المحتوى الرئيسى

في وداع آيت أحمد.. وفاة آخر القادة التاريخيين بالجزائر

12/24 18:31

توفي في مدينة لوزان السويسرية، الأربعاء، حسين آيت أحمد آخر القادة التسعة الذين أطلقوا شرارة الثورة الجزائرية في تشرين الثاني/ نوفمبر 1954، وأقدم معارض للأنظمة الجزائرية المتتالية منذ الاستقلال.

وأعلن حزب جبهة القوى الاشتراكية الذي أسسه في 1963، أن جثمان الراحل سيوارى الثرى بمسقط رأسه في مدينة عين الحمام بولاية تيزي وزو، حسب ما أوصى به قبل رحيله.

وأعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، من جهته، الحداد الوطني لمدة ثمانية أيام إثر وفاة آيت أحمد.

ولد آيت أحمد في منطقة القبائل الجبلية شرق الجزائر وعرف في حياته المنفى والسجن. انتسب في سن 17 عاما إلى حزب الشعب الجزائري بقيادة مصالي الحاج، ودعا منذ 1948 إلى الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي.

وكان القائد الأول للمنظمة شبه العسكرية والسرية التي انبثق عنها جيش التحرير الوطني في 1954.

حُكم عليه بالسجن غيابيا فغادر إلى القاهرة سنة 1951، ثم انضم إلى جبهة التحرير الوطني وشارك في إعلان حرب الاستقلال في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 1954.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر 1956 أوقفته السلطات الاستعمارية الفرنسية بعد اعتراضها طائرة كانت متجهة إلى تونس.

بعد الإفراج عنه سنة 1962 حين استقلت الجزائر، انتقل سريعا إلى المعارضة وأسس جبهة القوى الاشتراكية ومجموعات مقاتلة في منطقة القبائل.

أُوقف سنة 1964 وحُكم عليه بالإعدام  وهرب في نيسان/ أبريل 1966 من سجن الحراش بالعاصمة الجزائرية واستقر في لوزان بسويسرا.

عاد في 1989 إلى الجزائر في نهاية حكم الحزب الواحد الذي تلاه ما يعرف باسم "الربيع الديموقراطي" وشارك حزبه في الانتخابات المحلية في 1990، وبعدها الانتخابات النيابية في 1991، والتي فازت فيها جبهة الإنقاذ الإسلامية.

بعد أن ألغت الحكومة نتائج الانتخابات لقطع الطريق على الحزب الإسلامي، هاجم آيت أحمد القرار حينها باعتباره "انقلابا" وطالب بمواصلة العملية الانتخابية فاتُهم بالدفاع عن الإسلاميين.

في تموز/ يوليو 1992 اتجه مجددا إلى المنفى بعد أسابيع من اغتيال رفيق دربه الرئيس محمد بوضياف الذي عاد إلى الجزائر من منفاه المغربي.

وفي 1994 وإبان الحرب الأهلية وقع اتفاق سانت ايجيديو في روما مع أحزاب جزائرية بينها جبهة الإنقاذ الإسلامية (المحظورة) لمطالبة الحكومة ببدء مفاوضات لإنهاء الحرب التي أوقعت 200 ألف قتيل.

وفي 1999 ترشح للرئاسة لكنه انسحب إبان الحملة الانتخابية، معتبرا أن الانتخابات مضمونة لـ"مرشح النظام عبد العزيز بوتفليقة".

توقف آيت أحمد عن القيام بأي نشاط سياسي في 2012 بعد أن كان لا يتوانى عن مهاجمة الجيش وما يسميه "البوليس السياسي" في الجزائر.

وأعلن في 2013 استقالته من رئاسة الحزب، معلنا لأعضاء حزبه أنه لا يزال يحتفظ بقناعاته وحماسه كما كانت عليه الحال في بداية نضاله الممتد على 70 عاما، مضيفا "لكن علي أن أقول لكم إن الوقت حان لكي أسلم الراية" للجيل الشاب.

للراحل العديد من الكتب منها "الالتزام السياسي الأول و بداية الكفاح المسلح" و"جولة ديبلوماسية من أجل اعتراف دولي"  و"الاستقلال كفاح من أجل دولة ديموقراطية"، وأيضا "إنشاء جبهة القوى الاشتراكية مقاومة في جبال القبائل" و"ما بعد العشرية السوداء من أجل جمهورية جديدة".

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، تفاعل عدد كبير من المغردين الجزائريين والمغاربيين مع خبر وفاة آيت أحمد، وتم إطلاق هاشتاغ #حسين_ايت_احمد للتذكير بإنجازات الراحل.

#حسين_ايت_احمد بطل يرحل في صمت ستبقى حي في قلوبنا #AitAhmed pic.twitter.com/4vtVlEMrZf

— A H M E D (@HMDDZ25) December 24, 2015

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل