المحتوى الرئيسى

"الشماع" يتحدث لـ"الوطن" عن تعامد الشمس على "قصر قارون" وأسرار "قدس الأقداس"

12/21 20:18

"تعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس بمعبد قصر قارون"، واحدة من الظواهر الفلكية نادرة الحدوث، التي شهدها المعبد المشيد بمنطقة بحيرة "قارون" بالفيوم، وهي تحدث مرة واحدة في مثل هذا الوقت من العام، لتذكرنا بتعامد الشمس، الذي يحدث على وجه تمثال "رمسيس الثاني" بمعبد أبو سمبل في أسوان، والذي يحدث يومي 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام.

ووسط تساؤلات عدة حول الظاهرة، وما يعينه مصطلح "قدس الأقداس"، ومدى تكرار حدوث الظاهرة الفلكية في مناطق أثرية أخرى، تحدثت "الوطن" مع الدكتور بسام الشماع، أستاذ علم المصريات، والذي شرح الظاهرة بكامل تفاصليها، مؤكدا في البداية، أن "معبد قصر قارون"، ليس قصرا، فالمعبد للتعبد وليس المعيشة، بالتالي تسمية "قصر" غرضها الانبهار بالمبنى الذي يشبه القصور، مثلما فعل العرب عندما دخلوا "طيبة" وعثروا على معابد كثيرة وتحف معمارية هائلة، فسموها "الأقصر"، كما أنه لا علاقة له بـ"قارون"، الذي ذكر اسمه في القرآن، وإنما له علاقة ببحيرة "قارون" الموجودة في الفيوم، والمعبد تم تشييده في الحقبة البطلمية، عندما كانت الإسكندرية عاصمة مصر.

الشماع: معبد "قصر قارون" ليس قصرا ولا علاقة له بـ"قارون" المذكور في القرآن

أما فيما يخص الظاهرة، فقال الشماع، إنها تتوازى مع توقيت ظاهرة فلكية، اسمها ظاهرة "الانقلاب الشتوي"، وهي تحدث في الجزء الشمالي للكرة الأرضية على عكس الجزء الجنوبي للكرة الأرضية وفي أيام 20 و21 و22 أو 23 ديسمبر من كل عام، وهي أن أحد هذه الأيام سيكون الأقصر نهارا في السنة، وهنا سيحدث التعامد في الساعة 6:49 صباحًا بتوقيت القاهرة، وتدخل الشمس إلى المعبد، وتمر على منظر لملك، في الأغلب يكون حاكمًا بطلميًا، إلا أن تصل لـ"قدس الأقداس"، وهي غالبا آخر غرفة في المعبد، وهي أهم الغرف من الناحية الطقسية (الديانة) ومن هنا تأتي أهمية تلك الغرف، والمكرس لعبادة رب أسطوري مصري قديم اسمه "سدك رع - أو سودك رع"، وهو التمساح المقدس، لأن الفيوم كانت مشهورة بالتماسيح، لدرجة أن هناك مكانا في هذا الإقليم أطلق عليه "مدينة التمساح" وقت اليونان، وهي "كروكو ديلو بوليس".

يتابع الشماع حديثه مفسرا الظاهرة، بقوله: "قدس الأقداس في معبد قارون، هو عبارة عن 3 مقاصير (مقصورة يسار، ومقصورة وسطى، ومقصورة يمين)، وهنا تحدث ظاهرة فلكية أخرى، تعبر عن عبقرية المصري القديم، فالشمس تتعامد على المقصورة اليمنى والوسطى، ولا تنير المقصورة اليسرى، وهذا ليس خطأ فلكيا، وإنما فسرها عالم، بأن هذه المقصورة اليسار كانت مخصصة لـ(التمساح الأسطوري المحنط)، ومن هنا كان التصميم متعمدا ألا تدخل الشمس إلى المقصورة اليسرى حتى لا تتلف المومياء، كما أن هناك نظرية أخرى تفسر ذلك، وهي أن شروق الشمس في مصر القديمة كان بداية الحياة، والمومياء المحنطة بداية رحلة الموت، ولذلك لا تأتي لها الشمس".

أستاذ علم المصريات: الظاهرة لها علاقة بـ"الانقلاب الشتوي".. والشمس لا تتعامد على المقصورة اليسرى لأن بها "مومياء الرب الأسطوري"

وعن الاختلاف بين ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل، وتعامدها على "قدس الأقداس" بمعبد "قارون"، فقال: "هناك عبقرية فلكية في الحالتين، ولكن في أبوسمبل هناك عبقرية أخرى لا بد أن تذكر، أن المعبد الرئيسي للملك رمسيس الثاني، منحوت في الجبل في النوبة العظيمة، وليس مشيدا أو مبنيا، أما قصر قارون فمشيد، ولذلك فهي عبقرية للعامل المصري القديم من الناحية المعمارية، التي صممت من أجلها المتحف، فسمحت لدخول الشمس دون أن ينكسر شعاعها لـ60 مترا داخل المتحف، لتصل للتعامد على وجه رمسيس الثاني"، مشيرا إلى وجود مناسبات أخرى غير هاتين الحالتين لتعامد الشمس، منها تعامد الشمس على كتف أبوالهول، وهناك في الأقصر، ينتصف قرص الشمس بين صرحي معبد الكرنك ثلاثة أيام في العام.

أما عن "قدس الأقداس"، فقال الشماع: "المعبد المصري القديم، كان لا بد من وجود غرفة فيه، تكون في الغالب آخر غرف المعبد، وهي الأهم فيه، لأنها تحوي تمثالا للرب الأسطوري، وصندوق ناووس، وهو حجر منحوت وبداخله يوضع تمثال الرب الأسطوري، وقاعدة حجرية لوضع تمثال الرب الأسطوري، وجدران قدس الأقداس يكون عليها منحوتات مثل فيلة وأبو سمبل وإدفو، أو مقاصير مثل معبد قصر قارون، ويمارس فيه طقوس العبادة من كهنة المعبد والحاكم، وتقرأ فيها التراتيل الدينية".

"الشماع" يدعو إلى تدشين "سياحة الشمس" بمصر استغلالا للظواهر الفلكية المرتبطة بالحضارة المصرية القديمة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل