المحتوى الرئيسى

محللون: الأردن وضع تصنيفاً للمجموعات الإرهابية قبل سنة

12/22 03:03

طلبت روسيا من الأردن المساعدة في وضع "القائمة الموحدة بالمنظمات الإرهابية" في سوريا، ورفعها إلى مجلس الأمن للتصديق عليها.

إن طلباً كهذا يعني الكثير لبلد مثل الأردن، عاش تحديات الأزمة كمن يقف أمام اختبار عسير، فكان عليه اختيار عبارات ومواقف الحياد في إقليم مشتعل وسط مخاوفه من سقوط النظام السوري ووصول الجماعات الإسلامية إلى الحكم في سوريا، وبالتالي تأثره بالموجة "الإخوانية" التي كادت تعم المنطقة في العام 2012، وبين مطالب الحلفاء بتدريب المقاتلين أو جعل الأردن مكاناً لغرف العمليات، و "غرفة عمليات الموك" لم تعد سراً.

اليوم، بعد طلب المجتمع الدولي من الأردن إنجاز هذه القائمة الموحدة عن الجماعات الإرهابية، يرى محللون أن الأردن قدم إجابة محايدة شافية عن كل أسئلة الأزمة السورية.

واعتبر المحلل السياسي ومستشار التحرير في صحيفة "الغد" فهد الخيطان، أثناء حديثه إلى "السفير"، أن "الأردن يحصد ثمن سياساته في سوريا خلال السنوات الخمس الماضية، التي اتسمت بعدم التدخل المباشر في الأزمة السورية".

ما سبق يدفع الكاتب والمحلل السياسي ناهض حتر للقول، أثناء حديثه لـ "السفير"، إن "الأردن لم يخرج من الأزمة السورية بأقل الخسائر بل إنه خرج بمكتسبات"، ويستدل على ذلك بطلب المجتمع الدولي من عمان وضع القائمة الموحدة للمنظمات الإرهابية.

ولا يمكن إغفال أن حجم المعلومات الأمنية المتوفرة لدى عمان حول الجماعات الإرهابية والمتطرفة قد غلّب كفة الميزان، وأدى لمنحه هذه الفرصة. وهنا يشير الخيطان إلى أن للأردن تصنيفاً خاصاً للجماعات في سوريا أنجزه قبل أكثر من سنة. ويضيف ان "اختيار كل من أميركا وروسيا للأردن لهذه المهمة كان انطلاقاً من اعتبارات إضافية، كونه الطرف الأكثر توازناً بالتعامل مع الأزمة السورية وغير المتورط مع الجماعات الإرهابية، بالتالي فإن التصنيف الذي سيقدمه الأردن سيكون ذا مصداقية".

لكن ثمة صعوبات تواجه وضع قائمة كهذه في وضع إقليمي شائك، تتعارض فيه مصالح دول في مجابهة الإرهاب مع مصالح حلفاء للأردن داعمين لمنظمات إرهابية، وما هو التعريف الذي سيتبناه الأردن للجماعات الإرهابية؟

إحدى أهم العثرات التي تواجه هذه القائمة، هي مكان الجماعات المسلحة التي تموّلها وتدعمها دول حليفة للأردن، كالسعودية على سبيل المثال، فما هي المعايير السياسية التي ستراعيها عمان عند وضع القائمة؟

لا يعتبر حتر أن العلاقات الأردنية - السعودية في أحسن أحوالها، وأنّ طلب إنجاز هذه القائمة يمثل اعترافاً ثميناً لعمان باحترافية ومهنية الأجهزة الأمنية الأردنية، وسيكون له مردود سياسي واقتصادي، فمن غير المنطقي أن يضحي الأردن بذلك لإرضاء أحد.

السؤال: هل من الممكن أن يتموضع الأردن في محور سياسي جديد بسبب هذه القائمة؟

يجيب حتر بالنفي، فـ "الأردن لن يتموضع في محور جديد، إذ إن مصلحته في التزام الحياد، ما دام الطرفان العالميان (الولايات المتحدة وروسيا) اتفقا على منحه دور تصنيف الجماعات وتحديد الإرهابي منها".

لكن، في ما يتعلق بالعلاقة الأردنية - السعودية، يذهب الخيطان إلى أنه سيكون هنالك نقاشات بين عمان والرياض، وأن السعودية في النهاية ستحترم وجهة النظر الأردنية، مختلفاً بذلك مع وجهة نظر حتر، إذ يقول "يبدو من خلال سير العلاقات بين البلدين أن لا نية لتصعيد أو خلافات في المستقبل، أو أن يكون هناك أزمة بسبب هذه القائمة".

ما سبق يفتح باب احتمالات فشل أو نجاح القائمة، التي يرى الخيطان أن الأردن قام بالمهمة ومن دون مجاملة لأحد، وأنجز القائمة من خلال التشاور مع دول المنطقة، لكن ما سبق شيء وقبول الإطار الدولي لهذا التصنيف أو رفضه شيء آخر، فمن المؤكد سيكون هناك خلافات حول القائمة.

في داخل المجتمع الأردني، وفي الطبقة السياسية الأردنية، ثمة خلاف حقيقي حول من هو الإرهابي، فشريحة واسعة من الطبقة السياسية الأردنية تعتبر أن الإرهابي ليس من يحمل فكراً دينياً متطرفاً بل هو من يحمل السلاح في وجه النظام أو من يقوم بعمليات تخريبية، مع أن الفكر المتطرف كان نفقاً لهؤلاء، فما هو المعيار التي ستتخذه الأجهزة الأمنية الأردنية عند تصنيف هذه الجماعات في سوريا؟

"إن المخابرات الأردنية هي التي ستحدد ذلك وليس السياسي الأردني" بذلك يجيب حتر، الذي يؤكد أن الاستخبارات الأردنية لا تصنف الجماعة بالإرهابية بناءً على نقاش سياسي أو أيديولوجي، بل إنها ستحدد وصفها استناداً الى معلومات حول مشاركة تلك الجماعات في عمليات، وسيتم ذكر التفاصيل بناءً على معلومات وحقائق استخبارية، فسيكون التحديد مهنياً.

العلاقات الأردنية - الروسية إلى أين؟

يرى الخيطان أن الأردن يطور علاقته مع روسيا على المستوى الاستراتيجي، إذ إن هناك تعاوناً أمنياً واستخبارياً وعسكرياً واسعاً، انطلاقاً من جدية الروس في قتال الجماعات الإرهابية، فالأردن ينطلق في الأزمة السورية من قناعة واحدة وهي خطر الجماعات الإرهابية، ومن هنا هو مستعد للتحالف مع أي طرف يسعى لحربها، "لذا نراه جزءاً من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب، وفي الوقت ذاته هو اليوم في طور التحالف مع روسيا ـ إن جاز التعبير - للهدف ذاته".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل