المحتوى الرئيسى

تعرف علي علوبه قائد المحروسة

12/23 13:27

ولد جلال علوبة فى 3 يونيو من عام 1910 م من أسرة صعيدية تنتمى إلى قرية جهينة التابعة لمحافظة أسيوط بصعيد مصر  والده هو محمد على باشا علوبه و قد كان عضواً بارزاً فى حزب الوفد الذى كان يرأسه فى ذلك الوقت سعد باشا زغلول و فى عام  1925 م منح والده رتبة الباشوية ثم تقلد منصب وزير الاوقاف .بدأت رحلة الأميرالاى جلال علوبة مع البحر فى عام 1922 م حينما أرسل فى بعثه دراسية تابعة للحكومة المصرية إلى إنجلترا  و كان عدد طلاب البعثه عشرة أفراد  و ذلك بهدف دراسة العلوم و الفنون البحريه بقصد تعيينهم بعد ذلك كضباطاً بالبحرية المصرية و قد كان سن جلال علوبة آنذاك لايتجاوز الثانية عشر حيث إشترطت الحكومة المصرية أن لا يقل سن الطالب عن إثنى عشر سنة و أن لا يزيد على أربعة عشر و على الرغم من معارضة والده له بالسفر نظراً لصغر سنه  إلا أنه إستطاع فى النهايه أن يقنع والده بالسماح له بالسفر ضمن العشرة الذين تم قبولهم و كان هو و احداً منهم و الذين أصبحوا بعد ذلك الرعيل الاول للبحرية المصرية و بعد إجتياز جلال علوبة لفترة الدراسة بالبعثه و التى إستمرت أربع سنوات تم إلحاق طلاب البعثه للتدريب على سفن الأسطول التجارى و هذا بناءاً على طلب الحكومة المصرية و ذلك بغرض إكتساب الخدمة البحريه المقررة و كانت تلك فرصه كبيرة لأفراد البعثة لتطبيق العلوم و الفنون البحرية التى تم دراستها خلال فترة الدراسه .و بعد إنتهاء فترة التدريب العملى و التى إستمرت حوالى ثلاث سنوات قررت الحكومة المصرية إلحاق طلاب البعثة بأحدى الكليات البحرية العسكرية ليتم التدريب على الاسلحة البحرية  على أن يتم بعد ذلك منح الطلاب رتبة الملازم ثان إضافة إلى الشهادات البحرية التى تمنح لضباط الأسطول التجارى أتم جلال علوبة دراستة بالخارج و كذلك فترة تدريبه ثم عاد إلى مصر ليبدأ مشواره البحرى و هو لايعلم ماتخبئه له الاقدار .بعد عودته إلى مصر تم تعيينه ضابطاً على السفينة  نفتس و هى تابعة لمصلحة خفر السواحل و كانت مهمة تلك السفينة الأساسية هى نقل وتموين قوة الجيش المتمركزة فى السلوم إلا أن العمل على تلك السفينة لم يكن مرضياً لجلال علوبة و ذلك نظراً  لكون السفينة كانت من وجهة نظره لاتصلح للعمل فى البحر و كانت لديه رغبة فى العمل على السفن الضخمة و الحديثه و التى يستطيع من خلال عمله عليها أن يطبق ما درسه خلال فترة دراستة الطويلة فى الخارج أثناء البعثه الدراسية .حصل بعد ذلك على إجازة من خفر السواحل و عمل على إحدى السفن التجارية العالمية نظراً لكون حاصلاً على شهادة من الخارج تسمح له بالعمل على السفن التجارية إلا إنه أيضا لم يكن راضياً عن العمل فقطع الإجازة و عاد مرة أخرى للخدمة العسكرية .إنتقل بعد ذلك إلى مصلحة خفر السواحل و كانت مهمتها الاولى هى مكافحة تهريب المخدرات إلى داخل البلاد و عمل فى وظيفة مساعد أركان حرب المصلحة و عمل بها بأخلاص طوال فترة وجوده بها ثم إلتحق بعد ذلك بدورة دراسية تمهيداً لترقيته إلى رتبة صاغ رائد ثم تم تعيينه بعد ذلك كضابط أول أي قائد ثان للطوافة الأمير فاروق  و كانت مهمتها الأساسية أيضا هى حماية السواحل المصرية من تهريب المخدرات .أحيانا ما تلعب الأقدار دوراً فى تحديد مصائر البشر و هذا هو ماحدث مع جلال علوبة إذ إنه ذات يوم و هو جالس فى السفينة شاهد اليخت الملكى المحروسة و هى تقوم بترك الرصيف لتجربة ماكيناته لمدة 24 ساعة و لكن مالفت نظر جلال علوبة آنذاك هو أن يخت المحروسة تسحبة خمس لنشات و هذا ماجعله يتسائل عن كفاءه قائد اليخت و ضباطه اللذين يلجأون إلى جره بخمس قاطرات بدلاً من إستخدام ماكينات اليخت الذاتية و هنا يجدر الإشارة إلى أن ماقام به علوبة بعد ذلك يظهر جانباً شخصياً هاماً فى شخصية جلال علوبة فقد قام بعد ذلك بإرسال خطاب اإى كبير الأمناء بالقصر الملكى و كان فى ذلك الوقت هو أحمد باشا حسنين و قد كان على معرفة شخصية به و ذكر له مارأه و بعدم رضاه الشخصى عن ذلك و أن مارأه لايليق باليخت الملكى المحروسة كما ذكر له ماحصل عليه من خبرات أثناء دراسته و تدريبه على الكثير من السفن التجاريه و الحربية و بعد مرور عدة أيام فوجىء جلال علوبة بترشيحه ضمن ثلاثة ضباط للعمل على اليخت الملكى المحروسة ثم بعد ذلك وصل خطاب يفيد بنقله من مصلحة خفر السواحل إلى اليخوت الملكية التى كانت تتبع كبير الياوران بالسراى الملكية ضمن قوات الحرس الملكى و كان وقتها قد رقى إلى رتبة الصاغ أي رائد  .حدث اللقاء الأول بين الملك فاروق و جلال علوبة عندما كان الاخير ضابطاً مناوباً على اليخت الملكى قاصد خير بالقاهرة و هو وحده بحرية نيلية كانت مرابطة فى مرسى بالقاهرة .و فى ذلك اليوم وقفت سيارة سوداء أمام المرسى و نزل منها الملك فاروق و الملكة فريدة و كانت تربط الملكة فريدة علاقة صداقة وطيدة من الصغر بزوجة جلال علوبة و كانت تلك المرة الأولى التى يرى فيها الملك شخصياً إلا إنه لم يحدث أية أحاديث بينه و بين الملك إذ إستشعر جلال علوبة بخصوصية تلك الجلسه التى جمعت بين الملك و الملكة فريدة فلم يشأ ان يفرض نفسه عليهم مقتنعاً بفكرة أنه فى حال لو أراد الملك أى شىء فأنه سوف يستدعيه مباشرة و هذا يكشف جانباً آخر من شخصية ذلك الرجل .فى ذلك الوقت كان اليخت الملكى المحروسة قد عاد من الإسماعيلية إلى الإسكندرية و ذلك في عام 1946 م فقد بقيت المحروسة فى الإسماعيلية حماية لها من قاذفات القنابل الإيطالية و الألمانية على ميناء الإسكندرية و لكن بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية عادت إلى الإسكندرية مرة أخرى و خلال تلك الفترة كان جلال علوبة يتبادل المناوبة بين الوحدات النيلية و المحروسة و كانت هذه فرصه لجلال علوبة لرؤية الملك كثيراً حيث كان يتردد الملك على المحروسة و خاصة فى فصل الصيف إلا اإه لم يحدث بينهم أى حوار مباشر بعد و بعد فترة تم تعيين جلال علوبة قائد ثان لليخت الملكى المحروسة . و تعتبر رحلة قبرص هى بداية التقارب الحقيقى بين الملك فاروق و بين جلال علوبة فقد صدرت الأوامر بتجهيز اليخت الملكى فخر البحار للقيام برحلة ملكية إلى جزيرة قبرص و كان جلال علوبة هو المسئول عن إعداد و تجهيز اليخت بكل إستعدادات تلك الرحلة و كان الملك فاروق يزور اليخت كثيرا ًفى تلك الفترة كما كان يوجه أسئلتة و إستفساراته عن اليخت و تجهيزاته و كان جلال علوبة يجيبه دائماً بأجابات وافية تنم عن معرفة الرجل و إلمامه الكامل بعمله مما جعله مع الوقت موضع ثقة الملك .تكررت اللقاءات بين الملك فاروق و جلال علوبة فى تلك الفترة و كثيرا ماكان الملك يدعوه إلى السباحة معه من اليخت حتى منطقة الرملة البيضاء و هى مكان عند ملتقى حاجز ميناء الاسكندرية الغربى بمنطقة رأس التين بجوار الفنار .تعددت الأدوار التى قام بها جلال علوبة فكان له دوراً هاماً فى هيئة قناة السويس إذ انه كان وراء إمداد الهيئه بضباط مصريين للتدريب على أعمال الإرشاد فقد كان وقتها جميع المرشدين العاملين بالقناة أجانب و خوفاً من تصرفات فرنسا و إنجلترا تجاه الملاحة فى قناة السويس إقترح جلال علوبة أن يلتحق بالقناة بعض ضباط اليخوت الملكية و مرشدى ميناء الاسكندرية للعمل كمرشدين و قد رحب الملك فاروق بالفكرة و وافق عليها و طلب منه التخطيط لتنفيذها و بالفعل تولى جلال علوبة دراسة و تخطيط و تنفيذ هذا العمل حيث أصبح بعد ذلك هؤلاء المرشدين هم النواة الأولى للمرشدين المصريين بهيئة قناة السويس و قد قاموا أيضاً بعد ذلك بتدريب ضباط القوات البحرية الذين إنتدبوا للعمل بالهيئه بعد تأميمها سنة 1956 م .بعد قيام ثورة يوليو و توقيع الملك فاروق على وثيقة التنازل عن عرش مصر لصالح إبنه الأمير أحمد فؤاد كان قد تحددت الساعة السادسة من يوم 26 يوليو كموعد لمغادرة الملك فاروق إلى خارج البلاد على يخت المحروسة و قد طلب الملك شخصياً أن يقوم الأميرالاى جلال علوبة بقيادة اليخت و ذلك لثقته التامه به هذا و قد و افقت القياده الجديده على هذا الطلب لثقتها أيضاً بالأميرالاى جلال علوبة و هذا ما أخبره به الفريق محمد نجيب حينما إستدعاه ليبلغه بالأمر و تلقى الأميرالاى جلال علوبة الأمر الخاص بذلك  وطلب أن ترافق اليخت سفينتين حربيتين للحراسة وفقا للتقاليد البحرية المعمول بها فى حال سفر الملك فى مهمة رسمية خاصةً و أنه سيكون على اليخت الملك الجديد أحمد فؤاد الثانى .و قبل الموعد المحدد بنصف ساعة حضرت الملكة ناريمان و معها الملك الصغير أحمد فؤاد و الأميرات الثلاثة بنات الملك فاروق من الملكة السابقة فريدة  و بعد ذلك حضر الملك فاروق بعد أن أنهى مراسم الوداع الرسمية التى طلب أن تتبع معه وفقا للتقاليد و البروتوكول .و بدأت الرحلة الاخيرة بين الملك فاروق والاميرالاى جلال علوبة قائد اليخوت الملكية وياور جلالة الملك بدأت تسطر سطورها الاخيرة و اثناء تلك الرحلة من مصر إلى المنفى حاول الملك فاروق ان يقنع الاميرالاى جلال علوبة بالبقاء معه فى منفاه  إلا أنه إعتذر للملك عن هذا الامر لأحساسه بالمسئوليه تجاه وطنه بالإضافه إلى إلتزامه تجاه أسرته التى كانت لاتزال بالاسكندرية  وقد كان الملك فاروق مخلصا فى عرضه لدرجة أنه عرض عليه فى حال موافقته على البقاء معه بأنه سيمنحه مليون جنية  إلا أن هذا العرض لم يكن له أى تأثير على قرار ذلك الرجل الذى كان يقدر حجم المسئولية الملقاه على عاتقه تجاه وطنه وتجاه القيادة الجديده التى وثقت فيه من البداية .و بالوصول إلى تلك النقطة تنتهى العلاقة بين الملك فاروق ملك مصر و بين الأميرالاى جلال علوبة تلك العلاقة التى بدأت بينهما فى القاهرة سنة 1945 م على مرسى اليخت الملكى قاصد خير و إنتهت على اليخت الملكى المحروسة فى ميناء نابولى بإيطاليا .

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل