المحتوى الرئيسى

لاجئون بالزعتري يعرضون حضارة سوريا فنيا

12/28 19:28

ابتداء من الحجر الشهير الذي نقشت عليه أبجدية أوغاريت، مرورا بتمثال الملكة زنوبيا وقوس النصر في مدينة تدمر الأثرية، وصولا إلى المسجد الأموي بدمشق، وبقرابة سبعين قطعة فنية، حاول فنانون سوريون لاجئون تجسيد أبرز معالم بلدهم وآثاره.

ورغم أن أولئك الفنانين يعيشون في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن، فإنهم وبوسائل بسيطة أنجزوا مجموعة من المنحوتات والمجسمات واللوحات التشكيلية، التي جمعوها في معرض بعنوان "سوريا تاريخ وحضارة"، برعاية منظمة الإغاثة والتنمية الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وافتتح المعرض داخل مخيم الزعتري قبل خمسة شهور، ويستمر حتى الآن، حيث انتقل إلى العاصمة الأردنية عمان ليتاح للجمهور خارج المخيم الاطلاع عليه.

الخديوي النابلسي أحد الفنانين المشاركين في المعرض، حيث استطاع مزج خبرته الفنية بدراسته للهندسة الميكانيكية، وصمم مجسما متحركا لنواعير حماة باستخدام الطاقة الكهربائية، حيث استعان النابلسي بإطار عجلة مستعملة للتحكم بسرعة دوران المحرك الكهربائي، وقال "كنت أرغب في تصميم المزيد من المجسمات المتحركة لكن الإمكانيات قليلة داخل المخيم".

وقال النابلسي إن اهتمامه بالتاريخ يعود لسنوات طويلة، حيث كان عضوا في رابطة حفظ التراث بسوريا، مشيرا إلى أنه كان شغوفا باستطلاع المواقع الأثرية في سوريا والتعرف على أدق التفاصيل فيها، ومنها قلعة حلب والجامع الأموي، حيث صمم مجسمين لهما، الأول من الإسمنت الأبيض والآخر من الخشب.

وأعرب النابلسي عن ألمه الشديد إزاء الدمار الذي يلحق بثروة سوريا التاريخية وتراثها، كجامع خالد بن الوليد في حمص وسوق حلب القديم، وحتى أجزاء من قلعة حلب، مناشدا جميع الأطراف عدم استهداف المواقع الأثرية وتحويلها إلى ساحات للمعارك، لأنه لا يمكن تعويض تلك الخسائر في المستقبل.

وضرب النابلسي مثالا بأن نواعير حماة على ما تبدو عليه من بساطة فإنها تعتمد على فكرة ميكانيكية مبدعة ومتقدمة في عصرها تقوم على الطاقة النظيفة لرفع مياه النهر إلى الساقية بدفع من حركة النهر ذاته، منوها إلى أن كل حجر في سوريا يستحق الحفاظ عليه.

أما محمود الحريري الذي كان يعمل مدرسا للرسم في سوريا، وأقام معرضين تشكيليين قبل خروجه من البلاد، فقد شارك في هذا المعرض بعدد من اللوحات والمنحوتات، وقال للجزيرة نت إنه أنجز تمثال صلاح الدين الأيوبي باستخدام سكين المطبخ لعدم وجود أدوات مناسبة في مخيم الزعتري حيث يعيش، وفي ما بعد قدمت لهم منظمة الإغاثة والتنمية الدولية الأدوات والمواد الأولية لتنفيذ مشروعهم.

وبيّن الحريري أنه وزملاءه تشاركوا الأفكار وتقاسموا المهام ليتمكنوا من حصر أبرز المعالم في سوريا. وقال عن نفسه إنه نفذ مجسما لمدرج بصرى وقوس النصر بتدمر، "لأني من درعا زرت مدرج بصرى ولديّ الكثير من الذكريات فيه، لكن قوس النصر تم تدميره قبل أن أتمكن من زيارته مثل كثير من الآثار السورية التي أتت عليها الحرب".

وأردف أنه شارك بعدد من اللوحات التشكيلية التي تتمحور حول التقاليد الشعبية بسوريا، بينما اختار زميله إياد الصباغ الرسم عن المرحلة الحالية التي تعيشها سوريا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل