المحتوى الرئيسى

شاهد.. "مهرجان دوز" التونسي يستعيد ذكريات "ثورة الصحراء" ضد الاستعمار الفرنسي

12/25 14:55

يلتقي الزوار من داخل البلاد وخارجها في ديسمبر/كانون الأول من كل عام وعلى مدى أسبوع، على أبواب صحراء تونس يستذكرون تقاليد تلك الربوع وثقافتها وكذلك مقاومتها من أجل الحرية.

هذه السنة على غير العادة، افتتحت الدورة الـ48 للمهرجان مساء الخميس 24 ديسمبر، بعرض ملحمي تحت عنوان "ثورة الصحراء" عرض خلاله نضال أهالي المنطقة في وجه المستعمر الفرنسي، وكيفية تحرير سبايا الجهة من البرج العسكري الفرنسي القابع على صدورهم، حسب السكان المحليين، آنذاك.

بدورها قالت وزيرة الثقافة التونسية لطيفة لخضر، معلقة على ملحمة "ثورة الصحراء": "مشاهد خارقة للعادة، هي لوحات رائعة من حيث الإخراج والمحتوى.. هذه الملحمة تخلد جزءاً من كفاح الشعب التونسي ضد الوجود الاستعماري".

ويعود تاريخ "مهرجان الصحراء دوز" لسنة 1910، وكان يحمل اسم "عيد الجمل"، خلاله كانت فرنسا (استعمرت تونس من سنة 1881 إلى 1956) تختار أفضل الخيول والجمال وكذلك الرجال من أجل إلحاقهم بجيشها.

"ثورة الصحراء" ملحمة شارك في تجسيدها أكثر من 500 شخص من أهالي الجهة وفناني تونس، تصوّر حقبة الاستعمار الفرنسي وثورة أهالي الجنوب ضده.

بدو رحل، اجتمعوا حول آبار مياه، والأغنام حولهم ترعى، لا ينغص عيشهم سوى بعض الغارات المتتالية من الجيش الفرنسي، حسب مشاهد الملحمة.

غارات وهجمات انتهت بسبي نساء القرية وقتل بعض أبنائها وشيوخ الجهة، بدعوة التحاقهم بدول المحور ومشاركة جيش ألمانيا في حربه ضد فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية.

وتتواصل مشاهد الملحمة بإعدامات ميدانية نفذها الجنود الفرنسيون بحق رجال عُزل يدافعون عن عرضهم وأهلهم وماشيتهم، ويقاد السبايا إلى البرج العسكري وتغلق خلفهم الأبواب وتوصد.

تذهب إحدى النساء وتشد من همم الرجال والفرسان ليهجموا على البرج ويحرروا أسراهم وينتصروا على إرادة المستعمر التي جسّدتها الملحمة من خلال هروب جنود فرنسا وقائدهم الميداني ومعاونيه تاركين خلفهم جنودهم قتلى.

وأكد سكان الجهة لـ"الأناضول" أن أطوار هذه الملحمة تعود إلى يومي 28/29 مايو 1944، خلالها حرر سكان "دوز" سباياهم من النساء من المستعمر الفرنسي الذي احتجزهم في البرج العسكري؛ نكاية في سكان الجهة الذين انضموا لصف دول المحور خلال الحرب العالمية الثانية.

عقب نهاية الملحمة، قال مدير المهرجان محمد الشريف: "دوز مدينة تعيش على ضفاف الصحراء، لها عادات وتقاليد وعندها طقوس تحافظ عليها، وهناك حنين لهذه المظاهر التي أمامكم".

محمد أمين (25 سنة)، أحد السياح القادمين من الجزائر، شاهد الملحمة من بدايتها الى نهايتها باهتمام كبير حسب قوله، مدققاً في كل تفاصيلها، قال لـ"الأناضول"، يعجز اللسان عن التعبير، الأجواء في قمة الروعة، شاهدنا أشياء لم نكن نشاهدها من قبل.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل