صور| أوقعت كينيدى والقذافى.. حكاية «مدام كلود» أشهر قوادة فى العالم

توفيت فرناند جرودى، الشهيرة باسم "مدام كلود"، فى أحد المنتجعات فى مدينة نيس، عن عمر ناهز 92 عاماً، وهى أشهر القوادات الفرنسيات فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى.

كلود، التى أذاعت مُصطلح "فتاة تحت الطلب" Call Girl، أسست وتزعمت واحدة من أهم وأكبر شبكات الدعارة الفرنسية فى سياق تأمين "خدمات خاصة" لسياسيين كبار ودبلوماسيين وفنانين معروفين حول العالم.

قصدت العاصمة باريس فى الخمسينيات من القرن الماضى، لتشق طريقها فى درب الدعارة وتمارس المهنة، وتتمكن من صنع شبكة دعارة من الصف الأول، واستطاعت أن توقع برجال سياسيين وفنانين واقتصاديين كبار فى شباك فتيات الهوى التابعين لشبكتها.

كتومة تحافظ على أسرار "الزبون"

كلود كانت تتستر بشدة على هوية عملائها، وأخفت لائحة بأهم هذه الأسماء التى كانت تقصدها، رغم التلميح بأسماء لمشاهير قصدوا بيتها مثل شاه إيران، والرئيس الأمريكى جون كينيدى.

حتى فى كتابها الذى أصدرته عن مهنتها، وحياتها بعنوان "المدام" فى العام 1994، تمنعت عن ذكر أسماء وهويات "زبائنها" أو أى شئ يمس خصوصية مشاهيرها.

ويليام ستادييم، الكاتب فى مجلة "فانيتى فير"الأمريكية ، يعمل على رواية قصة حياة مدام كلود، الشخصية الأسطورية التى عُرِفت فى باريس فى الستينيات بالسيدة الأكثر حصرية فى العالم.

واحتفظ ستيديم طوال 30 عامًا بأسرار مدام كلود لأن الإفصاح عنها كان سيُعرض حياته لخطر كبير، إذ أنه يذكر أسماء قادة مثل الرئيس الأمريكى جون كيندى، ومعمر القذافى، وشاه إيران، ومحمد رضا بهلوى، وموشيه ديان، وغيرهم.. كانوا من زبائن المدام.

استمرت مدام كلود وشبكتها فى العمل حتى وصول فاليرى جيسكار ديستان إلى الرئاسة الفرنسية عام 1970، حيث بدأ القضاء بملاحقتها ثم أدانها بتهمة التهرب من دفع مستحقات للضرائب بلغت 11 مليون فرنك فرنسى، فيما رفضت مدام كلود التهمة، وهاجرت إلى لوس أنجلوس عام 1977، حيث بقيت حتى عام 1985 لتعود بعدها إلى فرنسا وتقضى 4 أشهر خلف القضبان.

كتب الصحفى أنه كانت لكلود، لائحة تُحسَد عليها من الزبائن المؤلّفين من رجال نافذين جداً، وذكر فى مذكراته عنها، أن كيندى طلب من المدام ترتيب ليلة حمراء مع حسناء شريطة أن تكون شبيهة زوجته جاكلين على أن تكون أكثر سخونة على حد نقل الصحفى لكلام كيندى الذى أخبرته به كلود.

ولم تقتصر خدمات بيت الدعارة الباريسى الشهير على الزعماء فحسب، إذ احتوت قائمة المستفيدين من خدمات المدام على أسماء مشاهير الممثلين، ومنهم ماريا كالاس، ومارلون براندو، وريكس هاريسون، ورئيس شركة فيات، جانى أنيلى.

كلود كانت تجند أكثر من 500 امرأة للعمل فى بيت الدعارة الواحد معظمهن من المثقفات، وقد تزوّج عدد كبير منهن رجالاً أثرياء.

وعلى الرغم من تلقيها تربية كاثوليكية صارمة، إلا أنها تخلت عن القيم الدينية، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية فتحت أول بيت دعارة غير سرى تديره لحسابها فى الشانزيليزيه الشهير.

كان مارك شاجال، وهو فنان روسى، أحد زبائن سيدات المُدام، يغازل الفتيات بتقديم رسومات قيّمة جداً لهن يظهرن فيها عاريات، وكان الشاه يُحضر هدايا عبارة عن مجوهرات، حتى إن إحدى الروايات تتحدث كيف أن "سى آى إيه" استعانت بخدمات كلود للمساعدة فى الحفاظ على المعنويات خلال محادثات السلام فى باريس.

الجدير بالذكر أنه سبق للسينما أن سلطت الضوء على حياة مدام كلود فى أكثر من فيلم سينمائى، الأول كان فى عام 1977 من بطولة الممثلة الفرنسية فرانسواز فابيان، التى أدت دور مديرة بيت الدعارة الشهير فى هذا العمل الفنى الذى يحمل اسمها.

وأصرّت فابيان على تمضية بعض الوقت مع المدام كى تتمكّن من تقمّص الدور، وتروى فابيان لستادييم أنها وجدت كلود "امرأة رهيبة"، كانت تحتقر الرجال والنساء على السواء.

كلود، كان معروف عنها حبها الجارف للأموال، الرجل محفظة نقود فى نظرها، والمرأة ثقباً، كانت أشبه بسائقة عبيد فى مستعمرة فى الجنوب الأمريكى، وفقاً لما ذكرته مذكرات الصحفى وصرحت به فابيان.

أنها لم تكن يومًا عاطفية، لدرجة أن أيًا منهن لا يذكرها بكلمة طيبة، ما دفع فابيان إلى وصفها بالسيدة المستبدة، ونقل عنها أنها كانت تبغض الحب، وقولها إن "هناك شيئين سيظل الناس ينفقون المال للحصول عليهما هما الطعام والحب الجاهز للبيع .. وأنا لا أتقن إعداد الطعام".

عندما كانت توظّف فتاة، كانت تغير لها شكلها، وكانت كلود تدفع كل الفواتير لأشهر بيوت أزياء داخل فرنسا وخارجها وتأتى بأفضل مصففين الشعر حتى تعجب الفتاة "الزبون"، ثم تفرض على الفتاة العمل لتسديد هذا الدين، فكان العمل معها أشبه بالعبودية الجنسية بموجب عقد، وكانت كلود تتقاضى نسبة 30% من أجر الفتاة.

ستادييم، يقول إنه عند انتقاء الفتيات المعروفات بـClaudettes، كانت كلود تستخدم عارضات الأزياء والممثلات الفاشلات اللواتى لم ينجحن فى مهنتهن، لكن فشلهن فى تلك المهن لا يعنى أنهن لسن جميلات.