المحتوى الرئيسى

تاريخ التطرف الإسرائيلي بعد انتشار ظاهرة استهداف المستوطنين للشعب الفلسطيني

12/25 10:59

تعد ظاهرة "التطرف اليهودي" من أقدم الظواهر المتطرفة على الإطلاق، بدأت منذ فترة الحكم الروماني في فلسطين بداية من نحو سنة 63 ق.م، واستمرت حتى قيام دولة إسرائيل عام 1948، وتوغلت داخل المجتمع الإسرائيلي، فهي معروفة لدى السلطات وتنتشر في المستوطنات، وتحظى بنوع من الحصانة القانونية ضد أي محاسبة.

اعترف بذلك المدير السابق لجهاز الأمن العام في إسرائيل "الشاباك"، يوفال ديسكين، حيث قال: "التيار اليهودي المتطرف يمثل دولة موازية داخل الدولة، ويتصف بالتشدد الديني واعتناق الفكر الصهيوني المتطرف، كما أنه فوضوي وعنيف وعنصري، وينشط منذ سنوات بكل حرية"، وفقًا لما نقلته عنه صحيفة "لوموند" الفرنسية، ووصلت ظاهرة "التطرف اليهودي" إلى حد أن العلمانيين داخل المجتمع الإسرائيلي وصفوا المتطرفين المتدينين اليهود بـ"دواعش اليهود".

"التطرف اليهودي" ممتد منذ العصر الروماني.. وجماعة "السيقاريم" أقدم منظمة إرهابية

وشهدت فترة الحكم الروماني لفلسطين، ظهور جماعة من اليهود يسمون بـ"السيقاريم"، أي حملة الخناجر، والتي تعد أقدم جماعة إرهابية منظمة على الإطلاق، وتميزت هذه الجماعة بالتطرف الشديد واستخدام العنف ضد كل من يتعدى على الديانة اليهودية، وكانوا يمارسون العنف ويقتلون كل من يتعدى على الشريعة اليهودية، ومن يتعاون من اليهود مع الحكام الرومان، وكانوا لا يعترفون بأي سلطة مدنية، ويفضلون الموت على أن يخضعوا للحكم الروماني، وجلبت هذه الجماعة الدمار لليهود، ما جعل الرومان يدمرون المعبد اليهودي عام 70م.

وبعد إقامة دولة إسرائيل، ظل "التطرف اليهودي" سمة من سمات هذه الدولة المزعومة، فلم يتوقف المستوطنون اليهود المتطرفون يومًا عن اقتحام المسجد الأقصى والعبث بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، فعلى سبيل المثال لا الحصر بلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين الذين اقتحموا المسجد الأقصى بالقدس المحتلة منذ مطلع شهر ديسمبر الجاري فقط حوالي 800 مستوطن، وفقًا لما ذكره مسؤول الإعلام في إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، فراس الدبس، لوكالة "الأناضول".

وتعد سياسة اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين المتطرفين وإقامة الصلوات التلمودية داخل الحرم القدسي، سياسة ممنهجة تدفع إليها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بهدف الوصول إلى سياسة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.

"اليهود المتطرفين" يرقصون بالأسلحة ويطعنون صور جثث الأطفال الفلسطينيين

ومن أبرز مظاهر "التطرف اليهودي"، والذي يجعلهم يستحقون عن جدارة لقب "دواعش اليهود"- وفقًا للمصطلح الذي استخدمه ضدهم العلمانيون في إسرائيل بعد تكسير تمثال لامرأة عارية- هو تسجيل فيديو بثته القناة "العاشرة" الإسرائيلية، ظهر فيه متشددون يهود يعبرون عن الفرح لمقتل الرضيع الفلسطيني علي دوابشة (18 شهرًا)، الذي أُحرق حيا مع عائلته بالضفة الغربية في يوليو الماضي.

ويظهر الفيديو تصوير حفل قران العريس اليهودي، عضو معروف في "اليمين المتطرف" وسبق استجوابه للاشتباه بمشاركته في أنشطة "إرهابية يهودية"، وبدا في الفيديو حشد من اليهود المتشددين الشباب يرقصون رافعين أسلحة وقنبلة حارقة ويتناقلون صورة للطفل علي الدوابشة ويطعنونها.

المستوطنون المتطرفون في إسرائيل يتبعون سياسة "دفع الثمن" لمهاجمة الأهداف الفلسطينية

وينتهج المستوطنون المتطرفون في إسرائيل سياسة انتقامية تعرف باسم "دفع الثمن"، والتي تقوم على مهاجمة أهداف فلسطينية، وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون، ونادرًا ما يتم توقيف الجناة، ويعرف البعض من متطرفي "دفع الثمن" بمصطلح "شباب التلال"؛ وهم ناشطون من بؤر استيطانية عشوائية في الضفة الغربية المحتلة.

وهناك أيضًا حركة "كاخ "العنصرية المعادية للعرب والتي أسسها الحاخام مئير كاهانا الذي اغتيل عام 1990، ويعد حفيد "كاهانا" مئير اتينجر هو أحد المتشددين المعروفين في الوقت الحالي، وهو الآن رمز لتيار "التطرف اليهودي" داخل المجتمع الإسرائيلي، إذ ينحدر هذا الشاب من عائلة توارث العمل المتطرف والعنف، في سبيل تحقيق حلم "أرض إسرائيل" كدولة يهودية على ضفتي نهر الأردن، تضم فلسطين المحتلة والأردن.

وجد "أتينجر" هو الحاخام مائير كاهانا، والذي يوصف بأنه عراب "التطرف اليهودي" في العصر الحديث، هذا الرجل الذي أسس رابطة الدفاع اليهودية، والحزب القومي اليميني "كاخ"، والذي كان بمثابة الملهم للمجرم باروخ جولدشتاين، الذي قتل 29 مسلمًا في "الحرم الإبراهيمي" في الخليل عام 1994.

ومائير كاهانا، المولود في نيويورك في سنة 1932، قضى النصف الأول من حياته في شوارع "بروكلين" في نيويورك، وقد كان والده أيضا حاخاما معروفا، وفي عام 1968 أسس "كاهانا" رابطة الدفاع اليهودية، بحجة التصدي لظاهرة معاداة السامية، وقد ظل يحرض على اعتماد العنف ضد أولئك الذين يعتبرهم معادين للسامية، واستهدفت منظمته العنصرية بشكل خاص الأمريكيين من أصل إفريقي، لأن أغلبهم ساندوا القضية الفلسطينية بعد نكسة 1967، وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكي، أعلن عام 1985 عن تورط رابطة الدفاع اليهودية في 15 هجومًا إرهابيًا على الأراضي الأمريكية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل