المحتوى الرئيسى

4 ملفات حساسة على طاولة لقاء "سلمان وأردوغان"

12/29 10:47

توجه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى المملكة العربية السعودية أمس الثلاثاء فى زيارة تستمر ليومين وذلك تلبية لدعوة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد الله عبد العزيز.

ويذكر أن زيارة أردوغان للمملكة لم تكن الأولى خلال هذا العام حيث سبق للرئيس التركى أن زار السعودية فى مارس الماضى، حيت أجرى مباحثات مع الملك "سلمان" وعددًا آخر من كبار المسئولين السعوديين. كما زار "العاهل السعودى" تركيا فى نوفمبر الماضى على رأس الوفد الذى مثل المملكة فى قمة العشرين بأنطاليا.

وقال البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية التركية إن "أردوغان سيتناول فى مباحثاته مع الملك سلمان، العلاقات الثنائية بين البلدين والمسائل الإقليمية". وتشهد العلاقات السعودية التركية انفراجًا ملحوظًا من وصول الملك "سلمان" إلى الحكم مطلع العام الحالي، حيث يتشارك البلدان وجهات النظر تجاه العديد من القضايا الإقليمية وأهمها فى سوريا حيث يتمسك كل البلدين برحيل الرئيس السورى بشار الأسد.

ولا يخلو موعد الزيارة الاستثنائية التى تختتم الأجندة الدبلوماسية للبلدين خلال عام 2015 من دلالات هامة يرغب الطرفان فى إيصالها. تأتى الزيارة بدعوة خاصة من العاهل السعودى وهى سابقة لم تحدث بين البلدين منذ سنوات عدة. كما أنها تأتى فى ختام عام مفعم بالأحداث قضاه الملك "سلمان" على العرش السعودي.

فى مواجهة روسيا ودعم المعارضة السورية

من المتوقع أن تحتل روسيا، وبالأخص التدخل الروسى فى سوريا، موقعا متقدما فى أجندة الزيارة. انتقد كلا البلدين التدخل الروسى فى سوريا الذى بدأ مطلع سبتمبر من هذا العام، وقد زادت معدلات التوتر فى العلاقات الروسية التركية بشكل خاص إثر قيام تركيا بإسقاط طائرة مقاتلة روسية على الحدود السورية التركية الشهر الماضي. يأتى ذلك فى الوقت الذى تتمسك فى روسيا بموقفها الداعم لنظام "الأسد"، بينما تتمسك كل من تركيا والسعودية برحيل الأسد كشرط لأى تسوية سياسية فى سوريا. وتواصل روسيا استهداف الفصائل المعارضة الموالية لكل من تركيا والسعودية فى سوريا، بداية من تكثيف حملاتها ضد التركمان، إلى قيامها باستهداف الفصائل المعارضة المدعومة من سوريا وتركيا، وآخرها تورط روسيا فى استهداف "زهران علوش" قائد فصيل جيش الإسلام، وهو أحد الفصائل التى شاركت فى مؤتمر الرياض للمعارضة السورية الشهر الحالي.

تتحدث العديد من التقارير حول دراسة تركيا التدخل العسكرى فى شمال سوريا من أجل تأمين عمقها الاستراتيجى فى مواجهة روسيا والنظام السوري، وفرض خطتها لإقامة المنطقة العازلة. فى الوقت الذى تبدو فيه الرياض مندفعة للمزيد من الاشتباك فى قضايا المنطقة أسوة بحربها فى اليمن. ولكن نتائج التدخل السعودى المباشر فى اليمن لا تبدو واعدة، كما أن تركيا تبدو مترددة بدورها فى اتخاذ قرار التوغل إلى داخل سوريا. فى كل الأحوال، فإن أمام تركيا والسعودية الكثير لمناقشته حول مستوى الدعم الذى يجب تقديمه للمعارضة السورية على المستويين اللوجستى والسياسي، فى الوقت الذى بدأت تتضح خلاله ملامح خطة روسيا فى تفكيك استهداف قوى المعارضة المناوئة للأسد من أجل فرض ثنائية الأسد/الدولة الإسلامية كخيار وحيد على طاولة التفاوض.

تأتى زيارة «أردوغان» للسعودية بعد أيام من إعلان تأسيس التحالف الإسلامى فى مواجهة الإرهاب والذى أعلنت السعودية عن تشكيله الأسبوع الماضى بمشاركة 35 دولة منها تركيا. شهدت الأشهر الأخيرة تطورات حاسمة بعد أن نقل «تنظيم الدولة» ساحة عملياته مستهدفا كلا الدولتين فى عقر دارهما. فى الوقت الذى تواجه فيه كل من السعودية وتركيا ضغوطا غربية متزايدة فى هذا الأمر. فى ذات الوقت فإن كلا البلدين يتشاركان قناعة أنه لا يمكن الحديث عن قتال «الدولة الإسلامية» فى سوريا بمعزل عن الحديث عن مشروع تسوية سياسية مرضية تضم غيرها من الفصائل المعارضة. من المرجح أن تشهد الأسابيع الأولى من العام المقبل نشاطا سعوديا تركيا مكثفا فى مواجهة "الدولة الإسلامية"، ولكن هذا النشاط سيظل مرتبطا أيضا بمدى التقدم على صعيد التسوية فى الملف السوري، وإذا كانت كل من روسيا وإيران سوف تبديان تنازلات فى موقفهما المتصلب بدعم الرئيس السوري.

لا تزال القضية المصرية هى أبرز ملفات الخلاف بين السعودية وتركيا، وإن كان الطرفان قد اتفقا ضمنا على إرجاء هذا الخلاف خلال الأشهر الماضية. ويرجح المحلل السياسى التركى "محمد أجيت" أن السعودية سوف تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين تركيا ونظام "السيسي"، إلا أنه يبدو أن تركيا غير مهتمة بتحسين علاقاتها مع النظام المصرى خاصة فى ظل الانتهاكات والخروقات المتواصلة لحقوق الإنسان. لكن فى ظل حاجة السعودية إلى جمع البلدين الكبيرين فى حلف واحد فى مواجهة المحور الروسى الإيرانى فإنه من المرجح أن تواصل السعودية مساعيها لإيجاد صيغة للتفاهم بين البلدين.

لا تمانع السعودية فى حدوث تغييرات سياسية نسبية فى مصر تسمح بإعادة إدماج المعارضة ومنها جماعة الإخوان المسلمين فى الحياة السياسية مع هامش من الحريات النسبية فى ظل نظام يحفظ مصالحها. قد سبق أن أشار الكاتب البريطانى "ديفيد هيرست" فى مقال له الشهر الماضى أن السعودية ليست راضية تماما عن أداء "السيسي"، فى الوقت الذى تسعى فيه لتفح قنوات مستقلة مع بعض العسكريين السابقين ومنهم «سامى عنان» رئيس الأركان المصرى الأسبق والذى زار المملكة الشهر الماضي.

أزمة الطاقة التركية والعلاقة مع إيران

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل