المحتوى الرئيسى

“كوكب الزهرة” الزائر اليومي للأرض!

12/26 10:20

“الزُهرة” هو ثاني كواكب المجموعة الشمسية من حيث قُربه من الشمس، وهو كوكب تُرابي كعطارد والمريخ والأرض.. وقد سُمي “فينوس″ نسبةً إلى إله الجمال عند الإغريق قديمًا، أما سبب تسميته “الزهرة” والذي يعني الحُسن والبياض عند العرب؛ وذلك بسبب بياضه ولمعانه الساطع في السماء.. ويسهُل رؤية الزهرة في سماء الأرض قبل الشروق أو بعد المغيب بوقت قصير؛ لذا يُطلق عليه أحيانًا “نجم الصبح” أو “نجم المساء”.

تقف حدود التشابه بين كوكب فينوس أو الزهرة وكوكب الأرض عند نقاط قليلة؛ كالحجم؛ والكتلة؛ والكثافة؛ والتكوين.. فضلًا عن المسافة التي تبعد عن الشمس.. وعدا ذلك يختلف الكوكبان عن بعضهما كل الاختلاف، وسنتعرف هنا بعضَ الخصائص المُميزة لكوكب “الزهرة“.

يُحاط كوكب الزهرة بغِلافٍ جوي سميك وسريع الدوران، وهو ما يجعله أشبه بكتلةٍ من اللهب نتيجة ارتفاع درجة حرارته بما يكفي لإذابة معدن كالرصاص، ولضغطه الجوي الذي هو أكثر 90 مرة من الضغط الجوي الأرضي.. والزُهرة هو أقرب كوكب للأرض، وعندما تعكس سُحبه أشعة الشمس يبدو لنا كنجم، لكنه الأكثر لمعانًا وبريقًا عند النظر إلى السماء.

يمر الزهرة من أمام قرص الشمس بصفة دورية ككوكب عطارد في ظاهرة تسمى “عبور الزهرة”، ويحدث هذا العبور على هيئة أزواج (أي أن كل عبور واحد له من أمام الشمس يحدث مرتين)؛ إذ يفصل بين كل زوج وآخر مدة تزيد على قرن من الزمان.. ومنذ اختراع التلِسكوب، تم مشاهدة هذا العبور في الأعوام 1631 و1639؛ 1761 و1769؛ 1874 و1882. وفي 8 يونية 2004، شاهد علماء الفلك الزُّهرة وقد ظهر كنقطة دقيقة جدًّا أثناء عبوره أمام قرص الشمس.. أما العبور الثاني لهذا الزوج فقد حدث في مطلع القرن الواحد والعشرين، وتحديدًا في 6 يونية 2012.

يتكون الغلاف الجوي للزهرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وسُحب من قطرات حمض الكبريتيك السام، ولم يتم رصد سوى كميات ضئيلة من الماء موجودة به.. هذا الغلاف السميك هو ما سبّب احتباس حرارة الشمس داخل الغلاف الجوي لترتفع بذلك درجة حرارة الكوكب لتصل إلى 880 درجة فهرنهايت (470 سيليزس).. وقد تم إرسال العديد من مجسَّات الاستكشاف من قبل لكوكب الزُهرة، إلا أنها لم تصمُد في ظل تلك الحرارة الهائلة سوى سويعات قليلة قبل أن تتلف وتُدمَّر تمامًا.

يُكمل الزُّهرة دورة كاملة حول الشمس كل 225 يومًا من أيام الأرض، وهو ما يُعرف بـ“السنة الزهرية”.. بينما يُتم الزُّهرة دورة حول نفسه كل 243 يومًا أرضيًّا.. وبذلك يأخذ اليوم الفلكي الزُّهري مدة أطول من السنة الزُهرية؛ ليعادل اليوم على كوكب الزهرة 117 يومًا من أيام الأرض، ويدور الزهرة حول نفسه في اتجاه عقارب الساعة في حركة تراجعية (من الشرق إلى الغرب)، مقارنة بدوران الأرض الذي يكون في حركة تقدمية (من الغرب إلى الشرق)؛ لذا فإن الشمس تشرق على كوكب الزُّهرة من الغرب وتغرُب من الشرق.. بينما يدور في حركة أمامية في مداره حول الشمس ويدور ببطء في حركة عكسية حول نفسه، تبدأ السُّحب في الغلاف الجوي في الدوران حول الكوكب في الاتجاه المُعاكس لدورانه مرة كل 4 أيام أرضية، مدفوعة برياح إعصارية قوية دائمة.. ولا يزال كيفية حدوث ذلك “الدوران الهائل” للغلاف الجوي واستمراريته موضوعًا للبحث العلمي حتى الآن.

تظهر 90% من سطح الزهرة وكأنها عبارة عن حُمم بازلتية حديثة التجمد؛ إذ يُعتقد أن النشاط البركاني عاد إلى الظهور مرة أخرى إلى السطح قبل 300 -500 مليون عام.

توجد مُركبات الكبريت بوفرة في السُّحب الكثيفة للزُّهرة، والذي يحتمل أن يكون بسبب النشاط البركاني على سطحه.. ويعمل هذا الغلاف الجوي الكثيف بما يحتويه من مواد كيميائية على تجريف السطح وتآكله.. وقد تم التقاط صور رادارية للسطح يظهر فيها كثبان رملية وآثار للريح العاصفة هناك، كما لوحظ عدم وجود أي حفر لديها قطر أصغر من 0.9- 1.2 ميل (1.5 إلى 2 كم) فوق السطح؛ إذ تحترق الشُّهب الصغيرة داخل الغلاف الجوي الكثيف قبل أن تتمكن من الوصول إلى سطح الكوكب.

يمتلئ سطح الزهرة بأكثر من ألفٍ من البراكين أو المراكز البركانية التي يزيد قطرها على 12 ميلًا (20 كم)، نتج عنها تدفقات بركانية أدت بدورها إلى تكوُّن قنوات طويلة ومتعرجة تمتد لمئات الكيلومترات.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد فوق سطح الزهرة منطقتان مرتفعتان؛ الأولى هي ” إشتار تيرا أو أرض عشتار” التى تقع في المنطقة القُطبية الشمالية، وهي بحجم قارة أستراليا تقريبًا.. والثانية ” أفروديت تيرا أو أرض أفروديت”، وهي بحجم قارة أمريكا الجنوبية وتقع على جانبي خط الاستواء، وتمتد لمسافة 6 آلاف ميل (10 آلاف كم).. ومقارنة بجبل إفرست، وهو الأعلى فوق سطح الأرض، يوجد بالمثل جبل “ماكسويل ماونتس″ الأعلى فوق سطح الزُّهرة، وهو يقع في الطرف الشرقي من ” أرض عشتار”.

يبلغ قطر لُب الزُّهرة الذي يتكون من الحديد حوالي 1200 ميل (3 آلاف كم).. ورغم امتلاكه هذا اللب الحديدي، مثله في ذلك مثل الأرض، فإنه لا يمتلك حقلًا مغناطيسيًّا حوله؛ لذا يدور الزهرة حول نفسه ببطء شديد حتى يتمكن من توليد نوع من المجال المغناطيسي المشابه للأرض.

هذا المحتوى مقدم رسميًا من:

تعرّف على كواكب المجموعة الشمسية.. مع فلاش تفاعلي لتوضيحها!

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل