المحتوى الرئيسى

في أفغانستان.. صراع النفوذ يتصاعد بين طالبان والقاعدة وداعش

12/30 00:02

"من يسيطر على أفغانستان؟" سؤال من أجله أريقت دماءً كثيرة في الآونة الأخيرة وزادت وتيرة العنف بشكل ملحوظ.

ويأتي الاقتتال مع الحديث حول تقليص القوات الأمريكية لوجودها في أفغانستان وقرار وزراء خارجية الناتو بالإبقاء على 12 ألف جندي من قواته داخل أفغانستان العام المقبلة ، منهم 7000 جندي أمريكي و 5000 من الدول الأعضاء بالحلف والشركاء الآخرين.

وودفع سعي فرع تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش" الوليد في أفغانستان للتوسع، كل من طالبان وحليفتها القاعدة للنشاط أكثر خشية سحب داعش البساط من تحت أقدامهم، بحسب محللون.

و أعلن «داعش» إنشاء ولاية خراسان تدين بالولاء لخليفة الدولة المعلن أبو بكر البغدادي في أفغانستان وباكستان، وعيِّن حافظ محمد سعيد- من قادة طالبان باكستان السابقين من مديرية أوركزي القبلية- والياً عليها، واختير عبدالرؤوف خادم - أحد قادة طالبان أفغانستان السابقين - نائباً للوالي وقائداً عسكرياً.

وتعتبر ولاية ننجرهار معقل «داعش» في أفغانستان  وجرت اشتباكات مسلحة بين أعضاء التنظيم ومقاتلي طالبان أو القوات الحكومية الأفغانية في عدد من مديريات الولاية التي تعتبر من أبرز الولايات في إنتاج الأفيون والمخدرات وطرق التهريب.

وأطلق التنظيم 22 ديمسبر الماضي أول إذاعة له تبث من داخل أفغانستان بشكل يلقي الضوء.

زيادة تنامي نفوذ داعش دفع لاستهدافه، فقد أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية قتل  70 مسلحا من داعش في ضربة جوية في ضواحي بلدة تشابارخار في منطقة سليمان خيل.

في المقابل كان لزاما على طالبان تكثيف دورها لعدم ترك الساحة لداعش، خاصة في ظل تقدمها بعد تراجع دور قوات التحالف وعلى رأسها أمريكا.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن حركة طالبان الآن تقف على مشارف العديد من عواصم المحافظات وتمارس المزيد من الضغط على المناطق الحضرية أكثر من أي سنة مضت من هذا الصراع.

وأكدت الصحيفة أن نفوذ طالبان يتزايد في ظل تنامي دور داعش في الوقت نفسه في أفغانستان.

وأما صحيفة نيويورك تايمز فركزت على تنامي دور القاعدة في أفغانستان من جديد  قائلا:" في الوقت الذي تسعى فيه إدارة أوباما لمواجهة الدولة الإسلامية وظهور طالبان العدو القديم لأمريكا أكثر إعدادا، نشرت "القاعدة معسكرات التدريب في أفغانستان،  ما جعل المخابرات الأمريكية تعيد التفكير في "هل ستترك البلد أرضا خصبة لهم لمهاجمة أمريكا من جديد؟".

ورغم أن الجريدة أوضحت أن معسكرات القاعدة ليست كبيرة كما كانت عليه في عهد أسامة بن لادن قبل هجوم سبتمبر 2011 ولكنها بينت أنها عادت في الظهور بشكل ملفت في عدة سنوات ماضية، وستكون التهديد المحتمل لأمريكا وفقا لتقارير الاستخبارات الأمريكية.

وقال مايكل موريلي المسؤول نائب مدير المخابرات الأمريكية في تصريحات نقلتها الصحيفة :" يجب ألا يقلقنا تنامي القاعدة، ولكن ما يجب أن نقلق بشأن طالبان لأنها من ستوفر الملاذ الآمن للقاعدة".

 وبحسب الصحيفة فإن تنامي نشاط القاعدة جاء بسبب عمليات الجيش الباكستاني التي دفعت القاعدة تجاه أفغانستان، وليس تجنيد أفغانين جدد داخل الدولة.

من جانبه أكد المبعوث الأممي إلى أفغانستان نيكولاس هيس أن حركة "طالبان" وتنظيم "داعش" يتنافسان على النفوذ في 3 ولايات أفغانية.

وأشار هيس في مقابلة مع وكالة "ريا نوفوستي" 29 ديسمبر إلى اشتداد الصراع بين "طالبان" و"داعش" في ولايات هراة وزابل وننكرهار.

وأضاف هيس أن مقاتلي هاتين المنظمتين لا يعترفون إلا بقائد المنظمة التي يتبعونها، إذ يلتزم الـ"دواعش" بولائهم لأبو بكر البغدادي، فيما يلتزم أعضاء حركة "طالبان" بولائهم لقائدهم.

فيما بيّن عمرو منصور المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية أن الدولة الإسلامية تسعى من خلال وجودها في أفغانستان لانضمام أعضاء سابقين في حركة طالبان لترسلهم لسوريا والعراق لأنها تواجه أزمة في القيادة، وبحاجة لمقاتلين ذو خبرة حبذا لو كانوا من طالبان.

وفي حديثه لـ"مصر العربية" أفاد بأن نشاط طالبان والقاعدة يأتي من باب "كله يرمي بياضه" فتحاول طالبان أن تظهر للجميع أنها قوية وتقاوم المحتلين حتى لا يبتلعها النفوذ الداعشي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل