير ده على الطفل؟ للأسف يصاب بلا مبالاة، أما يشوف منظر قتل أو اغتصاب أو دم ممكن يقدم عليها دون أى إحساس بالندم، بل جيتس رفض أن يجلس أولاده على الإنترنت أكثر من ساعتين، قال لهم إنتم هتفقدوا الحميمية الإنسانية، انت لو دخلت البيت هتلاقى الأب والأم والأولاد كل واحد ماسك موبايل، ماحدش بيكلم حد، فقدنا العامل العاطفى والإنسانى اللى كان أجمل شىء بين الإخوة وبعضهم.

■ هل تتوقع أن يحدث أى تقدم فى ظل الأوضاع الحالية وزيادة السكان؟

- هذا أمر مهم جداً وطرحناه للنقاش، هل يمكن النهوض ببلد ينجب مليوناً و600 ألف كل 6 أشهر، من أين لك بالمدارس والمستشفيات والعلاج والشوارع؟ هذه تحتاج ميزانيات مهولة.

■ ربما لأنه ليس لديهم ثقة فى الدولة فينجبون أطفالاً من باب «السند».

- فيه حاجة اسمها رأس المال الاجتماعى، دى بتغير الأخلاق تماماً، الثقة والمحبة والمواطنة بين المواطنين، الأمريكان درجة الثقة عندهم فى المؤسسة الإعلامية حوالى 32% وفى المؤسسة الاقتصادية حوالى 28%، أمريكا اللاتينية نسبة الثقة فى أى مؤسسة من المؤسسات لن تزيد على 23% فى البلاد الإسكندنافية الثقة 68%، يعنى إيه الثقة «كومن» قال فى كتابه «سرعة الثقة»: إنه لم يقترب من البلاد العربية لأنه وجد صعوبة فى أخذ عينة، لكن كان فيه أيام مبارك مركز دعم واتخاذ القرار كان عمل دراسة انتهى فيها إلى أن نحو 83% من المصريين «معندهمش ثقة فى بعض» ما بيحبوش بعض، عندك الظاهرة دى ممكن تلاحظها خاصة فى الإعلام، أى شخص ناجح لازم ننتقده حتى يفشل، فى الغرب أى شخص فاشل يساعدوه حتى ينجح، الناجح فى مصر يُستمر فى نقده ومعاداته حتى يفشل.

-أخطر شىء يؤثر على الأخلاق فى مصر هو الإعلام، أنا أعتقد أن الانفلات الإعلامى هو من تسبب فى الانفلات الأخلاقى، لأنه المفروض هو من يشكل الوعى، ولما يكون الإعلام، وده أخطر شىء عمله السادات، إنه قال كلمة بدون قصد، إنه سلطة رابعة، عمر الإعلام ما كان سلطة، الإعلام هيئة رقابية لكن الآن أى واحد يتكلم فى التليفزيون من خلال برامج التوك شو فاكر نفسه زعيم سياسى، وأنه من يوجه الوزراء وأنه من يعينهم ويقيلهم وهو لا شىء، ده انتفاخ ذاتى، طيب ضع أحدهم فى مقعد الوزير، ماذا سيفعل، هنضحك عليه، للأسف السطحية فى كثير من المذيعين مخجلة، انت بتشكل وعى، المذيع أو المذيعة لما يكون ناجح فى عمله يعتقد أنه يفهم فى كل شىء، وللأسف نجده «عايز يقول رأيه للضيف» تبص كده تجده يقول اطلبوا لنا الوزير الفلانى هنا نقطة أحدثتها الثورة، عدم احترام الكبير، أوحش حاجة إننا لم نعرف الفرق بين حرية الرأى واحترام الآخر، مافيش حد عنده حُرمة، أى حد يتهاجم، ده سوء أخلاق وليس حرية تعبير، فيكتور هوجو قال جملة تخوّف «من الصعوبة أن يكون فيه حرية وديمقراطية مع وجود الجهل» لأن إعطاء الحرية لجاهل كأنما أعطيت سلاحاً لمجنون، طيب احنا عندنا أمية كبيرة جداً وعندنا جهل كبير جداً وعندنا ناس واخدة شهادات لكنهم جهلة، كيف نعطيهم الفرصة ليبقى عندهم الديمقراطية؟

■ وهل الحل أن يعيشوا فى ديكتاتورية؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل