المحتوى الرئيسى

إسبانيا: الحماسة لليانصيب تتوقف على زخم الانتخابات

12/23 01:54

ربَّما لا تكون الانتخابات البرلمانيّة التي جرت في إسبانيا يوم الأحد الماضي، هي الأهمّ في العقود الأخيرة، بالرغم من أنَّ نسبة المقترعين بلغت حوالي 72 في المئة، ولكنَّ نسبةً أُخرى تجاوزتها، وهي حُمَّى سحب اليانصيب السنوي لمناسبة عيد الميلاد، والذي تجاوز المشاركون فيه نسبة 75 في المئة.

يوم أمس، التقط تلاميذ من مدرسة للأيتام في مدريد، وفق التقليد الشائع، الطابات التي تحمل الأرقام المحظوظة في حفل يُنقل على الهواء مباشرة، ثمّ قاموا بغناء الرقم والمبلغ الرابح، أمام عشرات الملايين من الأشخاص والحاضرين في الصالة، والذين حلموا جميعاً بجائزة اليانصيب الأكبر في العالم، والتي تتجاوز مجموع الملياري يورو.

وتسمى جائزة سحب الميلاد بـ «الضخمة (الغوردو)»، وترجع التسمية إلى حجم المبلغ من جهة، ونسبة المشاركين في السحب من جهة أخرى، إذ يمكن رؤية طوابير الراغبين بالشراء ممتدّة لعشرات الأمتار أمام محال البيع الموجودة في أحياء المدن والقرى.

ويمكن فهم هذا الاهتمام، بالنظر إلى طبيعة السحب الخاصة، والمتميزة نسبياً عن باقي طرق السحب الأخرى. اذ تبلغ فرص الربح واحداً على ستة، الأمر الذي يجذب عسيري الحظ أيضاً، فيما يرفع نسب المشاركة التي تؤمّن للحكومة مبلغ يقارب 3.2 مليارات يورو ويشكل 0.6 من حجم الناتج المحلي القومي.

ويتحوّل السحب إلى طقس اجتماعيّ أيضاً، فتُباع بطاقات اليانصيب العائلية، كما تُمنح أخرى كهدايا. ومنذ أيّام، اعترف رئيس الوزراء الإسباني الحالي، والفائز بغالبية غير مطلقة في الانتخابات ماريانو راخوي، بأنَّه يشتري باستمرار، وسبق له أن تقاسم الجائزة الكبرى مع آخرين خلال القرن الماضي أيام عُملَة البيزيتا الوطنية.

ويتوزّع الرقم الرابح على 160 شخصاً، ويمكن أن يصل إلى أربعة ملايين يورو للفرد، كما يمكن أن ينزل إلى 30 ألفاً، إذ تسمح الطريقة بتحويل البطاقة التي يبلغ سعرها 20 يورو إلى عشرين بطاقة بسعر يورو لكلّ واحدة، وهو ما تقوم به الشركات والنقابات لمنح فرص أكبر للاعبين من موظفيها.

ويعود تاريخ السحب إلى العام 1812، ما يجعله ثاني أقدم سحب يانصيب وطني في تاريخ العالم. ومنذ ذلك الحين، يجري السحب في تاريخ 22 كانون الأول من كل عام، حتى أنه تواصل في سنوات الحرب الأهلية في ثلاثينيات القرن الماضي.

تغيّرت التقاليد التاريخيّة، فدخلت أوّل فتاة حفل تقديم الجائزة في العام 1985، لتنهي احتكار زملائها من الذكور لهذه الغنائيّة السنوية. كما مدّت الحكومة يدها في العام 2013 للمرة الأولى منذ 200 عام من تاريخ الجائزة، لتقتنص منها ما نسبته 20 في المئة كضريبة أرباح، على كل جائزة تتجاوز 2500 يورو.

ومن طرائف هذه الجائزة، قصة تحوّلت إلى فيلم وثائقي في ما بعد، حين ربح سكان قرية بكاملها تقريباً الجائزة الكبرى، وبلغ مجموع جوائز البطاقات التي بيعت في كشك قرية سوديتو حينها، 120.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل