المحتوى الرئيسى

سامح عبدالشكور: السمنة أسرع طريق للإصابة بالسكر

12/24 11:49

"السكرى هو أحد أمراض العصر التى انتشرت بشكل كبير مؤخرًا بسبب تطور الحياة ببنى الإنسان، ما تسبب فى قلة الحركة واعتماد الكثير من الوظائف على الكمبيوتر والتحكم عن بعد فى كل ما يحيط بنا، علاوة على تناول الوجبات السريعة والجاهزة المشبعة بالدهون.

حول هذا الموضوع كان لـ"مبتدا" هذا الحوار مع الدكتور سامح عبدالشكور، استشارى السكر والغدد الصماء، والرئيس الأسبق للمعهد القومى للسكر.

- بداية نريد روشتة وقائية لمرضى السكر للوقاية من المضاعفات؟

طرق الوقاية ليست لمرضى السكر فقط، لكن لكل الناس، ولابد أن يكون لدينا جميعًا خريطة غذائية ولها مواعيد شبه ثابتة تتضمن كميات ونوعيات مُحددة بحسب السن والوزن والمجهود العضلى والبدنى الذى يبذله كل منا، وخصوصا إذا كان الشخص مصابا بأمراض أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، أو الدهون، أو النقرس، وأمراض القلب والكلى، أو الغدد الصماء، وإذا كان الإنسان يتناول ثلاث وجبات إفطار وغذاء وعشاء فلابد أن يكون بين كل وجبة والأخرى من 6 إلى 7 ساعات ولا يتناول أطعمة أخرى بين الوجبات، حتى لا يؤدى ذلك إلى عمل الجهاز الهضمى على مدار الـ24 ساعة، واستهلاك المعدة والقولون والكبد والبنكرياس، وهو ما يُعد سبب رئيسى فى الإصابة بالسكر، وخصوصا فى الأشخاص الذين لديهم استعداد للسكر.

لذلك يفضل الفصل بين الوجبات، مع ضرورة أن تشتمل كل وجبة على 60% خبز أسمر "بلدى" مع تجنب العيش السن والفينو والباتيهات والمعجنات، والابتعاد عن أطعمة الشارع "الفاست فود" لما تُمثله من خطورة على الإنسان الطبيعى قبل مريض السكر، وذلك مع الإكثار من أكل الفاكهة الطازجة والخضروات وقليل من البروتينات التى تكون فى صورة لحم أو سمك أو دجاج أو البقوليات، بحيث لا نجهد الكبد، أو الكلى ولا نرفع الكوليسترول، أو الدهون فى الدم وكل ذلك مع ممارسة أى رياضة أو المشى الجاد لمدة نصف ساعة يوميًا قبل الأكل، وإذا كان وزن الإنسان زائدًا يمكن أن تمتد مدة ممارسة الرياضية إلى ساعة.

- قد تفرض طبيعة العمل الاعتماد على الوجبة الواحدة وتكون دائمًا قبل النوم، فبماذا تنصح؟

الاعتماد على وجبة واحدة هو أكبر خطر، فخلال هذه الفترة يتناول الإنسان الكثير من المشروبات الساخنة أو المثلجة نظرًا لاحتياج المخ إلى الجلوكوز لتوليد الطاقة حتى لو كانت طبيعة العمل لا تعتمد على المجهود العضلى، فعملية التنفس وضربات القلب تحتاج إلى طاقة وهذه الطاقة يتم تعويضها من السكريات الموجودة فى المشروبات الساخنة والمثلجات والعصائر، أما تأثير ذلك على المعدة فهى تكون نائمة 24 ساعة، وعند تناول الطعام فجأة بما يعادل وجبتين أو ثلاث، فتحدث تُخمة وعسر هضم، تؤدى بالتدريج إلى السمنة، وخصوصا عندما تكون هذه الوجبة غنية بالملح والدهون ويشرب معها كمية كبيرة من الماء فيصبح شكل الإنسان مثل التفاحة، وهذا ما يسمى بالسمنة المفرطة التى تؤدى لأمراض السكر والضغط والقلب والكبد والكلى والعظام والفقرات والمفاصل، لذا فيجب تقسيم الوجبات حتى يستفيد الجسم منها ولا تكون الوجبة ضخمة ومجهده للجسم والأجهزة الفسيولوجية.

- البنكرياس لا يعمل خلال فترات الليل والأكل ليلًا يجهده فهل يكون ذلك سبب رئيسى فى حدوث السكر؟

الله سبحانه وتعالى خلق فى جسم الإنسان مجموعة من الغدد الصماء التى تنظم حياتنا، وهذه الغدد التى منها البنكرياس لها مواعيد معينة لإفراز هرموناتها والعصارة الخاصة بها بحيث تنظم حياة الإنسان متى يأكل، ومتى يشرب، ومتى يتبول، ومتى يجوع، ومتى تزيد ضربات القلب، ومتى يخزن القلب الدهون، ومتى يخرج الكبد السكر، فالبنكرياس والغدة النخامية والغدة الكظرية والنكافية وكل الغدد الصماء لها مواعيد معينة.

وغالباً ما تفرز الغدد هرموناتها فى أول اليوم فى الفجر وتستمر معنا حتى النوم، وفى المساء تبدأ فى الكسل والاسترخاء لأنها تأخذ فترة راحة حتى تستطيع استرجاع حالتها الطبيعية.

لذا أنصح بعدم إجهادها وتناول الأطعمة أو المشروبات فى الليل، لأن الجهاز الهضمى يحتاج ساعتين لهضم الطعام وبالتالى لا يحدث عسر هضم أو قولون عصبى أو إمساك وغيره من أمراض الجهاز الهضمى.

- ما نصيحتك لمرضى السكر؟

لابد للمريض أن يُنظم أكله ولا يأخذ أى نصائح علاجية من صديق أو زميل أو قريب بل من طبيب متخصص لأن التثقيف الصحى هام جدًا فى علاج المريض قبل الأدوية والإنسولين.

- ما الجديد فى علاجات السكر؟

هناك ثورة كبيرة فى علاج مرضى السكر من النوع الثانى، الذى يصيب الإنسان بسبب السمنة والسمنة المفرطة، والعلاجات متوفرة فى أقراص وحقن إنسولين، ولكن الأمل الكبير فى نجاح تجارب زرع الخلايا الجذعية، وهى ما زالت قيد التجربة والبحث، وأنصح المرضى بالبعد عن البدع وما يسمى العلاج بالأعشاب والوصفات القديمة.

- هل هناك علاقة بين مرض السكر والسمنة؟

العلاقة وثيقة بين السمنة والسكر، خصوصًا من النوع الثانى فأى مريض سمنة حتى لو كان مريض بالسكر وقلل وزنه من 10 إلى 15% سيختفى المرض لأن السكر سببه الرئيسى هو السمنة فهو استعداد وراثى، وعند نقص الوزن يختفى هذا الاستعداد الوراثى، وبالتالى يعود إنسان طبيعى مرة أخرى، فلابد من تنظيم نمط الحياة، واتباع سلوك غذائى صحى، والبعد عن العصبية وتناول الأدوية من الصيدليات دون استشارة الطبيب.

- هل هناك عقارات جديدة فاعلة فى علاج السكر على المدى البعيد؟

كل العلاجات التى تم تسجيلها فى العالم موجودة فى مصر وأحدث العقارات الموجودة حاليًا ليست بديلة عن الخلايا الجذعية التى مازالت فى طور التجارب، ولكن العلاجات الموجودة تنشط خلايا البيتا الموجودة فى البنكرياس والتى تفرز الإنسولين حيث تُعيد البنكرياس فى مريض السكر من النوع الثانى لطبيعته إلى حد ما وتحدث تجديد للخلايا فهى تساعد المريض فى تعويض ضمور بعض خلايا البنكرياس كما تستعيد كفاءة عمل الإنسولين فى الجسم، فهى تزود فاعلية الإنسولين وتقلل إفراز هرمون الجلوكابول فى الجسم، حيث يحدث إفراز الكبد مزيد من السكر فى الجسم وتجعل خلايا البنكرياس محتفظة بحيويتها وتؤدى وظيفتها فى إفراز الإنسولين وتزيد كفاءة البنكرياس إلى حوالى 80% بعد انخفاضها إلى 50 أو 60 % نتيجة مرض السكر وهذه العقاقير منها حقن وأقراص.

- ماذا تقول لمن ينقصون وزنهم من خلال الرجيم القاصى بالاعتماد على الخضروات فقط؟

للأسف بعض طرق إنقاص الوزن يكون لها أعراضًا سلبية، ولكننى أنصح بالبعد عن برامج الحمية أو إنقاص الوزن القاسية لأن الجسم له طبيعة خاصة تحتاج للتدرج فى إنقاص الوزن بحيث لا يفقد أكثر من 5 إلى 7 كيلو كل شهر، فهناك أملاح وسوائل مخزنة فى الجسم تعيق عمل الأدوية فنتخلص منها بنظام غذائى معتدل تقل به النشويات والسكريات الأحادية المباشرة والدهون مع تجنب التسالى والمكسرات التى تتحول إلى دهون وكولسترول مع تقليل كميات الملح التى تمثل عبء على القلب والكلى.

ومن البدع التى يتداولها البعض "ريجيم الكابوتشا" وهو الاعتماد على نظام غذائى يتضمن عصير الكرنب وشربة الكرنب والكابوتشا، وهى أفكار مستحدثة فى مصر فهذه المركبات الكرنبية ومشابهاتها تحتوى على مواد كيميائية تشبه فى التمثيل الغذائى بعضها وتتعارض مع التمثيل الغذائى لليود ويحدث خللًا فى الغدة الدرقية، ويصاب الإنسان بنشاط الغدة الزائد ويحدث نقص فى الوزن وزيادة فى ضربات القلب وضغط الدم والتوتر والقلق، وكل هذه المظاهر قد تؤدى إلى نقص فى نشاط هرمون الغدة التى تصيب بالسمنة والكسل والبلادة، وعدم عمل الجهاز العصبى وعدم التركيز والنسيان وزيادة نسبة الكولسترول وانخفاض مستوى الدهون الثلاثية فى الجسم وحدوث النقرس، فلابد أن يكون مستوى إفراز الغده الدرقية ثابت.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل