المحتوى الرئيسى

"الإسكوا" تنظم مؤتمر "مراكز البحوث العربية.. نحو حراك بحثي وتغير مجتمعي"

12/28 17:50

نظم معهد البحوث والدراسات العربية التابع لمنظمة العربية للتربية والثقافة و العلوم ( أسكوا )، على مدار يومي 28 و28 ديسمبر الجاري مؤتمر “مراكز البحوث العربية التنمية و التحديث ... نحو حراك بحثي و تغير مجتمعي”، وحضره الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري اﻷسبق.

وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدكتور عبدالله محارب المدير العام للمنظمة، وكلمة الدكتور فيصل الحفيان مدير المعهد ، بالإضافة إلي محاضرة لضيف شرف المؤتمر ، و شهدت تسليم جائزة الشباب العربي في دورتها الثالثة ، و كان موضوعها ” التطرف و الارهاب و آليات مقاومتها الفكرية في الوطن العربي ” و قد فاز بالمركز الأول الباحث العراقي حسام كصاي حسين و فاز بالمركز الثاني الباحث علي امام من مصر .

وقال الدكتور عبدالله محارب في مستهل كلمته إن قضايا التنمية و التحديث إنما هى قضايا فكرية بالدرجة الاولى تتصل بالعقل و الوعي، و لذلك فهى بؤرة اهتمام المنظمة.

وأثار مجموعة من التساؤلات التي ربط فيها بين التحديث و التراث، لافتا الي أن القطيعة مع التراث قد تكون مسئولة بقدر كبير عن ما نشهده اليوم من عنف و تطرف و شقاق، و أن أي جهد تنموي و تحديثي لن يكون ممكنا في ظل حالة الفصام بين المعرفي و القيمي .

من جهته قال الدكتور فيصل الحفيان مدير معهد البحوث والدراسات العربية المكلف بإدارة المعهد، إن الأمة العربية اليوم عليها أن تبني نموذجها الخاص للتنمية و التحديث، مؤكدا أن الاستنساخ غير وارد في هذه المجالات.

ودعا الحفيان المراكز للبحث عن هذا النموذج الفكري الذي سيعيد التوازن الى المجتمع العربي، و يسهم في الخروج به من المأزق الحضاري الذي يخيم عليه.

وفي الجلسة الثانية تم مناقشة ثلاثة أوراق بحثية مرتبطة بالمراكز و تحديات التحديث برئاسة الدكتور فيصل الحفيان.

وناقش الدكتور عمراني كربوسة استاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة محمد خيضر بالجزائر، في ورقته البحثية “المراكز بين تحديات التغيير و رهانات المستقبل” التحديات التي تواجه مراكز البحوث من فقر في التمويل و تسييس بعضها وتدخل بعض الجهات في فرض ماهو ممكن مناقشته، بالإضافة الى ضرورة مواكبة التغييرات الحادثة في المجتمعات.

وتطرقت الدكتورة خلود الدعجة، مستشار بحثي، مجلس النواب الاردني في ورقتها البحثية ” التحديث وتجاذبات الخصوصية و العولمة” إلى مناقشة كل من مفهومي التحديث والعولمة وتأثيرهما على دور مراكز الابحاث و الاستفادة من ذلك في مواكبة التغيرات التي تطرأ على المجتمعات.

فيما تناولت ورقة “التحديث بين النهوض بالخصوصية الثقافية و مواجهة تحديات العولمة” للدكتورة سناء سليمان، مسألة الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة العربية دون أن يعيق ذلك مواكبة حالة التغير السريعة التي تحدث على مستوى العالم كله.

وتناولت الجلسة الثالثة ثلاثة أوراق بحثية أخرى تحت عنوان “المراكز و قضايا التنمية ” برئاسة الدكتور إبراهيم غانم أستاذ المركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية بمصر.

وقال الدكتور “محمد بني مفرج “، باحث و مدرب و خبير في تطوير اﻷداء الإداري بوزارة التربية و التعليم الاردنية، إن البحث العلمي هام للمجتمعات للقضاء على عوامل ضعفها فهو يطورها.

وأضاف “هناك قصور كبير في أداء الكثير من مراكز البحوث العربية والتنمية والتحديث نحو الحراك و التغير الايجابي و الواقع العربي خير شاهد على هذا”، وذلك في بحثه “دور المراكز في تحقيق مشروعات التنمية “.

كما قدم “بني مفرج” مجموعة من التوصيات أهمها أنه لا بد من الاعتماد على البحث العلمي في رسم السياسات والخطط المستقبلية في المجالات جميعها، كما يتوجب دعم مراكز البحوث ماديا و معنويا بالاضافة الى الاستفادة من تجارب مراكز البحوث الاجنبية.

ولفت إلى أنه يجب أن يكون لدينا مراكز بحوث بعيدة عن الأجهزة الحكومية تكون مستقلة, وأن تكون هناك وزارة للبحث العلمي في كل دولة عربية إضافة إلى إنشاء اتحاد لماكز البحوث العربية تتسم قراراته بالالزام.

وتناول الدكتور سعيداني سلامي أستاذ محاضر بقسم الإعلام و الاتصال بجامعة محمد بو ضياف في الجزائر، في بحثه ” إشكالية التنمية العربية في ظل التحولات العالمية”، إشكالية الوطن العربي الخاصة بعجزه عن الوحدة وإنشاء التكتلات على غرار الاتحاد الاوروبي ، مضيفا ” لم اسمع أن تبنى مسؤول مهما كان منصبه في المغرب العربي نتائج مركز بحثي على تلك الدولة و طبقه , اذا لماذا ننجز في دولنا بحوث لا نطبقها “.

وتابع ” يجب أن نتبنى استراتيجية تكامل بحثي علمي اقتصادي موحد لتنمية المنطقة العربية بالاضافة إلى إنتاج ما يسمى بالمعرفة، فنحن لدينا المراكز و القدرات و المهارات و الباحثين و الخبراء في العالم العربي و لكن الحال باقا على ماهو عليه”.

و بدوره ناقش الدكتور ياسر نمر، مدير مركز الاستقلال للدراسات الاستراتجية بفلسطين  بحثه ” دور مراكز الدراسات السياسية في عملية التنمية السياسية”، وقال: “هناك ضعف في التنسيق بين مراكز الدراسات العربية و علينا معالجة ذلك، كما يجب ان تتواجد منظمة أو شبكة تربط مراكز الدراسات العربية بعضها ببعض”.

وأضاف أن الحرية هى أساس العمل لاسيما في العملية السياسية, مشيرا إلى أنه عندما يتم فرض قيود سياسية على مراكز الدراسات يبعدها ذلك عن تقديم بحوث تتناول القضايا الاجتماعية بشكل حر يخدمها.

وتابع ” معظم الدراسات في مراكز البحوث و الدراسات بالولايات المتحدة تصب في صالح اسرائيل و تدعمها , لذا يجب على مراكز الابحاث السياسية في الدول العربية اجراء مراجعة لدورها”.

الجلسة الأخيرة في اليوم الاول

وتضمنت الجلسة الرابعة والختامية مناقشة ثلاثة دراسات متعلقة بدروس الربيع العربي و استشراف الأيام القادمة، برئاسة الدكتور خالد عزب ، رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية .

ففي ورقته “دور المراكز في التحليل و الاستشراف ” تناول الدكتور صالح ابو بكر، أستاذ العلاقات الدولية بكلية ادريس دبي اتنو بجامعة المللك فيصل، تشاد، الدور الذي تقدمه مراكز البحث في كشف الغموض عن المستقبل مستفيدة بالماضي و الحاضر.

بينما تناول أمجد جبريل، باحث في الشؤون العربية و الاقليمية ، فلسطين ، أوضاع البحث العلمي و الأكادميين ونقص الحرية بالنسبة للباحث و تهميشه.

وأضاف أن الواقع العلمي العربي يتميز بالجمود والانغلاق وغياب السياسات العلمية، و ذلك في بحثه “المراكز و الربيع العربي: نظرة على اﻷدوار و المشكلات و المستقبل”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل